حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد

حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد


04-09-2017, 08:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1491767949&rn=0


Post: #1
Title: حلم الامهات الجدد وثورتهنّ ... قصة قصيرة بقلم حاتم محمد
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 04-09-2017, 08:59 PM

07:59 PM April, 09 2017

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر



لا يستطيع قلم ما , في الارض , وصف الحسرة التي تُمزق قلب سهوة الأواب , عندما تسمع عن طريق الصدفة : ( ثم قال , ثم مَن , قال ( أمك )) فتتساقط دموعها لا اردياً , لتحفر على جبينها خنادق لا حصر لها من الألم , مثلما جاءها الخبر في اول ليلة بالضبط , فقد فقدت ابنها ببساطه , وانهار حلم الولد الذي سينتصر لأمه , امام اهل بيته لاحقاً , لم يتبقى لها من الدنيا غير ثلاث فتيات , سُيعانينّ نفس مصيرها بلاشك , فنظراتها وهي تستجدي عبارات الثناء من زوجها ثقيل الظل معها , دون العالمين , لم تتغير منذ انقضاء ما اصطلح عليه جدلاً بشهر العسل , ذاك الشهر الذي يمارس فيه العروسان بقايا نفاق الخطوبة , لكن لان المسكينة سهوة الاواب كانت عديمة الخبرة في الحياة والحب معاً , فكانت صادقة في كل شيء منذ البداية , وهذا تحديداً سلم اطراف السيطرة على موقف منذ اول يوم في منزلهما الزوجي إلى مظفر عثمان , بصورة جيدة , فاستمرأ حكاية فقع مرارة زوجته في كل حين , على عكس ما اشتهر عنه , بين معارفهما المشتركين من الجنس الناعم , فهو ظريف , حسن الحديث والمظهر , لبق , وانيق في آنٍ واحد , حتى أن النسوة في المدينة , كنّ يحسدنّها علناً وسراً على ظرفه وطيبة معشرة , فكانت عندما تسمع تعليقاتهم الساخرة أو الحاسده تنتفض تلقائياً , محتجةً على تفاهه احلامهنّ بكلمات تخرج عفوية ومرتبة , تعبر عنها بصوت مبحوح , يحمل بصمات لوعتها ونواحها الدائم علي ايمن , ابنها الراحل , فقد رددت هذه الكلمات في مناسبات عدة ومتكررة , ما أن تخوض النسوة في مناقشة العلاقة الجدلية والمتناقضة بين الزوج وزوجته , تكشر عن انيابها وتستعد لدفاع عن فكرتها , فقناعتها الازلية أن المشاكل الموجودة في العالم كلها تنبع مباشرة من أنانية الرجال , وتثبت فشلهم المريع في السيطرة على ذلك الطفل الشهواني الذي يعربد في صدر كل واحد منهم , فكانت تلاحظ تخبطهم ولهسهم لتلبية رغباته العنيفة في حب السيطرة والتسلط على كل شيء , المال , والنساء , والقبيلة , والكون برمته , فكل رجل دكتاتوري بطريقة أو بأخرى , فتصنعهم العبيط في ادعاء العفة وعدم الاكتراث ما هو إلا اعتذار بغيط على الفشل في الحصول على القدر الكافي من التسلط , وما أن تحين فرصة , فيخرج ذاك الطفل المكبوت داخل عقولهم , ويتحول إلى عنف دكتاتوري عرمرم , يقرض الاخضر واليابس والانساني في هدوء ولذة مفرطة.
