اشكالية التكرار في الخطاب السوداني بقلم د.آمل الكردفاني

اشكالية التكرار في الخطاب السوداني بقلم د.آمل الكردفاني


07-03-2017, 11:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499119602&rn=1


Post: #1
Title: اشكالية التكرار في الخطاب السوداني بقلم د.آمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-03-2017, 11:06 PM
Parent: #0

10:06 PM July, 04 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






مفردات المثقفاتية عندنا ثابتة لا تختلف .. نفس الجمل بتم ترديدها .. كمال الجزولي كتب مقالا دشنه بجملة من دريدا وجملة من فوكو وهكذا وكلها جمل يمكن أن يقولها اي اسكافي فقط للتعبير عن الثقافة ، الشباب يستعمل ذات الجمل فقط بتراكيب معينة وخاصة الشيوعيين فلابد أن يقحم مثلا المادية التاريخية حتى لو كان الموضوع عن اسقاط الجنين ، ونسبة لضعف فهمهم لفائض القيمة وهو مصطلح وهمي اختلقه ماركس وصنع له مفهوما من العدم تراهم لا يميلون الى استخدامه كثيرا ، دكتاتورية البلوريتاريا حاضرة دائما .. وسائل الانتاج والبناء الفوقي والتحتي ثوابت في أي مقال ، مصطلح حفريات مستمدا من فوكو يتم حشره وكأنه اغتصاب داخل الجملة . كتابات العجائز لابد أن تجد فيها سطرا او سطرين باللغة الانجليزية بالاضافة الى حشو كلمات بالانجليزي كالنقانق في السندوتش..وياحبذا لو تم تطعيم المقال باسمين أو ثلاثة من الاسماء الاعجمية لتأكيد المعرفة الموسوعية....فنحن كما نحتفي بالمدرب الاجنبي ونحتفي باللاعب الأجنبي كذلك نؤمن بل ونقدس كل كلمة يقولها أعجمي ، حتى لو قال أن ترامب ولي الله فكلامه هذا لا يراجع .
المشكلة الكبيرة أن مجمل ما يكتب لو نزعنا عنه هذه الزينة الوهمية لما خرجنا منه بنظرية او بفكرة بل تجده ليس سوى تكرار -هو نفسه- لما هو سائد من كلام ... قبل يومين قرأت مقالا يرد فيه أحدهم على مقال ما ، الرد تضمن كل ما سبق وذكرته من تمائم وميكاب وحلي وفي النهاية لا تعرف ماذا يريد أن يقول الكاتب ، إن نحت الفكر ليس امرا سهلا فالقضية ليست بالاسماء الاعجمية ولا بالمصطلحات الضخمة وانما بالمحتوى الفكري والتنظيري الذي يريد أن ينتجه الكاتب .. ماذا تريد أن تقول هذا هو السؤال ..
حالة تكرار الجمل والمفردات لا نجدها فقط في ثياب المثقافتي وانما أيضا في الشعر الشبابي الراهن ، فمفردات كشليل وجبنة وقهوة وبن وابوي وشربتك واكلتك وغيرها صارت علامة شائعة تدل على أن ما يقال قصيدة ، حالة التكرار حتى على مستوى الخطاب السياسي ، فالمعارضة تكرر نفس خطابها بنفس المصطلحات بنفس الجمل ، والنظام يكرر نفس خطابه بنفس المصطلحات بنفس الجمل . حالة التكرار في المستوى المعرفي والأدبي والسياسي وغيرها شيء مثير للريبة والشك حول قدرة الانسان السوداني على الخروج من الخط الجمعي ، وعبودية الأنماط ... لماذا نعيب على التجار محاكاتهم وتقليدهم لمن يقدم سلعة جديدة اذا كانت خطاباتنا هي نفس المحاكاة والتقليد ... شيء محير بل غريب فعلا!!!