فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة

فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة


08-02-2017, 08:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501703541&rn=0


Post: #1
Title: فلترة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-02-2017, 08:52 PM

07:52 PM August, 02 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




*هو شاب من الذين يقال عنهم (تتمناه أي بنت)..
*وتمنى بنتاً...وتمنته...وتزوجا......ورُزقا ببنت وولد..
*ومضت حياته هادئة هانئة وادعة...رغم الضنك والرهق والغيرة..
*فقد كانت تغار عليه حتى من ظله الذي يتبعه نهاراً..
*وتغار عليه ليلاً من خيالات في رأسها تتبعه إلى داخل أحلامه..
*ثم جاء اليوم الذي وقف فيه الظل....وما زاد..
*وتوقفت الغيرة...والخيالات...والأحلام...والدموع في أحزان عيون الناس..
*وفي عينيها تحديداً.......بعد مرير بكاء..
*وكانت رائعة الدوش (بناديها) هي عنوان مناداتها لذاكرة خرجت ولم تعد..
*ففي صباح ذلكم اليوم استيقظ زوجها بلا ذاكرة..
*لم يعد يتذكر أي شيء...ولا أي أحد...ولا أي مكان وزمان ومعان..
*حتى هي لم يتذكرها رغم استدعائها (كلمات سر) قديمة..
*وحار إزاء حالته شيوخ الطب...والدين...والغيب..
*وبعد مضي عام تعايشت الزوجة مع حالة ذاكرة خرجت...وابتسامة رجعت..
*وشاطرها التعايش هذا الأهل...والصحاب...والنسابة..
*وقد كان فارق التبسم...وفارقه...مذ تفرق دم حظه بين قبائل الإحن..
*فنجاحه كان أكبر من أن تتحمله أنفس الفاشلين..
*وفوق هذا النجاح المكتسب حظوظ وراثية لا يد له - ولا للطبيعة - فيها..
*وبسببها درجت زوجته على أن تناديه ترنماً (يا قائد الأسطول)..
*ولكن قائد الأسطول تقوده زوجته الآن..
*وحيثما قادته لا تغادر البسمة شفتيه ؛ بعد أن عادت إليه...ولم تعد الذاكرة..
*فكلما تعرِّفه بشخص هو أصلاً (يعرفه)......يتبسم فقط..
*ومع التبسم هذا مفردة (أيوااااا)......ولكنها لا تعني أي شيء..
*لا تعني التذكر...ولا التفكر...ولا التبصر..
*وما يهمني في هذه القصة الحقيقية تماماً شيء واحد فقط...حسدت (بطلها) عليه..
*ولكنه حسد (بعد) المصيبة ،لا (قبلها).....كحسد الآخرين..
*وهذا الشيء هو التبسم السعيد...مع نعمة النسيان..
*فالذاكرة- في زماننا هذا- باتت مثل ذاكرات الهواتف الممتلئة...تحتاج إلى مسح..
*ولكن مسح الذاكرة البشرية ليس في سهولة مسح ذاكرة الجوال..
*بل قد يحدث أمر عجيب....لم تتحسب له..
*فقد تُفاجأ بأن الذكريات السعيدة هي التي تنمحي....وتبقى التعيسة..
*ويبقى غير المرغوب فيه من الأسماء...كذلك..
*ويستعصى- من ثم - التبسم الصادق...ولو من باب (تبسمك في وجه أخيك صدقة)..
*وتظل محاولة (رسم) بسمة على وجه حزين مفضوحة دوماً..
*فما من حل إلا أن تصحو- ذات يوم- فتجد ذاكرتك (مفلترة) بالكامل..
*ويقودك شخص من أهل البيت إلى حيث تريد..
*أو إلى حيث (لا) تريد بما أنك أصبحت خارج الزمان...والمكان... والسودان..
*وحين تصادف وجهاً كرهت كثرة (طلته)- وكلامه- لا تبالي..
*ولا تفعل - حال تعريفك به - سوى أن تتبسم..
*ثم تصيح بفرح طفولي (أيواااااا) !!!

assayha