فكانت تتابع بأنتباه شديد جموع المتحسرات والمحتجات والغيورات , وتستمع بسخرية غامضة لتحليلات مدعيات المعرفة في كل شيء , ثم انها بنحنق لا تخطأه العين المجردة كانت تصتطك اذنها من نبرات الصوت العالية التي تصدر من المشهورات في مجال النفاق الاجتماعي , فتقول بلا سابق تفكير , جُملتها المسجلة رسمياً تحت اسمها , بحكايات التاريخ الشفهي بالمنطقة برمتها : ( هييي يا نسوان , في زمتكنّ في راجل ظريف مع أمراته ) , فكنّ يسكتنّ جميعاً , مثل اللاتي صببنّ على رؤسهنّ الزيت , إلا بعض شجاعات وسليطات اللسان , فكنّ بحماس يشاطرنها ذات المنطق الايدلوجي عن الرجال فتقول احداهن على عجل : ( الرجال اصلهنّ كده , الواحد يكون ظريف مع اخواتك وصحباتك وقريباتك , وانت تمسيحي له الوبر , ما يعاين اتجاهك ) , حقيقة لم يكن مظفر عثمان , الوكيل الأول لوزارة المالية الاتحادية , استثناءاً , بل كان واحد من هؤلاء الذكور , اللذين يتبجحون بالقوة والمنعة والجاه , بينما يجتهدون بوعي أو بدونه , في ارضاء ذلك الطفل المخبأ بين خلايا عقولهم , ويتذكرون امهاتهم بمناسبة أو بغيرها , فمنذ أن تزوجها بموجب قانون بسيط أعلن عنه فخراً أمام الملأ عموماً , وأمه على وجه خاص : ( اظفر بذات الدين تربت يداك ) , وهو , ما برأ يخفي بقية الاشياء ويكتمها , ربما لاسباب لم ينتبه لها أو يفكر فيها من الاصل , تعود لتربيته الصارمة أولاً , وبلا شك , لذلك الكم المؤكد والمؤثر , من التراكمات الاجتماعية الآخرى , التي اضحت تدرس بمدارس التعليم العام والخاص معاً ,كمقررات حكومية مفيدة , تعد الاجيال القادمة لمستقبل اكثر عنفاً ودكتاتورية , وفي نفس الوقت لم ينسى السادة ذوي العمائم الضخمة بالبرلمان , أن يرسموها على هيئة جمل اعتراضية واضحة , كتبت باصرار على صدر القانون النظام العام , ثم الجنائي واخيراً الدستوري , كمسلمات بديهية تمارس في الواقع , لا تناقش أو تحلل , لذلك لم تجد حظها من التحليل والنقد الاكاديمي , لا من الافراد أو المؤسسات , أو على اقل تقدير داخل اورقة الدراسات الانسانية في المعاهد والجامعات الوطنية أو غيرها , للاسف الشديد , وفي النهاية كانت بنت الأواب تدفع ثمن ذلك كل ليلة , فآثار ذلك التاريخ الطويل من الصراعات والدماء كانت واضحة وجلية على طريقة تفكير مظفر عثمان , فقتل – بلا شفقة - حرية التفكير واحترام الآخر إلى الابد , بل فرض عليه – اي التاريخ - ايدولوجية مباشرة حصرت فكرة الرجولة بكاملها في منظومة القيم الاجتماعية والمورثات الثقافيه الحديثة , حول كيفية ممارسة اكبر قدر ممكن من القهر والتسلط , وادعاء الفخر بمناسبة أو بدونها , وباشياء تافه اقل اهمية , لا تقدم أو تأخر كثيراً , فذلك الحب العنيف الذي كان يكنه لسهوة الأواب بين ارجاء قلبه , لم تر منه غير كلمات خرقاء لا معنى لها , فهو مثل بقية الرجال , باعتراف عدد من النسوة بالمناسبات العامة التي لمتها بهنّ , لا يعترف بتلك الحاجة البيولوجية والنفسية , حتى عندما انجبت له طفلها الذكر الاول , ثم اتبعته بثلاث فتيات جميلات مثلها تماماً , اصر ابيه على زواجه من اخرى , اقل نقصاناً في العقل والدين , فانجاب البنات الثلاث علي التوالي , نذير شئوم وعار دائم , حسبما فسر ابيه الموضوع من زاوية القيّم الحديثة , بعد أن حلف يميناً لا رجعت فيه , أن انقطاع