نفسي في دولة.. بقلم نور الدين عثمان

نفسي في دولة.. بقلم نور الدين عثمان


06-11-2017, 06:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497201542&rn=1


Post: #1
Title: نفسي في دولة.. بقلم نور الدين عثمان
Author: نور الدين عثمان
Date: 06-11-2017, 06:19 PM
Parent: #0

05:19 PM June, 11 2017

سودانيز اون لاين
نور الدين عثمان -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

منصة حرة



أحلم بدولة تمتلك "دستور دائم"، يحكم الجميع ويحترمه الكل، دستور لا يستطيع أحد تجاوزه أي كان منصبه أو ماله أو جنسه، دولة بها مؤسسات حقيقية، وليست مؤسسات يتحكم فيها بعض الأشخاص، دولة تحترم مواطنيها، وتعمل من أجل مصالحهم، وتمثلهم في المحافل الدولية تمثيل يرفع رأس كل سوداني، ونجد الكفاءات في كل مكان يرفعون من شأن الوطن، بعلمهم وثقافتهم وانفتاحهم على الآخر، ولن يتحقق هذا الا عندما نتوافق على نظام يمقراطي، الولاء فيه للوطن.

هل تعلم أن دولة مثل أميركا، وصلت إلى أن تصبح سيدة العالم، عن طريق المزيد من الممارسة الديمقراطية، والمزيد من المؤسسية وبناء الدولة، وليس تمجيد الأشخاص، وأن العملية الديمقراطية في أميركا بدأت منذ أكثر من 100 عام ولم تتوقف إلى يومنا هذا، والحزبان الديمقراطي والجمهوري ظلا يتنافسان في إدارة هذه الدولة طيلة هذه السنوات، وظل جيش الدفاع الأميركي يقوم بمهامه الدفاعية بكل إلتزام ولم يتدخل في شؤون الحكم والسياسة طيلة هذه السنوات، وظل القضاء يطور نفسه، وظل المواطن الأميركي يحترم دستور بلاده، حتى أصبحت بلادهم اعظم دولة في التاريخ، وكل هذا فقط بسبب احترام الدستور والقانون والممارسة الديمقراطية، ولا أحد فوق الدستور وإن كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

نعم.. الديمقراطية لا تأتي إلى بالمزيد من الديمقراطية، وليس بقطع الطريق أمامها عبر انقلاب عسكري، أو انقلاب مدني حزبي، أو حكم الفرد، هنا تتعطل المؤسسات، ويعلق الدستور، وتصبح السيطرة للأشخاص، ومن هنا تتعطل التنمية، والتطور الطبيعي للدولة، وتصبح الشعارات هي الحاكمة، وتمجيد الأشخاص الثقافة السائدة، وتعظيم الإنجازات الوهمية هي الغالبة على الساحة، وبانهيار الحكم الأحادي بكل اشكاله، تنهار الدولة كلها، لعدم وجود دولة في الأساس، وتعم الفوضى، ولا عودة إلى طريق التطور الطبيعي إلى عبر صناعة "دستور دائم" لا يتحكم فيه رئيس أو وزير أو زعيم طائفة، دستور يحكم الجميع بدون فرز، دستور يحمي الممارسة الديمقراطية، ويضع أول "مدماق" في بناء دولة المؤسسات والقانون.

ودمتم بود

الجريدة