نخب ونخب بقلم عبدالعزيز ابوعاقلة

نخب ونخب بقلم عبدالعزيز ابوعاقلة


07-17-2017, 05:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500265780&rn=1


Post: #1
Title: نخب ونخب بقلم عبدالعزيز ابوعاقلة
Author: عبدالعزيز ابوعاقلة
Date: 07-17-2017, 05:29 AM
Parent: #0

04:29 AM July, 17 2017

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز ابوعاقلة-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


: [email protected]
"لا يكفي تحرير الأرض، ولابد من تحرير العقول"
فرانز فانون
# ما نحن فيه الان في الوطن من ازمة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية لم يكن وليد اليوم بل يعود الي حقب سابقة من التاريخ السياسي للوطن فهو جدير بالتوقف عنده والنظرة اليه بشكل عقلاني بعيدا عن الاصطفاف التاريخي المدلس و الايدلوجيا الاحادية والمغالطات السفسطائية ولابد من مراجعة نقدية للتصحيح ما دار منذ استقلال البلاد 1956م وما قبله ووضع المشرط في الجرح الغائر في الوطن ومعالجة الفشل المستدام لكل الحقب بما فيها الديمقراطية الليبرالية التي لم تخرج السودانيين والوطن من ازمته الي بر الامان في قضايا اساسية بل اغمضوا اعينهم جميعا في مواجهة المشكلات التي امامهم التي خلفها المستعمر البريطاني .وزاد الامر سوء بتدخل العسكر في السياسة وتدينها وتوالي الانقلابات الديكتاتورية العسكرية القبيحة من ( انقلاب عبود58 / انقلاب نميري69 الي انقلاب الجبهة الاسلامية 1989) التي اوقفت عجلة عهود الديمقراطية الليبرالية بغض النظر عن سلبياتها .
وليس الهدف فتح هذه الجروح من جديد بل لنستفيد من الاخطاء التي اوقعتنا فيها نخبتنا ولا تزال بحيث لا نلون تاريخنا الي اجيالنا بالوان زاهية غير حقيقية ولا تكرر هذه النكبات من جديد . اذن هي حقب ماضية مدلسه لا نجد ما نفخر به لأنها اتسمت تلك العهود بالاستبداد والقهر والفساد والحروب المستدامة ولوثت الحياة السياسية بنخب متقيحة وافرزت الحروب والكراهية والدمار للمواطن والوطن ,
# حقيقة عهد ( قبل و بعد )استقلال الوطن يرجع فشله الاساسي الي النخب ( طائفية ونخب ثقافية سياسية) الاولي استغلت توريث الاستعمار الاقتصادي والنفوذ وعاطفة نيل الاستقلال حينئذاك والتفاف جموع كثير من السودانيين حولهم وحولته الي حق الهي مستحق ذاتي للسلطة والثروة والثانية اختاروا الطريق السهل ( بتحالفهم مع هذه الطائفية والبيوتات الدينية الكبيرة ) رغبة منهم في تحقيق طموحات شخصية سريعة دون النظر للتحديات الحقيقية التي تواجه الوطن والمواطن والشروع فورا في البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والعبور بالوطن الي بر الأمان كغيرها من الاوطان التي نالت استقلالها من حولنا . ومن حظ السودانيين السيء لم يكن هناك ( زعيم تاريخي قومي) مثل الامم الأخرى ينفض تلك الاتربة العالقة بتراب الوطن يوقظ الناس ويشير الي مكامن الخلل ويعمل علي معالجته من جذوره بعقل مفتوح وفم صامت . وحتي تجربة مؤتمر الخريجين التي جلبها جيل الاستقلال الاول من الهند تم تشويهها بأيديهم عن قصد ( اقصاء عدد من السودانيين من المشاركة ونقض مخرجاته ) وبالتالي انقسامه .وتوريث غبن وعدم ايفاء للعهود ونقض للمواثيق .وبالتالي خلق مشكلة يتم ترحيلها دوما واحيانا اسكاتها مؤقتا بالبندقية .
# شيطنة السياسة لم تبدأ الان يا سادة , الاستهبال السياسي صفة قديمة ابتدعتها النخب السياسية والدينية في الوطن كانت واضحة مؤشرات التوقيع عليها ( التآمر علي ثورة 1924 / الحرب علي الجنوب الاولي ورفض الفيدرالية / طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان / الدستور الاسلامي ....الخ ) كلها ردة سياسية لم تضع الوطن والمواطنة في منصة التأسيس الصحيحة وتحويل الوطن الي امة واحدة تستفيد من التنوع لتحويله الي فعل ايجابي ومواطنة متساوية بغض النظر عن التباين الاثني والثقافي والديني .واكثر من ذلك جعلت احزاب ضعيفة ومنظمات مجتمع مدني هشة فرطت في انتفاضتها علي الديكتاتوريات بكل سهوله بل احيانا تأمرت بعض النخب السياسية وانضمت لها وبالتالي خانت مطالب الجماهير وجلبت لها الاحباط والانهزامية .
وفتحت الباب علي مصراعيه الي أي جماعة متطرفة مغامرة للاستيلاء علي السلطة وفرض مشاريعها الفاشلة علي الوطن .
# حقيقة لم تكن تلك النخب في الوطن جادة في بناء و تأسيس وطن واحد ننتمي اليه جميعا بحقوق متساوية وواجبات مستحقة لهذا التراب والاعتراف بالتنوع وليس ادارته وفق لأجندة ذاتية هنا وهناك والنتيجة النهائية الاخفاق والفشل التاريخي وفايروس الانقسام ( يتبع )