من (هنوووك) !! بقلم صلاح الدين عووضة

من (هنوووك) !! بقلم صلاح الدين عووضة


08-01-2017, 02:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501594047&rn=0


Post: #1
Title: من (هنوووك) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-01-2017, 02:27 PM

01:27 PM August, 01 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*كان فيلماً كوميدياً داخل فيلم رومانسي..
*وذلك في زمان كان أحد معالمه (أين تسهر هذا المساء ؟)..
*زمان لا يُصطنع فيه الضحك... والفرح... والشعور..
*الأول بطله صبي يجلس في الصف الذي أمامنا..
*والثاني مصري بطله - كالعادة - (ثقيل الدم) محمود ياسين..
*وبصراحة ، استمتعنا ببطولة الأول أكثر من الثاني..
*وبطولته اقتصرت على تعليقات مقتضبة يستهلها بمفردة (هَيْ)..
*ومنها - على سبيل المثال - (هَيْ.... عرقي مغشوش)..
*و(هَيْ...راجل كبير وما قاملو شنب )..
*و(هي...شوف بسووا متل جوز الحمام كيفن)..
*فرأى أن يداعبه أحدنا وقد كان أكثرنا ضحكاً..
*سأله وهو يربت على كتفه (إنت يا جنا من وين ؟)..
*فرد الصبي وهو يلتفت سريعاً نحونا (أنيّ ؟... أنيّ من هنوووك)..
*وأشار بأصبع معقوف جهة الشرق..
*فأردف صاحبنا وهو يزداد ضحكاً (والله هنووك دي إلا تكون الكهف)..
*ثم أضاف شارحاً (الكهف بتاع أهل الكهف يا ولدي)..
*وانفجرنا في ضحك داو بينما لم يعبأ بنا الصبي... وواصل (بطولته)..
*والآن أحس بأنني أطل على الحاضر من نافذة الماضي..
*أو أعيش الحاضر بعيون الماضي..
*أو قدمت إلى الحاضر من ماضي أهل الكهف..
*أو ربما الحاضر هو الذي أتى إلى - قبل أوانه - من غياهب المستقبل..
*فحين استمع لشباب يتكلمون لا أكاد أفهم لغتهم..
*وحين أشاهد مطرباً - على الشاشة - يغني لا أفهم غناءه وكلماته وموسيقاه..
*وحين أتابع مسؤولاً يتحدث لا أفهم سوى (إن شاء الله)..
*وحين أقرأ أخبار أنديتنا لا أميِّز الفهود... من النمور... من الأسود... من التماسيح..
*وحين أطالع أعمدة كاتباتنا لا أفهم ما يردن قوله..
*وحين أنصت لنشرة عرض (العاشرة) لا أفهم من المذيعة (عشر) كلمات..
*وحين أمر بالشارع لا أفهم معاني الكثير من اللافتات..
*وحين ألج ندوة أخرج بعد أن أجد نفسي لا أفهم إلا (الراهن... وآفاق المستقبل)..
*فهل العيب في شخصي؟... أم جيلي؟... أم الراهن هذا؟..
*لا أظن أنه في جيلي بدليل رؤيتي لمن هم أكبر مني (يتماهون) معه..
*بقي احتمال أن يكون بعضه في الراهن المأساوي هذا..
*وبعضه في شخصي الرافض لحال أراه (غريباً)..
*فالسياسة غريبة... والاقتصاد أشد غرابة... والمعارضة هي الغرابة ذاتها..
*وكذلك غريب كل ما له صلة بمجالات الإبداع..
*سواء غناءً كان... أو شعراً... أو تمثيلاً... أو كتابةً... أو تقديماً تلفزيونياً..
*وأيضاً صارت غريبة جداً (أخلاق الناس)..
*فأنا يا سادتي..... (من هنوووك !!!).
من دفاتر الكاتب


assayha