سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة إن لم يكُنْ فعلى الأرض السلام .. !! بقلم هيثم الفضل

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة إن لم يكُنْ فعلى الأرض السلام .. !! بقلم هيثم الفضل


07-11-2017, 01:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499732538&rn=0


Post: #1
Title: سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة إن لم يكُنْ فعلى الأرض السلام .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-11-2017, 01:22 AM

00:22 AM July, 11 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

إن لم يكن حب العدالة والمساواة والإيمان العميق بالضرورة الحتمية لسيادة مبدأ التدول السلمي للسلطة والإقتسام العادل للثروة ، دافعاً يُجبر الحزب الحاكم للنظر في ما آل إليه حال البلاد والعباد من فقرٍ وتدهور إقتصادي وإداري وفساد أزكم الأنوف ، فلماذا لا يكون دافعه نحو الإستجابة للنداءات التي تدعوه للتنحي والإنخراط شأنه شأن كل القوى السياسية في منافسة شريفة وحُرة تحكمها البرامج والأفكار التي ترتفع إلى مستوى قناعة الناس وطموحاتهم وآمالهم ما تُشير إليه كل الشواهد الواقعية التي لا تخفى على عين حصيف ، فإن كان المؤتمر الوطني يؤمن بأن الوحدة والتعاضد والإتحاد عبر المنظور الثقافي والسياسي والإقتصادي بين فرقاء الوطن تُمثَّل رُكناً من أركان ضمانات بقاء السودان كوطن وكذلك بقاء شعبه عليه أن يُقدِّم أعلى مستوى (للتنازلات) السياسية البعيدة عن فقه المراوغة والتكتيك المؤقت المتعلِّق بكل راهن سياسي على حِدا مثل ما حدث من إحباطات أصابت حتى المشاركين في الحوار الوطني المزعوم بعد تنزيل مخرجاته إلى أرض الواقع ، وإذا كان الحزب الحاكم يؤمن بأن أهم أعمدة الحلول لمشاكل السودان العديدة هو تمتين بنية الإقتصاد الوطني ، عليه أن يكون جاداً عبر هياكل الحزبية ومراكز نفوذه داخل الدولة في وأد وكسر شوكة الفساد الذي بلا شك أصبح مهدِّداً مركزياً لحركة التنمية العامة في البلاد على كل مستوياتها ، يجب على المؤتمر الوطني أن يؤسس (لفقهٍ) جديد يمكن تسميته بفقه (إحتمال المرارات) إن كان بالفعل يرجو لهذه البلاد شفاءاً عاجلاً من ماهي فيه ، والغريب في الأمر أن بعض كهنة هذا النظام وحلفاءهم من قبائل صائدي المنافع الشخصية في الماء العكِر ما زالوا يراهنون ويداهنون ، بل ويعلنون إستعدادهم للمناظرة والمدافعة عن أداء الحكومة ، وهم يرون بأم أعينهم ما أصاب السودان في مساراته العلمية والأكاديمية من تدهور وإنزلاق نحو الهاوية ، وكذلك لا يخفى عليهم ما أصاب القطاع الصحي من كوارث كان آخرها مرض الكلويرا الذي كاد أن يطرق كل أبواب البسطاء ، وما أصاب الخدمة المدنية عبر فقه التمكين وتحويلها إلى مراكز للتنظيم السياسي طالما ما إحترب مع المهنية والتخصصية والكفاءة والخبرة بالقدر الذي أدى إلى تدمير مشاريع ومؤسسات كنا في السابق نسميها وطنية فكان نتاج ذلك أن السودان بلغ به الفقر والهوان أن يكون بين الدول بلا ناقل وطني جوي وأن مشروع الجزيرة أصبح هباءاً منثوراً ، والصمغ العربي أصبح سلعةً سوقية بعد أن كان ناتجاً وطنياً قومياً ، والمُحزن أن الثروة الحيوانية آخر ثرواتنا (الطبيعية) التي وهبنا إياها رب العالمين هي أيضاً في طريقها للزوال بعد القرارات الاخيرة المتعلقة بالسماح بتصدير إناث الماشية ، أما على المستوى المُتعلِّق بعامة الشعب فحدِّث ولا حرج في مجال هدم بِنية الإنسان السوداني بأدوات الفقر والجهل والمحسوبية في تولي الوظائف وتحقيق العدالة الإجتماعية بين أفراده حتى أصبح الناس بين طبقتين إحداهما في أعلى مراتب (اللا إحساس) بالمواجع الحياتية اليومية والأخرى تُمثل حطباً النار لمحرقة المعاناة التي يزداد إشتعالها يوماً بعد اليوم ، أما الطبقة الوسطى بمفهومها القديم فقد إندمجت مع الطبقة الفقيرة ، خصوصاً بعد رفع الدولة يدها عن كل الدعومات التي كانت تخفِّف عن كاهل البسطاء إبتداءاً بالتعليم ثم الوقود وما تبعه من تداعيات ثم غاز الطعام ثم القطاع الصحي ونهايةً بالدواء ، إن لم يجعل كل ذلك منظومة حكام السودان الحاليين تؤمن بأن الحوار (الحقيقي) مع أصحاب الهم الوطني الآخرين ضرورياً ومُلِّحاً في هذه المرحلة الحرجة فعلى الأرض السلام.