( المغالطني يعدهن ) بقلم الطاهر ساتي

( المغالطني يعدهن ) بقلم الطاهر ساتي


06-29-2017, 02:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1498743429&rn=1


Post: #1
Title: ( المغالطني يعدهن ) بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 06-29-2017, 02:37 PM
Parent: #0

01:37 PM June, 29 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


______________
:: قبل ست سنوات تقريباً، عرض الوزير الأسبق للزراعة والثروة الحيوانية بولاية الجزيرة لنواب المجلس التشريعي.. تقريراً عن أعداد الثروة الحيوانية بالولاية، وبعد أن قدم أعداد الأبقار والضأن والماعز بالولاية، واصل في عرض التقرير بمنتهى الثقة : ( ولدينا أيها الأعضاء الأفاضل 3.400.000 حمامة)، فضجت القاعة بالضحك ..ويبدو أن ضحك النواب - على دقة إحصائية أعداد الحمام - لم يعجب الوزير، فصاح فيهم : ( المغالطني يمشي يعدهن).. ولم يكن لأعضاء المجلس هنا خيار غير أن يصدقوا (تقرير الوزير)، إذ ليس من السهل أن (يعدوا الحمام)..!!
:: وهذا حال الرأي العام منذ المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الثروة الحيوانية بشارة جمعة أرو بمنبر (سونا)، مدافعاً عن تصدير إناث الأنعام، إذ يقول : ( إجمالي الثروة الحيوانية 160 مليون رأس، و إن نسبة الإناث تبلغ 65%، ونسبة الذكور 35%، وكان قرار مجلس الوزراء بتصدير الإناث والذكور بسبب تكدس أعدادها في المراعي بسبب حظر الثروة الحيوانية لظهور حمى الوادي المتصدع في وقت سابق)، هكذا أطلق الوزير الأرقام والنسب .. وليس للرأي العام غير تصديقها حتى لا يقول الوزير غاضباً : ( المغالطني يمشي يعدهن)..!!
:: ولن ( نغالط)، ولكن يبقى السؤال، كيف توصل وزير الثروة الحيوانية لهذه الإحصائية الدقيقة؟..فالشاهد أن آخر تعداد تم في قطاع الثروة الحيوانية كان في عهد حكومة الرئيس الراحل نميري، ولم نسمع عن أي تعداد آخر في هذا القطاع الاقتصادي بحيث تبني عليه وزارة الثروة الحيوانية خطة تصدير الإناث منعاً للتكدس.. كم حجم الثروة الحيوانية في بلادنا بعد انفصال الجنوب؟، و بعد اشتعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؟..وكم حجم الثروة الحيوانية بعد نزوح أهل الأرياف إلى المدائن بحثاً عن الخدمات؟، وبعد قوافل الهجرة بعقودات تربية المواشي بالخليج ..؟؟
:: للأسف، لا يوجد رقم بحيث يكون حجم الثروة الحيوانية المتكئ على تلك النسب(65% و 35% )..وكل الأرقام المتداولة، بما فيها الرقم (160.000.000 رأس)، محض أرقام يتم رسمها في التقارير والصحف بمثل هذا الحلم الذي تم عرضه لنواب البرلمان والرأي العام..وكما تعلمون فإن إطلاق الأرقام والإحصائيات - ذات الصلة بالإنسان والحيوان - في السودان أسهل من إطلاق الألعاب النارية في المهرجانات.. ثم نصدق هذه الأوهام المسماة بالأرقام وتصبح من الثوابت الوطنية بحيث نبني عليها مثل هذا (التخريب والتدمير).. فلتعد وزارة الثروة الحيوانية حجم القطيع الراهن بالطرق العلمية والمهنية .. ثم تصدر ما تشاء من الإناث والذكور..!!
:: والأدهى والأمر أن البرلمان اعتمد تلك الأرقام والنسب (الوهمية)، وصدقها، ثم أجاز خطاب الوزير وما فيه من قرار تصدير الإناث الصادر عن مجلس الوزراء السابق.. لم يسأل النواب الذين وافقوا على هذا القرار الكارثي الوزير كيف ومتى تم هذا الإحصاء الدقيق ؟.. لم يسألوه .. وليس في الأمر ما يُحزن، فإن ربع نواب البرلمان ( أميون)، ( 109 نواب)، لا يقرؤوا ولا يكتبوا، كما اعترف بعضهم قبل أشهر لصحف الخرطوم..علماً بأن هذه الأمية لم تكن مخبوءة، لأن تهليلهم وتكبيرهم وتصفيقهم لكل قرارات الوزراء يكشف أميتهم بكل وضوح .. وعليه، بعد أن رسب برلمان ما بعد حكومة الحوار الوطني في (الاختبار الأول)، يبقى الأمل في المحكمة الدستورية، فالطعن - في القرار - بطرفها.. أللهم انصر الرعاة والمزارعين - واحفظ مواعين رزقهم - بهذه المحكمة..!!

fb