لماذا يذهب السودان لمجلس الأمن في قضية حلايب ؟ بقلم: السر جميل

لماذا يذهب السودان لمجلس الأمن في قضية حلايب ؟ بقلم: السر جميل


04-11-2017, 03:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1491876431&rn=0


Post: #1
Title: لماذا يذهب السودان لمجلس الأمن في قضية حلايب ؟ بقلم: السر جميل
Author: السر جميل
Date: 04-11-2017, 03:07 AM

02:07 AM April, 11 2017

سودانيز اون لاين
السر جميل-
مكتبتى
رابط مختصر

رسالة للسيد وزير الخارجية
لماذا يذهب السودان لمجلس الأمن في قضية حلايب ؟

لا أعتقد الدبلوماسية السودانية بالسذاجة والغباء في كيفية إدارة مثلث حلايب المحتل، ولا أشك إن هناك لوبي داخل النظام يقوم بإتخاذ مواقف وقرارات تناهض الفكر والمنطق وتعمل ضد إرادة الشعب السوداني بإستعادة التراب المغتصب اليوم قبل غدا.

كما لا تعجز الحكومة من وضع حدا للسياسات المصرية المستفزة والمقززة تجاه كل ماهو سوداني، ولا أريد الدخول في سرد تاريخي مفصل للمواقف الرسمية للحكومة المصرية والإعلام المصري والشارع المصري ضد السودان.

لأن الشعب السوداني يدرك تماما من هى مصر وما هو إعلامها وشعبها ولديهم شواهد من الماضي والحاضر يندي لها الجبين على مر تاريخ علاقتنا الحافل بما كل هو خث مع مصر، ولكن أود أن أكرر ما كتبته في مقالات سابقة ذات صلة .

بالأمس القريب يا سادة الوزير أغلقت الحكومة الحدود مع دولة جنوب السودان الوليدة بسبب هجليج، بل أوقفت كل أنواع العلاقات بين البلدين وأعلن البشير لا حوار مع الجنوب إلا بعد تحرير المدينة المحتلة.

كما أعلنت الحكومة دعمها الكامل للقضية الفلسطينية، ومنعت دخول السودانيين إسرائيل بالقانون، وكان مكتوب في جوازات السفر السودانية عبارة : "صالح لكل أقطار العالم ما عدا إسرائيل" بسبب إحتلالها لأراضي عربية فلسطينية.

المفارفة تكمن مع مصر ؟! لا يختلف أثنان من الشعب السوداني على إنها محتلة أراضي سودانية بالقوة حتي اللحظة، ولكن يختلف 99% من الشعب السوداني مع الحكومة في كيفية إستعادة المثلث المحتل.

ربما تغمض الحكومة أعينها عن - من أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة - بسبب موازين القوى التى ترحج كفة الجانب المصري، لذا تتخذ الحكومة طريقا في البحر يبسا إلا وهو مجلس الأمن الدولي الذى لم يسترجع تراب مغتصب بقرار.

والواقع يحدثنا كل قرارات مجلس الأمن يدعمها تدخل عسكري يكون حاسم أحيانا او كما تريد دول صناع القرار، لذا يعتبر اللجوء لمجلس الأمن ليس مضيعة للوقت فحسب وإنما "تمصير أو مصرنة" المثلث إن جاز التعبير.

لهذا نوجه هذا النداء للخارجية الحادبة على مصلحة السودان ولا تعلو قيمة فوق إستعادة تراب وطن، في التعامل مع هذا الملف الواضح الذى لا لبث فيه وليس بحاجة لعصف ذهني او حوار فكري وأن توقف فورا العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال مصر.

وطرد السفير المصري بالخرطوم وسحب السفير السوداني بالقاهرة وإيقاف كل أنواع التعامل مع مصر بما فيها رحلات الطيران والتجارة الحدودية، ومنع دخول المصريين لأن السودان ليس دولة سياحية وذات حضارة كما يقولون، وإن كان دخولهم للعمل السودانيين أولي من غيرهم.

وإنصمام السودان لميثاق عنتبي للتقسيم العادل والمنصف لمياه النيل. والمطالبة بإستعادة مدينة حلفا وعلى مصر بناء هذا السد في أي نقطة من مجري النيل وإغراق ما تشاء من مدنها.

هذه الحزمة يا سادة وزير الخارجية ليست مساومة سياسية لاستعادة المثلث وإنما مواقف يجب أن تتخذها دولة ذات سيادة ولا تضع شعبها في موقع مهين للكرامة والعزة.

ولا نعتقد هجليج بأهم من حلايب حين قطعت الحكومة العلاقات مع الجنوب، كما لا يمكن مقارنة أهمية فلسطين بحلايب !!! والسؤال الذى يطرح نفسه بإلحاح ماذا يستفيد الشعب السوداني أصلا بعلاقات مع مصر حتي بعد إستعادة حلايب ؟

معروف مصر تعيش على المعونات والمساعدات الخارجية - هل يلمها النمل بالقاهرة ويطاها الفيل بالخرطوم - إن هذه الاجراءات تضمد جراج الشعب السوداني لحين والزمن وإن طال هذا الشعب الذى يعرفه الجميع سيستعيد التراب الغالي وإن فناء عن بكرة أبيهم ما أصلو جدودنا زمان وصونا على الوطن.