مع ذلك، تغرق الخرطوم في زخّات المطر . كأن حكامها لا يسافرون سفرات التبضع الخارجية ولا يشاهدون المدائن في الخارج كيف تُبنى وكيف تكون فيها التّصاريف. كأنهم خرجوا للتو من حجورهم حيث نساء القرى يسعينَ الى تنظيف تراب البيوت مِن التراب.. قل لي بالله عليك، كيف يُنظَّف التُراب؟نفس الفكرة نقلوها معهم الى الخرطوم.. الواحد فيهم يقتطع الاقطاعيات.. يبني قصراً لا يقل شأواً عن برج ترامب، ثم لا يحفل بتفاجيخ الطين أمام بيته و خلف الاسوار، لكنه بقوة العين نفسها، يتصعَّد خشبة المنبر، يبكي ويبكِّي الناس في الجّامِع، متحدثاً لهم عن حقوق العباد على الله، وعلى انفسهم، وعلى بعضهم البعض!الخرطوم تغطَس في شبر ماء مع أن واليها مهندس، ومن قبله كان حاكمها طبيباً خلفَ مُهندِساً، تسنّم عبيرها من ضابطٍ رفيع...إلخ، إلخ، حتى قيل أن كل من أفسح له الترابي – له الرحمة- سانِحة لتعلم الحلاقة على رؤوس اليتامى، استوظف نفسه في عاصمة السودان، و المشكلة أعقد من تصورات قادة المعارضة.. المشكلة اننا جميعاً – بسلامتنا - صامتون على ما جرى ويجري، وبعضنا تسلل إليه اليأس بأن الاصلاح مستحيل.. المشكلة، أنهم يخطفون بلادنا بالتكجير.. تقول كتبهم الصفراءذلك، مايشي بأن الشَّغب العمراني وهذا الخِبال البيئي، الذي جعل الخرطوم بمثابة كوشة كبيرة، هو كيدُ ساحِر!!هم مولعون بالسِحر، ويستوردونه، باشكاله وألوانه المتعددة... أحمر ، أزرق، أسود، ومفتول حواجِب،، وآية ذلكَ أن سماءنا لا نُمطر إلا في الليل!كلّا، المشكلة ليست ميتافيزيقية و لا هي خزعبلات. إن عجز السودانيين عن التغيير سوف يكلفهم الكثير.. تباطؤءهم عن المواجهة، يأتي من اتباع هؤلاء لأساليب لم تكن مالوفة من قبل، من ذلك استخدام الميديا بشكل سلبي للحفاظ علي الحكم بتشتيت وعي الناس.. من ذلك رشوة المعارضة واجادة لعبة اختراق الاحزاب وشراء كوادر بعينها. المهندسون الحقيقيون، في كل الدنيا لا يقاومون تضاريس الأرض لبناء المنازل أو رصف الشوارع.. مُنقِذونا – الاخوانجية - يسطحون الأرض ويبيعونها بالقروش للشعب صاحب الأرض، وعندما تحل الكارثة في كل موسم ماطر ، يحملون من اشترى مسؤولية الخراب، بحجة أنه يستخدمَ مواداً رخيصة في البناء.. هؤلاء يبيعون لنا ارضنا، في الوادي الاخضر و في الوِديّ.. في أمكِنة - مِن أسمها - لا يصلح للسكنى! أهل القرى لايبنون منازلهم في مجاري السيول. هم أكثر حصافة وإلماما بعلوم الحياة من مهندسي ثورة الانقاذ وخريجي جامعاتها. الخرطوم تحولت إلى “كدُمبُسْ” كبير. المسؤولون عنها لا يخجلون من إعلان فشلهم في نظافتها، رغما عن الهيئات والمجالس، وميزانيات المحليات، والاتوات التي يجمعونها من البسطاء وسائقي الدرداقات. أليس من المخجل ان يزعم هؤلاء، أنهم وكلاء الله في أرضه “المغمورة”؟سين سؤال، لكافة المتدكترين الإنقاذيين، الحاضرين، والسابقين، واللّاحقين، وبتحديد أكثر دقّة.... عزيزي المهندس ركن / عبد الرحيم محمد حسين: إنت قريت وين؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة