الرجوع في الكلام ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

الرجوع في الكلام ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


07-31-2017, 04:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501472180&rn=1


Post: #1
Title: الرجوع في الكلام ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-31-2017, 04:36 AM
Parent: #0

03:36 AM July, 31 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


ماذا يستفيد الإنسان في هذا الزمان المر المذاق على جميع الأصعدة من فضيلة الإلتزام بما يقول و الثبات على المبدأ ، أليس من الممكن القول أن بعض الفضائل و الأخلاقايات قد لا تصلح لكل زمان و مكان ، و من شأن الثبات على القول في هذا العصر الغريب في أطواره و أحواله و أناسه أن يودي بك أحياناً إلى المهالك و الخسائر و السخرية و نعتك ( بالعبط ) .. و عكس ذلك مطلوب منك أن تكون ( مدردحاً ) .. و ( شِفتاً ) بمعنى أن تكون قادراً على المراوغه و الإستهبال و الإستغباء و التذاكي في آن واحد لكي تفلِت من ( ورطة ) أو ( تلهط ) لهطة هي في الواقع القانوني و العدلي ليست من حقك و تؤول لآخرين ، غير أن من أهم ما يجب أن يتصف به إنسان السودان اليوم إذا كان عازماً على صناعة حياة مريحة و خالية من المطبات و المشكلات العويصة هو أن يكون غير ثابتٍ على مبدأ و أن يكون قادراً على الرجوع في كلامه في رمشة عين إذا ما تراءت المصلحه أو (إستشاطت ) الورطة .. و لنا في سبيل إثبات صحة ذلك من الأمثلة الكثير ... فقد جرّمت الحكومة الإتجار و التعامل في العملة الصعبة و سنَّت في ذلك القوانين و أغلظت الوعيد ، ثم أقدمت على تنفيذ عقوبة الإعدام ردعاً للناس ، ثم عادت و ( رجعت ) في كلاما و تركت الدولار و أهله يبرطعون في عوالم الإقتصاد القومي و مصير الضعفاء و قوت يومهم ، ثم قالت الحكومة يوم إفتتاح سد مروي أن السودان إكتفى ذاتياً من الكهرباء و أننا قاب قوسين و أدنى من التصدير ثم ( رجعت ) في كلاما و قالت أن الإستهلاك أعلى من الإنتاج بنسبة الضعفين و أننا في طريقنا للإستيراد ، و قد قالت قيادات في الحكومة يوماً ما ( وحدة السودان ) أو الطوفان .. ثم ( رجعوا ) وقال فلينفصل الجنوب إحتراماً لرغبة الأشقاء في الجنوب و تقديساً لوهم الإستفتاء ، و حتى المعارضة قد خاضت في وحل النكوص عن المبدأ ، فمنهم من قال أن لا جلوس للحوار إلا تحت مظلة حكومة إنتقالية .. ثم ( رجعوا ) وجلسوا دون قيد أو شرط ، الأخ والي الخرطوم في بدايات الحماس السياسي لتوليه المنصب قال أنه مقدم على تغيير جذري في البنيه الإدارية و الفنية التي تقود التنمية العامة للعاصمة ثم ( رجع ) في كلامه و إستمر يدير مسئولياته بكامل الطاقم الوزاري و الإداري و الفني للوالي السابق ، حتى أصبحنا نحن ( عامة الناس ) في هذا البلد لا نكترث لتصريحات مسئول أو تبشير زعيم أو وعيد صاحب سلطة و جاه ، لأن ما جرى عليه الحال يفيد أن كل ما يقال يمكن أن يُذر هباءاً منثوراً في هواءٍ طلِق ، فإياك أخي القارئ و أختي القارئة أن تسرفوا في توخي الثبات على المبدأ أو تبالغوا في الإلتزام بما تقولون ، خشية أن تقعوا في مغبة السباحة ضد التيار فتصبحوا فيما ( إلتزمتم ) .. غارقون .