السودانيون والبحث عن القيادة بقلم خلود دفع الله الحسن

السودانيون والبحث عن القيادة بقلم خلود دفع الله الحسن


07-19-2017, 05:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500483193&rn=1


Post: #1
Title: السودانيون والبحث عن القيادة بقلم خلود دفع الله الحسن
Author: خلود دفع الله الحسن
Date: 07-19-2017, 05:53 PM
Parent: #0

04:53 PM July, 19 2017

سودانيز اون لاين
خلود دفع الله الحسن-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



بالأمس شهدت البلاد اختبارًا آخر أثبت فشل النُخَب السياسية والاجتماعية في قيادة المجتمع والجماهير بالاتجاه الصحيح.
أكثر من ألف طالب من أبناء دارفور الحبيبة يخرجون من جامعتهم نحو العاصمة سيرًا على الأقدام بعد أن مُنعوا من استقلال الحافلات العامة, في محاولة لإجبارهم على العودة.
ولأن دخولهم مجتمعين سيثير مخاوف لدى السلطة الخائفة أصلاً من عواقب تصرفاتها الإجرامية, قامت بمنعهم حتى من الدخول إلى العاصمة واحتجزتهم في إحدى القرى.
لن يكون هذا السلوك الحكومي مثار حديثي لأنه ليس مستغربًا أيضًا على عقلية مهترئة لا تعرف حتى كيف تنفذ أجنداتها الشريرة؛ لكن المؤلم حقًا هو ردة الفعل العامة تجاه هذه الجريمة.
فبيانات الشجب والاستنكار وكلمات الغضب وعبارات التضامن التي أصدرتها بعض الأحزاب والحركات السياسية, وبعض نشطاء الإنترنت هي أضعف بكثير مما نحن بحاجة إليه الآن.
فأولئك الطلاب المظلومين المحتجزين حينما ساروا نحو العاصمة البائسة كانوا يتوقعون أنهم قبل أن يصلوا سيخرج السودانيون من صمتهم وتخرج مسيرة مليونية من الشباب الواعي المستنير وأساتذة الجامعات وقادة الرأي وتلتقيهم في الطريق ويعودوا جميعًا ليصرخوا في وجه الظلم, لا أن يسيروا وحيدين فتنفرد بهم أجهزة الخوف والقمع.
وهنا يقف السؤال: هل هذا هو ذاته الشعب الذي خرج في انتفاضة العام 1964 وأسقط نظام الجنرال إبراهيم عبود؟ أم أنه استُبدل بشعببٍ آخر.
هل هي ذاتها الجماهير التي هتفت ضد نظام جعفر نميري في أبريل 1985 أم أنهم أناسٌ آخرون.
وهل كان ما قاساه السودانيون على يد النظامين ( عبود, ونميري) أكثر سوءًا مما يجري الآن؟
إن كان هذا هو ذاته شعب السودان, واتفقنا على أن نظام الإنقاذ هو الأسوأ بين أنظمة الدنيا ليس فقط على مستوى تاريخ السودان, فأين الخلل إذًا؟ لماذا يصمت السودانيون, وهم يشكون لرمل الأرض من سوء أحوالهم, وسوء إدارة النظام للبلاد.
ربما كانت الإجابة الأقرب إلى الصواب في ذهني على الأقل, هو افتقادنا في السودان لقيادة تستطيع أن تخاطب الجماهير, وتقنعهم بجدوى الخروج في انتفاضة شاملة؛ فالأحزاب السياسية الموجودة حاليًا لا تمّثل السودانيين ولا تخاطب تطلعاتهم ولا تستطيع تحريكهم, لأنها إما أحزاب طائفية
وهي على ضعفها وانشقاقها على نفسها لم تعُد سوى أحزابًا وهمية صورية لا وجود لها في واقع الحياة السياسية التي يفهمها الناس, والتي تصنع التغيير, وإما أحزاب صغيرة لم تستطع حتى الآن صنع قواعد تقتنع بها.
.
أو حركات مسلحة محدودة القدرات, تخاطب مناطق بعينها دون أخرى.
وكلها لا ترقى لتقود ثورةً أو انتفاضة, أوو تصنع وعيًا جماهيريًا بضرورة التغيير الفوري.
نحن إذًا بحاجة إلى قيادة تعي جيدًا مشكلات السودانيين وتستطيع مخاطبتهم وتعريفهم ببعضهم, بعد أن غّيبتهم آلة التضليل والكذب الحكومية, كما تستطيع التواصل مع العالم الخارجي وتعّرفه بحقيقة ما يجري داخل البلاد, وهذه القيادة يجب أن تملك من الخبرة ما يكفي للتعامل مع هذا النظام ومخططاته الخبيثة.
وفي اعتقادي أن هذه القيادة هي في الواقع موجودة لكنها لم تعرف حتى الآن كيف تتواصل مع شعبها الذي ينتظرها على أحّر من الجمر.

وبدون أخذ هذه القيادة لدورها التاريخي في مخاطبة الجماهير وتوعيتها وتحريكها فلن يكون بانتظار البلاد سوى مصير الحرب العنصرية الشاملة التي سيقودها ويخوضها الغاضبون من المناطق المهمشة, لاسترداد حقوقهم التاريخية والثأر لكرامتهم وحينها لن يستطيع أحدٌ أن ينكِر عليهم ما سيقومون به تحت وطأة الغضب.

خلود دفع الله الحسن.

https://www.facebook.com/narjis.alhassanhttps://www.facebook.com/narjis.alhassan