مصارع الأوطان مأساةٌ لم تكتمل فصولها بعد في أرض كوش بقلم خلود دفع الله الحسن

مصارع الأوطان مأساةٌ لم تكتمل فصولها بعد في أرض كوش بقلم خلود دفع الله الحسن


07-04-2017, 08:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499196173&rn=0


Post: #1
Title: مصارع الأوطان مأساةٌ لم تكتمل فصولها بعد في أرض كوش بقلم خلود دفع الله الحسن
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 07-04-2017, 08:22 PM

07:22 PM July, 04 2017

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر




تتواتر الأنباء يومًا بعد يوم بأن روحًا أخرى ترفرف للخروج من جسدك أيها الوطن الذبيح , فأنت لم تعُد جسدًا آمنًا لتعيش فيه الأرواح في مثل دفئها القديم؛ فيبدو أن الشُهُب ستنتقل من روحٍ إلى أخرى حتى تفتك بالجميع إلا من يلوذ بالفرار.
قبل ستة أعوامٍ من الآن كان العالم شاهدًا على تراجيديا مخزية, يحكم فيها الجلادون بأن الوطن لم يعُد يصلح ليكون وطنًا للجميع.بعد عقودٍ من الحرب والحرمان يخرج إخواننا من أهل الجنوب باحثين عن وطنٍ يمنحهم الأمن والرخاء والرضا.
تاركين خلفهم وطنًا عاجزًا كسيرًا, والطرفان يعلمان أن أحدهما لا يقوى على السير في طريق الحياة الطويل دون الآخر ولكن إرادة الجلاد تسطو فوق الرقاب, وتنحر الذبائح ابتهاجًا بنحر الأوطان. .ذلك الجّلاد الذي لا يعرف قلبُه الرحمة, يسخر من الجراح تارة, ويعبث بها لتدر مزيدًا من الدماء تارةً أخرى.واليوم أيضًا يصرخ أولئك المحصورون في جبال النوبة والنيل الأزرق: نريد الخروج.
ويصرخ المسحوقون في دارفور: نريد الخروج.
ويصرخ الموؤودون في شمال النهر: نريد الخروج.
فماذا تكون أنت أيها الوطن حين يخرجون جميعًا.
ستتبّخر مياه نهرك مثلما تبّخرت دموع اللواتي أثكلتهن سيوف جّلاديك التي يلّوحون بها في سكرة الجشع.
ويومها لن تعود السفن التي وعدتك أن تعود.
وكيف لها أن تعود وأنت غدوتَ قفرًا وهي لا تبحر في الرمال.
هاأنت تحيا نصف ميت, ونحن لا نكاد نحصي كم مرةً بكيناك, وكم مرةً سنبكيك,
وكم مرةً بكينا أبناءك الذين قتلتَهم بيديك, وكم مرةً سنبكي أولئك الذين قُتلوا وهم يبحثون عن الفردوس فقَتَلوا إخوانهم وضلوا طريقهم إلى الجحيم.
وكم مرةً سنبكي إنسانيتنا التي سحقتها أحذيتهم, وكم مرةً سنبكي أسماءنا التي محيَت من سجلات الأحياء.
حتى المقذوفون في جحيم جهنم ليسو في مثل شقاء أشقيائك يا وطني, فهم اقترفوا آثامًا يحملون وزرها, أما المقذوفون في جحيمك فأبرياء, يعاقبهم الزمان على ما لم يفعلوا.
ها أنت تجني حصاد رقادك مستسلمًا تحت أقدام العابثين لعقود, وتخّط بدماء المغدورين في ضوضائك كتابًا أسودًا ستلعنك الأجيال التي ستقرؤه حتى بعد آلاف السنين.....

خلود دفع الله الحسن.