فوائد الحسد بقلم د.أمل الكردفاني

فوائد الحسد بقلم د.أمل الكردفاني


08-06-2017, 04:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1502033964&rn=0


Post: #1
Title: فوائد الحسد بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 08-06-2017, 04:39 PM

03:39 PM August, 06 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





ما يحرك من هم خارج السلطة عندنا ضد من هم داخل السلطة هو الحسد..لا ايمانا بالديموقراطية ولا الحرية ولا غير ذلك من شعارات هي في الحقيقة وسائل وليس غايات.. ولذلك فليس من المدهش أن تجد خطاب من هو خارج السلطة قد تغير بعد ان صار داخل السلطة.
فللحسد أيضا فوائده.. خاصة في السياسة ، حيث يبقي أي نظام في حالة قلق وعدم استقرار مستمر ، وهو يحاول نفي الاتهامات الموجهة ضده ممن هم خارج السلطة..
فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لما نال الضعفاء بعض حقوقهم ولما اكترث بهم الأقوياء..
ان الصراع بين من هم داخل السلطة ومن يحسدونهم من خارج السلطة هو صراع بين أقوياء وليس بين ضعيف وقوي.. الضعفاء في الواقع لا يأبهون لكلا الطرفين بل يتأقلموا مع كل الأوضاع مهما تقلبت فوق رؤوسهم بصبر يحسدون عليه.
خارج السلطة..وداخل السلطة..صراع اقطاب تحاول حماية مكاسبها أو اكتساب مكاسب جديدة.. وبالتالي ليس من المدهش أن يتذبذب من هم خارج السلطة بين الدخول والمروق بين فينة وأخرى لتجربة مدى امكانية تحصيل بعض المكتسبات أو ايجاد موطئ قدم او مشاركة..
الحسد شعور انساني طبيعي ، لكنه يتفاعل داخل النفس تفاعلات عجيبة.. فقد يؤدي الى تكتل الأضداد .. والى تقاطع المتوازيات ، والى تقارب الوثنييت مع التوحيديين .. كل في سبيل تدمير الآخر ولتعظيم قوته هو ..
في احد الكتب قرأت خطاب لأحد الضباط الذين تم اعدامهم في رمضان ، كان يقول بأن بقاء الأسلاميين في السلطة لن يتم الا على جثته. وقد حد ذلك بالضبط .. فقد بقى الإسلاميون على جثته التي لا يعرف لها قبر حتى الآن..
الاسلاميون قاموا بتصفيات لأعداء الماضي مجموعات وأفراد..كثير من أعداء نافع ابان الدراسة تم تصفيتهم بعد وصوله للسلطة.. (الحسد لم يمت) لا داخل نفسه ولا داخل أعدائه.. علي عثمان الذي كان خارج السلطة رفض في البرلمان اعتقال الطالبات (حسدا لمن يسيطرون على السلطة) .. ولما سيطر هو على السلطة انقلب ضد الشعارات القديمة ، ولم تعد النساء فقط يعتقلن بل يغتصبن كذلك. الفساد في فترة الديموقراطية الثالثة كان كبيرا جدا.. القوى خارج السلطة كشفت عنه حسدا فيمن هم داخل السلطة ثم مارسوا هم انفسهم الفساد بعد دخولهم للسلطة.. اذا فظهور المسروق لا يتم الا حين يقع التحاسد بين اللصوص .
إن العمل السياسي لا يخلوا من الحسد.. بل أن الحسد هو دافعه الأول ، دافع للتكتلات ودافع للانقسامات ودافع للهجوم ودافع للدفاع ودافع للتفاوض ودافع للحرب ودافع أيضا للسلام..