لصوص السودان (2) بقلم الطيب محمد جاده

لصوص السودان (2) بقلم الطيب محمد جاده


07-05-2017, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499261288&rn=0


Post: #1
Title: لصوص السودان (2) بقلم الطيب محمد جاده
Author: الطيب محمد جاده
Date: 07-05-2017, 02:28 PM

01:28 PM July, 05 2017

سودانيز اون لاين
الطيب محمد جاده-فرنسا باريس
مكتبتى
رابط مختصر




المعنى الأقرب لحكومة السودان هو حكومة لصوص محترفين يجعلون من سرقة ثروة البلد عملاً مؤسساتياً منظما"، وتبدو هذه الصورة ماثلة أمامنا على أرض الواقع السوداني على مدى ثمانية وعشرون عام وهي التي جعلت السودان ينحدر إلى ذيل قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم . قبل العام 1989 هناك حرامية في السودان والحرامي هو اللص أو السارق الذي يتسلل الي المنزل ليلاً لسرقته ولكن حرامية هذا الزمن لهم تخصصات حالهم كحال الأطباء فهناك حرامي متخصص في القطاع العام وهناك حرامي متخصص في القطاع الخاص وهناك ايضا حرامي شامل بدرجة استشاري حرمنة أنتهى زمن حرامية المنازل وجاء زمن لصوص المؤسسات العامة للدولة فلكل زمن لصوصه اليوم اللصوص يظهرون على شاشات التلفزيون ويتفاخرون بالسرقات يا سلام على حرامية الكيزان فقد استباحوا كل شيئ سرقوه من الوطن بأسم الدين وأطلقوا الأكاذيب والشعارات الزائفة . كم أترحم على لصوص السودان قبل العام 1989 كانوا مُلتزمين بآداب المهنة لا ينتهكون عِرضاً ولا يقتلون أحداً أما لصوص الكيزان يسرقون لضمان استمرار الرفاهية تاركين الشعب يعاني لهذا أترحم على لصوص ذلك الزمان الذي كان فيه اللص لا يسطو إلا على بيوت المُترفين وإن فعل فلا يحمِل معه إلا ما خف وزنه وغلا ثمنه أما لصوص اليوم ينهبون المال العام وكل شيئ حتى الأحلام . أضحى كل شيء في السودان قابلاً للبيع إلى درجة أن بعض الموظفين الصغار تحولوا إلى سرّاق للمال العام بحكم الواقع المحيط بهم وابتدعوا أساليب ابتزاز لم تعرف في العهود السابقة فالرشوة في عهدهم الحالي أصبحت تسهيلات .
يعيش الكيزان حياة أسطورية باذخة متخفين وراء مليشياتهم ومعظم الأموال التي اختلسوها ذهبت إلى خارج البلاد فيما عدا بقية صغيرة حفظت في البنوك المحلية أو احتوتها حقائب لاستثمارها في تجارة العقار طريقاً لغسيلها .
لكن ما الذي مكّن هؤلاء اللصوص من الاستمرار في الحكم على هذا النحو؟
كل الاخوان المسلمين في السودان يتبادلون التهم بينهم لكنهم يتوحدون عند شعورهم بالخطر هنا تذهب كل وعود القضاء على الفساد في مهب الريح وتصبح إعادة تشكيل نظام الحكم أمراً أقرب إلى المستحيل مثلما حصل في حوارهم ، إذا أردنا أن يصبح السودان بلد أمان وحريه يعيش الشعب فيه بكرامة ومحبة بين جميع الوان الطيف السوداني يجب اذالة اللصوص المحترفون المنظمون الغارقون في الفساد وهم حكومة الكلاب الضالة الكيزان .

الطيب محمد جاده / فرنسا