مهرجانات التخطيط الإستراتيجي .. !! - بقلم هيثم الفضل

مهرجانات التخطيط الإستراتيجي .. !! - بقلم هيثم الفضل


07-19-2017, 11:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500503345&rn=1


Post: #1
Title: مهرجانات التخطيط الإستراتيجي .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-19-2017, 11:29 PM
Parent: #0

10:29 PM July, 20 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
هيثم الفضل
مشكلات هذه البلاد الوقتية والطارئة والمتكررة ، بفعل التخبط الحكومي العام على كافة المستويات بما في ذلك ما يُحسب عند المختصين توجهات سياسية ، قد أقعدها عن فوائد جمة كان يمكن أن يجنيها إنسانها المغلوب على أمره أهمها المردودات الإيجابية لإعمال (التخطيط الإستراتيجي) ، وبالرغم من أن المصطلح السالف ذكره على ما يبدو ذو إبهارٍ وهيبة بالنسبة للقابعين في سُدة النفوذ و القرارالحكومي بدليل أنه كثير التداول ، ومتوفِّر في كل الخطب المهرجانية التي ينثرها مسئولينا على البسطاء من عامة الناس وكذلك النخب التي تنطلي عليها فخامة المصطلحات ، إلا أنها في إعتقادي ستظل أكذوبةً كبرى وحلمٌ لا يتحقَّق ، وذلك لأسباب عُدة أهمها إلتهاء الحكومة بمشكلاتها الأزلية المتكررة والطارئة التي لا تنتهي ، فكيف لدولة تسعى نحو تخطيط إستراتيجي يتطلب أقل قدر ممكن من الإستقرار السياسي والإقتصادي والإداري أن تنجح في تنزيل ذلك على الواقع المعاش ، وهي مشغولة لأخمص قدميها في توفير مخزون شهر أو شهور معدودة من ما تحتاجه من مخزون النقد الأجنبي في خزينة بنكها المركزي ، كيف يكون ذلك ومجرد حلول فصل الخريف والأمطار يتطلَّب إستنزاف جُل موارد الدولة المتاحة لقطاع التنمية والخدمات لما تعانيه البنيه التحتية للخرطوم ومعظم المدن الكبرى من فوضى تخطيطية عامة وإنعدام المواصفات الفنية المُتعلِقة بتصريف المياه وحماية المناطق السكنية والمنشآت من كوارث الخريف المتواترة عاماً بعد عام ، كيف لحكومة تستهدف إنجاح مخططها الإستراتيجي في كافة القطاعات الحيوية وهي لم تزل غارقة في مشكلات الصراع حول السلطة وإقتسام الثروة والمهددات الأمنية الداخلية والخارجية والعزلة الإقتصادية وتوتر العلاقات الخارجية و ضبابية الإتجاهات الإنتمائية على مستوى التجمعات الإقليمية والدولية ؟ ، ما يجب أن يقال في هذا المجال ضرورة أن يتوقف المسئولين و النافذين عن التمشدق بمصطلح (تخطيط إستراتيجي) إلى أن يستقيم الأمر العام المتعلِّق بحكم وإدارة هذه البلاد ، فالتخطيط الإستراتيجي يحتاج توفر الأمن والرخاء الإقتصادي أوعلى الأقل إستقراره ، ويحتاج إلى توازن ملموس وواضح المعالم في خريطة العلاقات الخارجية للبلاد ، ويحتاج إلى رؤية يتم من خلالها تحديد الأولويات ، كما يحتاج أيضاً إلى تطهير الخدمة المدنية من تداعيات التمكين السياسي والكوارث المتعلِّقة بفعالية الأداء الفني والإداري عقب إعمال قانون الصالح العام ، يحتاج التخطيط الإستراتيجي إلى محاربة حقيقية وحاسمة لغول الفساد المستشري ، كم يحتاج للإستقرار السياسي عبر إتفاق حقيقي حول التداول السلمي والعادل للسلطة ، لا مجال للحديث عن مخططات إستراتيجية لا تكون أولوياتها تنمية الإنسان السوداني وبنائه على المستوى المعيشي و الأكاديمي والفني والمعنوي ، فلينظر هؤلاء إلى الشباب الذين هم بناة الغد ، أين هم الآن في واقع التخطيط الإستراتيجي وآمالهم وطموحاتهم ومعارفهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الذاتية مهزومة في ظلامات البطالة والعوائد غير المجزية للوظائف وأحلام الإغتراب والهجرة ، فضلاً عن الإستلاب الثقافي والفكري وإنفصامهم النظري والعملي عن موروثاتنا وأعرافنا الوطنية ؟.