الأنا !! بقلم صلاح الدين عووضة

الأنا !! بقلم صلاح الدين عووضة


07-11-2017, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499781185&rn=0


Post: #1
Title: الأنا !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-11-2017, 02:53 PM

01:53 PM July, 11 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*لاحظت كثرة استخدام المفردة أعلاه هذه الأيام..
*هي.....وشقيقها (الآخر).....في غالب كتابات نقادنا الأدبيين..
*فما من نص نقدي يخلو- تقريباً- من عبارة (الأنا في مواجهة الآخر)..
*ولا غرابة في ذلك إن نظرنا إلى (الأنا) بدواخلنا..
*فسوف نجد أنها تستسهل محاكاة (الآخر)...في كل الذي تحسد عليه الآخر هذا..
*تحسده أولاً...ثم تغار منه.......ثم تشرع في تقليده..
*فالحسد- مثل المحاكاة - ظاهرة سودانية تفوق بنسب متفاوتة ما لدى شعوب أخرى..
*وقد أشرت إليها - مرةً - مثلما أشار إليها عبد الله الطيب..
*وإن كانت إشارتي من زاوية المعايشة فإن إشارة أديبنا الراحل تمت من زاوية تاريخية..
*قال إن أشد قبائل العرب حسداً هي التي هاجرت إلى بلادنا..
*وقبل فترة أشار إلى هذه الظاهرة أيضاً زميلنا زهير السراج في مقال طويل..
*وهي- إلى جانب ظواهر أخرى- تفسر أسباب (حالنا) الآن..
*فحين تغلب الطبائع السالبة على الإيجابية تتباطأ مسيرة النمو...في كل شيء..
*في السياسة...في التنمية...في السلوك...وحتى في الرياضة..
*ولابد من نقد صادق لـ(الأنا الجمعي) إن كنا ننشد إحداث نُقلة حضارية لأنفسنا...وبلادنا..
*وربما كانت الأنا التي تخصنا أقرب إلى التفسير الفرويدي..
*ومن ثم فهذا يشرح جانباً من عللنا التي أتحدث عنها...من منطلق نفساني..
*ومعروفة نظرية فرويد عن الـ(Ego)....والـ(Id)..
*والتاريخ الذي لا يكذب- ولا يتجمل- يثبت بعضاً من صحة كلامنا هذا..
*فبلادنا سارت أولى خطوات التحضر إبان حقبة التركية..
*وعرفت لأول مرة الديوانية...والإنشاءات...والتخطيط...والتنمية..
*وما قبل ذلك كانت حقب من سيادة (الأنا العشوائية)..
*ومع هذه العشوائية ميل إلى العنف...والحسد...والأنانية...وحب الشهوات..
*شهوات السلطة...والبطن...والفرج...وراجعوا كتابات الرحالة..
*فجميعهم بلا استثناء - قديمهم وحديثهم - أفاضوا في الحديث عن هذه الطبائع..
*ثم توقفت مسيرة التحضر فور سيطرة المهدية على البلاد..
*وكانت (الأنا الأنانية) - ذات القسوة- هي الصفة الغالبة في مناحي الحياة كافة..
*وظلت العاصمة - طوال تلكم الحقبة - محض قرية بدائية..
*ثم تواصلت مسيرة التحضر ما إن استلم كتشنر مقاليد الأمور..
*وكانت البداية بالسكة الحديد...ثم مباني الحكومة...ثم الطرق المعبدة...ثم كلية غوردون..
*ومنذ الاستقلال- وإلى الآن- ظلت خطوات تحضرنا في حالة تعثر..
*فكم من دولة نالت استقلالها معنا- أو بعدنا- وتجاوزتنا بمراحل في سكة التحضر..
*بينما نحسن نحن فقط الانتصار لـ(الأنا) على حساب (الآخر)..
*و في أزمتنا الكروية الراهنة خير مثال على ذلك..
*فليت جدل الأنا والآخر في نقدنا الأدبي يتحول إلى جدل نقد ذاتي لأنفسنا..
*لك أنت...وهو...وهي...........والآخر..
*و.............أنا !!!

assayha