أكذوبة القمة بقلم كمال الهِدي

أكذوبة القمة بقلم كمال الهِدي


08-31-2017, 02:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504185242&rn=1


Post: #1
Title: أكذوبة القمة بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-31-2017, 02:14 PM
Parent: #0

01:14 PM August, 31 2017

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات


[email protected]
أسأل الله تبارك وتعالى وببركة هذه الأيام المباركة أن يأتي يوم يكف فيه إعلامنا الرياضي عن اطلاق الأكاذيب وتصديقها والضحك على عقول القراء وتخديرهم.
قبل مباراة الأمس اطلعت سريعاً على مقتطفات مما جاء في الصحف وأعمدة بعض الزملاء، لأجد الكثير من المضحك المبكي.
كلما طالعت عبارات جزلة ومعسولة عن مباراة الغريمين سألت نفسي: هل يحدثنا هؤلاء القوم عن كرة قدم وفريقين سودانيين، أم يكتبون عن ثنائي القمة في أسبانيا!
مررت على كتابات بعض الزملاء الزرق فوجدت فيهم من يستهزئ بالمريخ وأهله مؤكدين أن الفوز حليف الأزرق باعتبار أن الأحمر فريق متهالك لا يقوى على مواجهة ( الزعيم).
ثم عرجت على بعض كتابات أنصار المريخ لأجد ذات الخطاب العاطفي.
وما بين هذا وذاك أُطلقت الكثير من الاتهامات المبطنة والصريحة للحكام.
ولا يفوتني أن أشير لبعض الكتابات التحريضية، سيما من أهل المريخ وبعض أعضاء لجنة تسييرهم الذين ظلوا يؤكدون قبل يومين من موعد اللقاء وجود تحركات لاستمالة الحكام حتى يضمنوا للأزرق فوزاً غير مستحق على فريقهم الذي لا يمكن أن يقهر إلا بمساعدة التحكيم!
لكن وبعد أول عشر دقائق من المتابعة الحية لما جرى مساء الأمس تأكدت أن كل ما ظللنا نطالعه كان كذباً صريحاً واستخفافاً بعقول القراء.
فالمباراة لم تكن قمة، بل جاءت غمة بمعنى الكلمة.
ولكي يتأكد لكم أن ما يُكتب في صحافتنا الرياضية يلعب الدور الأكبر في التضليل وتسويق الوهم الذي سريعاً ما يصدقه حتى الكثير من العقلاء بيننا، تذكروا جيداً ردده معلق المباراة كثيراً بالأمس.
كان الرجل طوال الشوط الأول يتحدث عن " مباراة روعة بمعنى الكلمة" وقمة حقيقية" و" أداء جميل"، في الوقت الذي كنا نضغط فيه على أنفسنا ضغطاً لكي نستمر في متابعة العك الكروي واللعب المسيخ.
معظم فترات شوط اللقاء الأول لم تكن الكرة تستمر لدقيقة أو اثنتين تحت أقدام لاعبي أحد الفريقين قبل أن يتدخل لاعب من الفريق الآخر تدخلاً عنيفاً وغير رياضي على زميل له في الفريق الآخر.
ولم تكن الكرة تستمر في أرجل لاعبي أي من الفريقين لأكثر من دقيقة، قبل أن يمرر أحدهم بطريقة خاطئة لتصل الكرة بكل سهولة للاعبي الفريق المنافس.
ورغم كل ذلك ظل المعلق يكذب على نفسه وعلينا واصفاً ما رأيناه بالممتع.
ما نطلقه من أكاذيب في صحافتنا الرياضية نبدأ بتصديقه نحن أنفسنا فيما يبدو، ليتلقف منا القفاز بعد ذلك الإداري واللاعب والمشجع.
وإلا فكيف يصر إداريو الأندية عندنا على دفع المليارات للاعبين يعجز الواحد منهم عن التمرير السليم!
وهل هناك أبجديات في مهارات الكرة أبسط من التمرير السليم!
لاعبون يفشلون في تمرير الكرة بطريقة صحيحة لزميل لا يبعد عنهم بأكثر من متر إلى مترين وبرضو يجدون أنفسهم نجوماً للتسجيلات وتتصدر صورهم صحفنا الرياضية الكذوبة!
ما شاهدناه بالأمس لم تكن له علاقة بكرة القدم اطلاقاً.
لم يلعب الفريقان سوى لدقائق معدودة قبل وبعد تسجيل الهدفين.
لم يخلق أي من لاعبي الوسط أو الهجوم في الناديين الكبيرين فرصاً تستحق كل الضجيج الذي تابعناه طوال الساعات التي سبقت المباراة.
