التقييم بالنظر !! بقلم صلاح الدين عووضة

التقييم بالنظر !! بقلم صلاح الدين عووضة


06-20-2017, 01:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497962875&rn=0


Post: #1
Title: التقييم بالنظر !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-20-2017, 01:47 PM

12:47 PM June, 20 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*الزوجة لا تلاحظ تأثير السنوات على زوجها..
*وكذلك هو لا ينتبه لما أحدثته معاول الزمن من خراب في بنيانها الجسدي..
*والأمر ذاته ينطبق على كل الذين يتعايشون مع بعض..
*سواء في نطاق الأسرة...أو العمل...أو الحي...أو الأنشطة المشتركة..
*ومن هذه الأنشطة المجال السياسي...وخصوصاً الشمولي منه..
*فحسني مبارك- مثلاً- لم يظهر في الصور بعمره الحقيقي إلا عقب زوال نظامه..
*أما قبل ذلك فكل الصور الدعائية لشخصه كانت خادعة..
*فهي صور لرجل في الأربعين من عمره...أقل من ذلك أو أكثر بقليل..
*يعني بقي كما هو منذ لحظة استلامه السلطة (شاباً)..
*وإلى لحظة خلعه منها (هرماً).... يزحف عمره نحو التسعين..
*ونميري ظلت صورته كما في الجنيه...لم يكبر عاماً واحداً لحين سقوط مايو..
*فكل صوره الدعائية في الشوارع لنميري يوم بيانه الأول..
*فالإنسان لا يرى الأعمار...والأشياء...والأحوال على حقيقتها...إلا عن بعد..
*ولا يرى صور الشموليين على حقيقتها إلا بعد تركهم الكراسي..
*والآن ؛ إن أردت رؤية أوضاع بلادنا على حقيقتها فغادرها إلى حين...ثم عد..
*أوضاعها السياسية...والاقتصادية...والاجتماعية...والإعلامية..
*أو حاول انتهاج سياسة (التقييم بالنظر) - رغم صعوبتها - وأنت مقيم فيها..
*أي حاول أن تنتزع نفسك من قلب الواقع...ثم انظر إليه..
*سوف تدهشك الكثرة في كل شيء......مع فقر المردود في كل شيء..
*كثرة في المغنين الصغار...والمردود ترديد لأغنيات الكبار..
*كثرة في أندية كرة القدم...والمردود صفر كبير على مستوى التنافس الخارجي..
*كثرة في الصحف...والمردود قلة توزيع.. وتأثير.. وانتشار..
*كثرة في الفضائيات والإذاعات...والمردود الطرفة تلك المنسوبة إلى البنغالي..
*فقد قال حين سُئل عن رأيه فيها (اتنين كلِّم...واهد غنِّي)..
*بمعنى أن تلفزيوناتنا وإذاعاتنا ليس فيها سوى الكلام...والغناء..
*والآن بدلاً من (واهد غنِّي) صار يغني أكثر من خمسة في شاشة واحدة..
*ثم كثرة في مجال السياسة...والمردود؛ ولا شيء...ولا شيء..
*أكثر من ثمانين حزباً....والمردود لا جماهير...ولا برامج...ولا (وجود)..
*برلمانيون لا حصر لهم ولا عد...والمردود تصفيق للحكومة..
*وزراء بعدد الرمل والحصى والتراب...والمردود مص دم الشعب في لا شيء..
*فارهات...ومخصصات...وسفريات......والحال في حاله..
*والبارحة كانت هنالك مقارنة ظريفة - وحزينة - في وسائط التواصل الاجتماعي..
*صورة جماعية لوزراء فرنسا...وأخرى لوزراء ولاية الخرطوم..
*فقط ولاية الخرطوم.....دعك من الولايات الأخرى... ووزراء المركز..
*والمقارنة العددية فضيحة بكل المقاييس...وكذلك الأدائية..
*ولكن حكومتنا لا ترى هذه الفضيحة بما أنها تعايشها...وتجاورها... و(تحايثها)..
*هي مثل الزوجة التي لا ترى الزمن في زوجها...والعكس..
*فلكي نرى واقعنا علينا بنهج (التقييم بالنظر !!!).

assayha