هل يؤيد الله الانقلابات العسكرية (2) بقلم عصام جزولي

هل يؤيد الله الانقلابات العسكرية (2) بقلم عصام جزولي


07-31-2017, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501511302&rn=0


Post: #1
Title: هل يؤيد الله الانقلابات العسكرية (2) بقلم عصام جزولي
Author: عصام جزولي
Date: 07-31-2017, 03:28 PM

02:28 PM July, 31 2017

سودانيز اون لاين
عصام جزولي-
مكتبتى
رابط مختصر

ولتوضيح الفرق بين (الارادة ) و(الرضا ) فى الفعل الالهى يقول الاستاذ
محمود محمد طه ( أول ما يجب توكيده هو أن الله لا يسير الناس الى الخطيئة
وانما يسيرهم الى الصواب قال تعالى على لسان هود (إِنِّي تَوَكَّلْتُ
عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) صدق الله
العظيم ومعنى هذا أن الله سير كل دابة على السراط المستقيم وكل دابة
مهتدية حالا ومألا ما دامت فى طاعة الله وليس شىء فى الوجود بمفلت عن هذه
الطاعة ولكن الله تبارك وتعالى يريد أن يكون المطيع مدركا لهذه الطاعة
وبهذا وضع خط فاصل بين الهدى والضلال ما دونه ضال ومن فوقه مهتدى وهنا
دخل اعتبار االايمان والكفر وليس الاختلاف بين الايمان والكفر اختلاف
نوع وأنما هو اختلاف مقدار فالمؤمن علمه أكثر من الكافر أو قل ان المؤمن
يطيع الله وهو عالم بذلك والكافر يطيع الله وهو جاهل بذلك . ان ارادة
الله لا تعصى ولكن الله يريد أن ينقل الخلائق من طاعة ما يريد الى طاعة
ما يرضى فأنه سبحانه وتعالى اراد شيئا لم يرضه وهو تعالى يقول (
إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى
لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ ) فكأنه يقول ان تكفروا فأنكم لم تكفروا مغالبة لله وانما
كفرتم بأرادته ولكن لا يرضى منكم ما اراده لكم واذا طبقنا هذا القاعدة
العرفانية على الاتقاذيين فنستطيع القول أن الله اراد للانقاذيين
الانقلاب ولم (يرضه) منهم وقد قيل أن رجلا جىء به الى سيدنا عمر بن
الخطاب متهما بالسرقة فقال له سيدنا عمر لماذا سرقت ؟ فرد الرجل ( قدر
الله وما شاء الله فعل ) فأمر سيدنا عمر بقطع يده عقابا على السرقة
وبجلده لانه ادعى الكذب على الله !! لانه يعلم أن السرقة مخالفة وسرق
ولا يعلم ما كتبه الله عليه وموقف السيد على عثمان مشابه لموقف هذا الرجل
فهو يستحق (عقوبتين) لانه ارتكب مخالفتين الاولى أنه شارك فى الانقلاب
وهو يعلم بأنه خطأ والثانية انه ادعى الكذب على الله عندما قال ( ان
الله أيد وبارك الانقلاب ) وهو لا يعلم مراد الله من الانقلاب أما
الشيخ الكارورى فقد سقط فى امتحان ( وحدة الفاعل ) فعندما قام الشاب
العراقى منتصر الزيدى بقذف الرئيس الامريكى جورج بوش بالجزمة فرح الشيخ
بذلك وشمت فى الرئيس الكافر بوش وقال فى خطبة صلاة الجمعة ( مارميت اذ
رميت ولكن الله رمى ) ويقصد أن الذى رمى بالجزمة على الرئيس الكافر بوش
فى الحقيقة هو الله ولكن فرحته وشماتته لم تكتمل اذ سرعان ما أراد الله
أن يقوم رجل سودانى بقذف الرئيس المؤمن عمر البشير بالجزمة فى قاعة
الصداقة بالخرطوم فأشفق الكارورى وصمت ولم يستطيع أن يتصور أن يساوى
الله بين الرئيس الكافر والرئيس المؤمن فى القذف بالجزمة والحقيقة
العرفانية تقول ان الفاعل الحقيقى ( واحد) وأن الذى قذف الجزمة فى
الحقيقة على الرئيس بوش فى العراق هو نفسه الذى قذفها على البشير فى
السودان