وحتى الهدفين نتجا عن أخطاء (بليدة) ما كان لها أن تحدث لولا ضعف مهاراة وتركيز لاعبي الفريقين.
ففي كرة المريخ الثابتة تولى لاعبو حائط الصد مهمة فتح المجال كاملاً أمام لاعب المريخ الجديد أحمد آدم ليسجل هدفاً لا أظنه قد توقع أن يلج المرمى بهذه السهولة، كما لم يركز جمعة البعيد عن المشاركات الرسمية جيداً.
أما هدف بشة ورغم أن تحرك اللاعب كان جيداً ، لكن يلام عليه (أعني الهدف) أيضاً مدافعي المريخ الذين تحركا معاً في اتجاه واحد وتركا المساحة خالية أمام بشة لكي يسدد رأسيته.
بخلاف الهدفين لم تكن هناك فرصاً جادة، ولا تسديدات في المرمى تستحق أن نشير معها إلى أن الحظ أو تألق الحارس الفلاني منع هذا الفريق أو ذاك من التسجيل.
حتى التغييرات التي أجراها المدربان لم نر لها أثراً في تغيير ذلك الواقع المرير.
وأتساءل متى يكون لاعباً مثل الثعلب أساسياً يا مبارك سلمان!
فقد بدأت بالأمس بتشكيلة ينقصها اللاعب الذكي الحريف الذي يعرف كيف يحتفظ بالكرة ولا يمررها إلا للزميل صاحب الوضع المريح.
وقد كان أمامك الثعلب الذي يملك الكثير من هذه الخواص، فلم تضعه أساسياً.
ثم أدخلت بعض اللاعبين الذين لم يضيفوا شيئاً، وتجاهلت مهارات الفتى أيضاً.
فكيف تقيمون وتفكرون في الأمور كأجهزة فنية بالله عليكم؟!
هل تنظرون لمباراة مثل القمة (المزعومة) على أنها تتطلب الأشداء الأقوياء القادرين على ارتكاب المخالفات العنيفة، حتى إن فشل الواحد فيهم طوال التسعين دقيقة عن تمرير الكرة بطريقة صحيحة ولو في مناسبتين فقط؟!
سوء الأداء كان حاضراً جداً في لقاء الأمس.
وحتى الطريقة التي مُنحت بها جائزة أفضل لاعب تعكس مدى التدهور الذي نعيشه في الذوق والتقييم وعدم قدرتنا على المشاهدة الجيدة.
عمار مين ودمازين إيه الذي يستحق أن يتشارك مع لاعب آخر على جائزة أفضل لاعب!
المخالفة التي ارتكبها عمار بالأمس مع السماني وحدها تكفي لابعاده تماماً من قائمة المرشحين لمثل هذه الجائزة.
والعجيب أن مدربه مبارك سلمان بدا غاضباً من الحكم لحظتها، مع إنها مخالفة لو أُخرجت له فيها بطاقة حمراء لما استنكرت شخصياً تصرف الحكم.
واضح أن مبارك كان يحتج على حالات سابقة لم يحتسبها الحكم لمصلحة الهلال، لكننا بهذه الطريقة لا يمكن أن نعين الحكام على تحسين الآداء.
فهذا يحتج لأنه لم يحصل على كذا وذاك يريد للخطأ أن يتكرر باعتبار أن الحالة التي صبت في صالحه لم تُحتسب، وهكذا دواليك، والمطلوب من الحكم دائماً أن يضاعف أخطاءه في كل مرة، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمر في انتظاره.
أعود لسوء الأداء، وأخص الهلال الذي يهمني أمره أكثر، مؤكداً أن ما يصرف في هذا الفريق من أموال يحتاج لأكثر من وقفة.
فكرة الإصرار الدائم على المدرب الأجنبي لن تحل وحدها مشاكل الهلال.
والأهم في نظري هو أن يعيد المجلس تقييمه الفني للاعبيه بمساعدة بعض المختصين ويكون واقعياً في التعامل مع هذا الأمر.
الهلال يحتاج لاعبين ذوي مهارة أكبر وفهم كروى أعمق يا جماعة الخير.
لا يعقل مثلاً أن تنتظر طوال التسعين دقيقة تمريرة أو عكسية صحيحة من بويا والسمؤال ولا تجدها، ورغماً عن ذلك ما زلنا نعيش على وهم الفريق الكبير القادر على الظفر بالأميرة الأفريقية!
أفيقوا من هذا الوهم وتحدثوا للفنيين العقلاء وثقتي كبيرة في أنهم سيوضحون لكم الحقيقة كاملة، لأنه بدون ذلك لن ينصلح حال فريق الكرة في الهلال.