Post: #1
Title: عالم جميل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-03-2017, 02:43 PM
01:43 PM July, 03 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *وجمال شعر إيليا...من جمال بيئته.. *من جداولها...وخمائلها...وروابيها...وأطيارها...وسحبها...وسحرها... وغموضها.. *ثم مساءاتها ذات القمر...والدجى...والشهب...والنجوم.. *ولذا فهو من أرق شعراء العرب المعاصرين إحساساً بالجمال...وتعبيراً عنه.. *وظل أسير بيئته الجميلة هذه رغم غربة المهجر...وبيئته.. *وبيئتنا - في أقصى الشمال - لا يزال جمالها يكمن بين طيات نسيج حاضري.. *وهو الذي يعين على تحمل وحشة الراهن المتوحش.. *وتهفو النفس- في بعض المساءات- إلى مساءات ذات أسمار تحت ضوء القمر.. *وعندما يغيب القمر تتلألأ السماء نجوماً...وشهباً...وكواكب.. *ويأتي الدجى بأطيافه...وأشباحه...وأفراحه...وأحزانه...وهواجسه.. *فكل لواعج النفس تشع عند الدجى...كما الشهب.. *وتتضخم فيه المخاوف من كائناته كذلك...ثم تكتسي جمالاً روائياً عند الصباح.. *كائنات تمر...وكائنات تمور...وكائنات تماري.. *وتبقى (بنت المريق) هي الكائن الأسطوري الأشد قبحاً.....وجمالاً.. *وبعد أن زعم أحدهم أنه نجا منها...هفت نفسه إلى الزواج.. *وتخيَّر واحدة من أجمل بنات البلدة...ووافقت.. *وظلت الموافقة لغزاً محيراً إلى وقت طويل...في طول سنوات رفضها الزواج.. *وتقاصر التفسير حول طبيعة الكائن عن إشباع فضول الأنفس.. *فقد قيل أن جمالها- رغم قبحها- يتمثل في تحريكها مكامن الجمال لدى ضحاياها.. *وضحاياها دوماً من الرجال...ولم تظهرلامرأة قط.. *فطبيعة (الإحساس) بالجمال الذي تحركه...يحرك بدوره (حسيات) ملازمة.. *وربما هذا هو ما جعل جميلة البلدة تقبل بذلكم (الناجي).. *وجعل حسناء رائعة الطيب صالح (عرس الزين) تقبل بالزين عريساً.. *وجعل زينة بنات القرية (زينة) تقبل بما فعله بها المجنون.. *وفي كتابنا (شذرات) قصصنا كيف أنه جن عقب ملاقاته (بنت المريق).. *وكيف أنه جُن- تحديداً- بجميلة جميلات القرية....زينة.. *وكيف أن زينة (البكر) هذه جُنت وهي تتبعه إلى طاحونة النصارى المهجورة.. *ويظل جمال الطبيعة (البكر) حاضراً في عوالم الفطرة.. *في القرى...والنجوع...والأرياف...والبلدات..... وفي دواخل إنسانها.. *وفي دواخلي أنا ميل فطري إلى عالم الفطرة.. *إلى مناطقنا- هناك - بنيلها...ونخيلها...وليلها...وشهبها...ونجومها.. *وفي شرقنا...وغربنا...وجنوبنا.......جمال مماثل.. *ومن قلب مثل هذا الجمال انطلقت إبداعات مشاهير الأدباء لتعم العالم بأسره.. *ومنها إبداعات إيليا...وتولستوي...والطيب صالح.. *فضجيج الحضارة يصم الآذان عن سماع الخرير...والهديل...والحفيف.. *ويعمي الأبصار عن رؤية الشهب...والنجوم...والسماء.. *ويرين على القلوب فلا تستشعر الشفق...والغسق...والسحر...والدجى.. *وفتاة من منطقتنا عاشت سنوات عمرها العشرين في لندن.. *وحين زارتها مع والديها تملكها ذهول (جمالي) أرادت التعبير عنه شعرا.. *فكتبت بالإنجليزية ما يُعد إسفافاً قياساً لشعر إيليا.. *بيد أنها رددت مفرداته ذاتها مثل القمر...والدجى...والشهب...والنجوم.. *وحملت معها بعضاً من هذا الجمال إلى عاصمة الضباب.. *فقد تعرفت على (جمال)، وأحبت...فيه...وبه...وعبره......الجمال.. *ولكنه عاد بعد أن لم يجد الشهب والدجى والنجوم !!!.
assayha.
|
|