(أخدْنا علْقتنَا، وانْتَهينَا)..! بقلم عبد الله الشيخ

(أخدْنا علْقتنَا، وانْتَهينَا)..! بقلم عبد الله الشيخ


07-29-2017, 04:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1501343254&rn=0


Post: #1
Title: (أخدْنا علْقتنَا، وانْتَهينَا)..! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 07-29-2017, 04:47 PM

03:47 PM July, 29 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كان الشِّبْل الأكبر لربّي يأخذني في ذلك اليوم إلى مقطوعية للعِتالة في ضاحية ضَي القَمَرَا.. قال ربّي إن له بضاعة عند أخيه وأن عليّ أن أشحنها.. الناتو يقصف سراييفو.. جزّارٌ صربي يُدعى كراديتش اقترف مجزرةً رهيبة في سيبرينيتسا.. فرانكشتاين لا يزال حياً وإن وقع في قبضة العالم الحُرّ فسينعمُ بالسجن! مررنا على سهلٍ من النّال يحُف جذوع النخل.. الرُّشاش يُطرِّي شجيرات مُتناثِرة وزنابق البراري تُعلن قدوم الرّبيع.. جدائلَ عُشبٍ كأذناب الثعالب تسوح مع النسيم، وعَكرُ الدُّخان الذي أشعلناه يربط وشائجه بيننا.. ابتعدنا عن مدينة الزاوية مقدار نصف ساعة.. كنّا وحيدْين في طريقٍ خال.. هُناكَ أسرَّ ليَّ الشِّبْلُ ببعضِ خلجات روحَه.. قال إن ليبيا قبل الحِصار الغربي كانت بَاهِية. -أها وبعدين؟ كنت ساهماً في برَاح المروج، عالِقاً بين رزازٍ ودُخان.. أغراه صمتي فتشجّع أكثرَ حتى جاء على ذِكر حظر الطيران فوق ليبيا بعد إسقاط طائرة لوكربي. - وأنا مالي؟ قلتها بوضوح، فهذا المِفتاح حليف غير مضمون.. ربما يحفّزني بعينيه كي أُعاونه في حقله بشيء من محافير، ثم ينقلب عليَّ.. لمّا رأيت الإحباط بادياً عليه قلتُ: - نحن كِدا برضو. نحن أيضاً نعاني الحِصار . - عِنْكم حظْرْ هِكِّي في السُّودان؟ - نحنَ محظورين بَرانَا، (مِنْ الله ولينَا)! - والله جدِّيَّات؟ - الفرق بيننا وبينكم أن حكومتنا براها قالت، ما دايرة علاقات مع أمريكا وبقية دول الاستكبار. - واللهِ جِدِّيَّات؟ - الحِصار مفروض علينا، لأن قيادتنا السياسية، عاوزة تطبِّق الشريعة. - وبَاهِي، بَاهِي. في تلك اللّحظة، لم يعُد بينه وبيني سِوى أنّه يقود شاحِنة ربِّي.. عندما يصل عشيرته في ضيّ القَمَرا، دَعه يفعل بي ما يحلو له.. دعه يستعرضني - إن شاء - كأحد مقتنياته.. عندما رأيته يُهلِّل لمشروع الإنقاذ الحضارِي، قلت له إنني لا أؤمنُ بالجهاد، ولا أرى أن الشريعة هي الكلمة النهائية في الدِّين.. - إنت ما تِبّبيشْ الشريعة؟ - نِحنَ أخدنا علْقتنَا، وانتهينَا! - كيف؟ - أخدنا علْقتنَا من الأُخوان، الكلام عليكم إنتو. - مِشْ فاهم؟ - جرِّب الكيزان عشان تفْهم! - بسّ هُمْ إسلاميين. - بَاهِي، بَاهي.. جرِّبوهم وبعدين نشوف إسلامكم دا كيفِنّو. كانت تلك هي المرّة الأولى، التي (أُبهبِه) فيها وأنا راضٍ عن نفسي! تُرى لو رضي الله عن هؤلاء المَفاتِيح جميعاً، هل يعبثُ التاريخ بسُنَنِه ليمنحهم الزّمان ديمقراطيةً مُشتهاة؟


akhir-lahza