الذنب الجماعي .. !! بقلم هـيثــم الفضل

الذنب الجماعي .. !! بقلم هـيثــم الفضل


08-30-2017, 01:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1504052865&rn=0


Post: #1
Title: الذنب الجماعي .. !! بقلم هـيثــم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-30-2017, 01:27 AM

00:27 AM August, 30 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سَفينـة بَـــوحْ !!



رغم إيماني التام بفقه التربية و الثقافة و التوعية الجماعية ، و تأثيره في بناء الأوطان و رفعة الأمم ، إلا أن ما يحدث عندنا الآن من تداعيات سلبية في شتى الإتجاهات ، إنهيار إقتصادي لا يخفى على عين حصيف و دونكم عجز منَّظِرونا في مجال الإقتصاد عن إيجاد حل ناجع لمأساة الخزي الذي تعانيه عملتنا المحلية و المتمادي يوماً يوماً ، و إنهيار الصحة و التعليم و الإنتاج العام و المشاريع الكبرى و شبكات النقل الداخلي و الخارجي ، فضلاً عن تأثير كل ذلك على كثير من موروثاتنا الثقافية و قيِّمنا المحلية السمحة ، فإنهارت بدورها منظومة الأعراف الإجتماعية المتفق عليها فأصبح كل ما كان لا يُعقل و لا تصدقه العين سابقاً ، واقعاً حياً معاشاً و ملموس ، .. يؤلمني جداً أن بعض المنظرين و أظنهم لن يخرجو في تصنيفهم عن كونهم ( مطبلين ) أو ( جهلاء و حالمين ) يرفعون في كثير من المنابر الإعلامية الخطابية و المقروءة و المسموعة شعاراً مقدساً و لكنهم أرادوا بها إفشاء الباطل .. يحمِّلون هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره مسئولية ما جناه بعض أبنائه من الذين أمسكوا بزمام الأمور فأفرطوا في ( وحدوية الرأي ) و تشريد ( الآخر ) و خُيِّل إليهم أنهم يأتون أمرهم في حق الناس و الوطن من قداسة الدين الإسلامي ، ناسين في لحظة من لحظات الغرور بالدنيا أن يزوِّدوا قناعاتهم بأن ما هم فيه هو بالفعل حقيقة و جوهر الدين الحنيف ، يرددون الآية القرآنية المجيدة ( لا يُغيِّر الله ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم ) .. كلما تحدث الناس عن حقوق لهم لدى ولي الأمر ، و كلما تكشفت أمام الأعين عاهات خطهم السياسي ، و كلما تبدى أمام الأعين عجز الدولة عن رفع المعاناة عن كاهل المواطن البسيط الذي أصبح ( مدهوساً ) تحت رحى الفقر و بين براثن غول الغلاء الذي إستشرى و شرّد الأسر و أغلق البيوت البسيطة الآمنه ، يتهمون الشعب بالعجز و الكسل و يدعونه إلى مزيد من الإنتاج كلما إرتفع سعر الدولار و إرتجفت خزائن عملتنا المحلية ، و عندما يسمعون الناس يجأرون بالشكوى من تكدس النفايات و الأوساخ و وحل الشوارع في الخريف ، يتشدقون بأن ثقافة الإنسان السوداني ( متخلفة ) و تحتاج إلى إستزادة في الوعي في إشارةٍ إلى أن تحوُّل العاصمة إلى ساحة كبرى من النفايات هو من صنع المواطن و من نتائج عدم وعيه الصحي و الإجتماعي و الثقافي ، و كأن إنسان السودان جاء من أرض الغاب بالأمس إلى ساحة حضارتنا الحالية التي أعتبرها ( نتنة ) بغياب قداسة العدل و الحرية و الدولة القادرة على قضاء حوائج الفقراء و أصحاب الحاجات المُلحة ، ما من سبيل لكتابة سجل تاريخنا المعاصر بنزاهة دون إعتراف بائن لكل الأطراف الفاعلة في الحِراك السياسي و الإداري و الإستراتيجي و الثقافي بأخطائها مهما كانت جسيمة ، أما الشعب فهو بريء من جراحات الوطن الغائرة براءة الذئب من دم إبن يعقوب .