طبائع التطبيع! بقلم عبد الله الشيخ

طبائع التطبيع! بقلم عبد الله الشيخ


08-04-2017, 02:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501853532&rn=1


Post: #1
Title: طبائع التطبيع! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 08-04-2017, 02:32 PM
Parent: #0

01:32 PM August, 04 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


الإنقاذ التي بين ظهرانينا، ليست هي إنقاذ (أعِدوا الشبابَ ليومِ النداء).. ولا هي إنقاذ ما بعد نيفاشا.. هذه مرحلة ما بعد التمكين وما بعد الغسول واكتناز المال.. هذه مرحلة ما بعد العذاب الذي كان من المفترض أن يحيق بروسيا وأمريكا.. هذه مرحلة التطلُّع إلى التطبيع مع (العدو)! لن تجِدَ تفسيراً كاملاً لما يحدث في القصور، لكن بات في حكم المؤكد أن الإنقاذ الماثلة، ليست هي إنقاذ التسعينيات، ولا هي إنقاذ المفاصلة.. الخرطوم اليوم، ينبثق فيها نظام يشبه الإنقاذ، ولا يشبهها، وهكذا البداية دائِماً، تشبه النهاية ولا تشبهها.. الخرطوم اليوم ليست خرطوم (لحسْ الكوع)، ولا خرطوم (شووت تو كِلْ).. لقد أسْكَتتْ الإنقاذ هذا الصوت، وحجَّمتْ الدور التنفيذي المُتعاظِم للمتعافي والخِدِر، ورَفعتْ سدود أُسامة عبد الله من قائمة الاحتفالات، وأغلقت خزائن أبو الجاز التي كانت تعمل بطاقة (صلاة البكور).الإنقاذ تغيرت كما تُغيِّر الحية جلدها. الإنقاذ لم تستكن، بل سكنتْ قليلاً، كما يستكين الشباب حين يخرج من شهواته الجامحة بالإعياء والوجع.. ليست هذه فوضى مُنظمة، ولا هي محض صدفة ضربت النظام على جناح السرعة.. الإنقاذ حصلت على أكثر من مائة مليار دولار من عائدات النفط والذهب، دون ما حازته من قروض وإعانات وتسهيلات. إن كنت جاداً – يا عزيزي - في إسقاط النظام عليك أن تعرف أين ذهبت تلك المليارات وفيمَ استثمرت، وهل لذاك الاستثمار علاقة بتثبيت الثوابِت؟الإنقاذ تتطلع إلى تطبيب جراحها مع أمريكا، إلى رفع العقوبات، وتلك (بيعة) يبدو أنها كبيرة جداً، خاصة وأنّ رِضا أمريكا، لا يُشترى بالذهب.. الإنقاذ اسْتًغنتْ- رسمياً- عن خدمات طه، والزبير بشير طه، استغنت عن (طُهاة) كثر، ولا يمكن أن تفتعل هذه التشطيبات النهائية، ما لم تكن لديها خُطة متكاملة ومدروسة. الإنقاذ لا تفعل هذا وذاك، كفعل مزاجي.. إنّ أكبر مؤسسة في الدولة، لها حقول معلومات تعرف من خلالها الكثير وتدرك الحقيقة الأساسية في مناخ السياسة السودانية الحالي، إن الجيش قد زحف كبديل لسياسة التمكين.. فهم هذه الحقيقة هو نقطة الإرتكاز لكل ما جرى.النظام لم يتفضل حتى هذه اللحظة بكنس آثار التمكين، لكنه يعلن عن نفسه كداعية للحوار، وكراغب في مد الجسور مع كافة القوى تمهيداً لعدالة انتقالية فد تشكِّل خطوة نحو حل مشاكل السودان، لكن هذا لا يعني التعميم وإطلاق القول.. هذا لا يعني أن ما حدث ويحدث من لفظ بعض أجنحة الإخوان، يمثِّل استعادة لدولة مُختطَفة.كم ستكون هذه الخرطوم صافية المزاج، إذا ما تسودنت مرة أُخرى، ولم يعتكرْ مزاجها بهرطقة التنظيم.. لكن هذا حلم بعيد المنال، إن كان ما حدث هو محض مكايدات داخلية أو هو فورة غضب، أو توزيع أدوار.. هناك شيء ما يدور في الدّهاليز القصيّات.. هناك إشارة لا تكفي ولا تؤكد، استغناء النظام عن التنظيم..!


akhir-lahza