بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى:(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )الأية(9)سورة الزمر. في عالمنا المعاصر،يصل إلى مسامعنا بين الفينة والأخرى،ويشنفُ أذاننا ،أن رئيس دولة كذا قد قام بتنفيذ وإنجاز برنامجه الإنتخابى والذى وعد به الناخبين بنجاحٍ منقطع النظير،أو أن أحد العلماء في بقعةٍ ما من بقاع العالم المتحضر ،قد إكتشف شيئاً جديداً في مجالٍ من مجالات الحياة المختلفة ،يفيد به البشرية جمعاء،أو أن أحد وزراء دول المؤسسات المتمدنة ويسودها حكم القانون،قد قام بتقديم إستقالته،وذلك بسبب مطالبته ،بإصدار بيان بخصوص ظهور وإنتشار مرض معين فى البلاد ،بيد أن سلطات دولته ،طالبته بالتعتيم على ظهور وإنتشار هذا المرض حتى ولو لم يكن مصنفاً لدى منظمة الصحة العالمية ضمن الأمراض الفتاكة،هذه ياسادتى صورة لنماذج حياة بعض الشعوب ،تعيشها بصدقٍ،وبكل جدية،فلا المسئول يكذب على المواطن لكى يكسب وده،ولا المواطن يداهن المسئول من أجل وظيفةٍ أو لعاعة دنيا،ولكن بالمقابل عندما نقيس ماذكرناه أعلاه بما يحدث في وطننا الحبيب،ستجد العجب،فلا يصل لاذنك إلا أخبار فساد هذا المسئول،سواء كان بأخذه للمال بغير حق،أو تعيين أقربائه في وظائف مرموقة،أو وصوله لهذه الوظيفة الكبيرة عن طريق القفز بالزانة،كما هو حادثٌ الأن في السودان وفى وظائف شتى،والوظائف التى كان يشغلها الفريق طه ليس منا ببعيد،وان كان طه لا يمثل الا النذر اليسير،من فوضى عدم المؤسسية،وضرب التدرج الوظيفى بعرض الحائط،والذى يعول عليه ويعتمد عليه في نقل الخبرات التراكمية من جيلٍ الى جيل،ولكننا في السودان مؤهلات الشخص تبدأ بالولاءللحزب الحاكم او الحركة الاسلامية وتنتهى بالقبلية النتنة والجهوية الفذرة،فلا مجال للعلماء حملة المؤهلات العلمية والأكاديمية وأصحاب العقول النيرة وأصحاب الأفكار والمبادرات العظيمة والتى يمكن ان تفيد كثيراً في تقدم الدولة وتطورها فى جميع المجالات ونهضة الشعب ورفاهيته،ولكن للأسف الشديد،الزمن اصبح زمن الرجرجة والدهماء والذين إذا حضروا لم يستشاروا وإذا غابوا لم ينتظروا،كما قال سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه. فالأن المشكلة الكبرى في السودان،ليست مشكلة أو قضية الفريق طه وحده،والإتهامات التى نسبت إليه ومن ثم تمت إقالته ،والسماح له بمغادرة السودان،من غير محاسبة أو توضيح كافٍ للشعب بالذى حدث ،إذاَ:فالمشكلة أو القضية الكبرى والعصية على الحل بواسطة الحزب الحاكم،هى ليست الفريق طه ومن يدور فى فلكه ،بل هى كيف تتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة؟وكيف يمكن للقانون أن يسود بين الناس ؟وكيف يمكن إشراك كل أبناء وبنات الوطن المؤهلين والمؤتمنين على تراب بلدهم ،من أجل إدارة هذه المؤسسات،بكفاءة وإقتدار حكمة ومنهجية تعتمد على الخطط العلمية المدروسة ،وذلك وفقاً لمؤهلاتهم العلمية المختلفة وخبراتهم التراكمية الثرة،بدلاً من الإختيار والتعيين والذى يحدث الأن بواسطة الحركة الإسلامية وحزبها المدلل المؤتمر الوطنى،والذى قضى على اخضر البلد ويابسه ،وأصبح المواطن السودانى يتلمس طرق الهروب من واقعٍ مرير،إلى واقع أخر،وهو الهجرة الى الدول العربية او الأوربية ،وبالرغم من الخطر والهلاك الذى يتخلل هذا الخيار الثانى إلا أن هولاء النفر الكرام يفضلون الخيار الأخير حتى ولو أدى لهلاكهم. نسأل الله الكريم في هذا الشهر العظم أن يولى من يصلح حال البلاد والعباد وماذلك على الله بعزيز د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى [email protected]