النسل في الاصل يعود لقصور في امكانيات زوجته كأنثي جيدة , فهي لا تستطيع انجاب الذكور على اي حال , ألا أن مظفر عثمان رفض فكرة الزوجة الثانية , لسبب مجهول لم يفصح عنه , على الاطلاق , وفي نفس الوقت ظل على حاله الاولى , لم يتغير , فبعدما يتناول اول اللقيمات من ادام اجتهدت سهوة الاواب , في طبخه كواحدة من الامهات الجدد , المتعلمات , كان يتناوله في صمت , ولا يقول شيئاً , والحق يُقال أن سهوة الأواب تعتبر الطباخة الرئيسة والمعتمدة لعدج من الاسر والمعارف , بشهادة أفراد اسرتها , والرجال , والنساء , والاطفال , والشيوخ , العجزة , والعاطلين عن العمل بالحي ايضاً , وبما فيهم اسرة مظفر عثمان وابيه شخصياً , فلا تقوم وليمة ما , لفرح أو لكره , إلا تحت اشرافها المباشرة , حتى عندما ذهبت للحج كأميرة للوفد العاملات بالدواوين الحكومية , تأخرت طائرتها لاسباب منطقية تتعلق بسوء أدارة سودانير , واضطررت للمكوث بمكة المكرمة ليلتين أخريتين , مما أدى لفشل الدعوة , وتذمر الضيوف واهل البيت من الطعام الذي قدم في زواج الخباب , الاخ الأصغر لمظفر عثمان , حتى أن امه صبت جل غضبها عليه , وامام جمهور لا بأس به من العامة : ( لم حكومتك ما قادرة على حفظ بنات الناس , مرسلنهنّ بره مالكم ) .
في الواقع , لم يكن مظفر عثمان حالة استثنائية , بل مثل بقية الرجال يتلذذون بانتقاد كل الاعمال التي تقوم بها نساءهم اذا استثنينا المعاشرة , وهذه الاخيرة هي نقطة ضعف عدد كبير منهم , فكم من رجل شاط واستشاط وحلف بكل المعظمات في الارض والسماء رافضاً , وفي الصباح تجده يعلن موافقته مثل طفل مدلل فاقد للارادة والتحدي , والغريب في الموضوع تجده يدافع عن رأي الآخر بذات القوة والعنف , فكانت سهوة الأواب عندما تثور وتتزمر من عدم اطراءه عليها , كان يقول لها بخوف شديد , من امتناعها ليلاً : ( أكلك ما بحصل اكل امي ) ثم يبدأ في سرد احداث وممارسات انقرضت بفعل الزمن واستيراد ثقافات اخرى , يعتقد المسئولين جهلاً أنها ارفع واكثر تقدماً من ما هو محلي , ومن اصل انسان البلد , والفضل يعود في ذلك بالتحديد للتجار , اصحاب الحصانة السياسية , ولوزارة الآثار والسياحة , فهذه الأخيرة لا يجد موظفيها مساحة زمنية كافية للممارسة عملهم التاريخي العظيم , فالسيد الوزير مشترك في عدة صناديق نقدية شهرية , ويحاول تسويق عدد من الآثار للحكومات خليجية في السوق السوداء , لدفع نفقات تعليم اولاده بالمدرسة النموذجية الخاصة بمدينة الرياض , بجانب مشغولياته بتوفير البضائع المحرمة دولياً لمحله الذي يبيع بسعر التكلفة فقط , جلد النمر والاعمال الخشبية بالسوق الافرنجي , فالرجل وموظفيه الغائبين عن العمل دائماً , معزورين على كل حال , فهم لا يجدون الوقت الكافي لضياعه في تفاهات الامور مثل حصر وجمع قائمة التراث الشعبي والآثار المهجورة التي يحاول الغرباء الحفاظ عليها اكثر من اهل البلد , فكان مظفر عثمان , يقول لها , فخراً : ( انت طبختي بموقد الفحم , اشتغلت بالحطب , امى كانت تعقد في المطبخ اربع ساعات عشان تعمل قدر من ملاح الويكة , تعمل الكسرة , والدموع تغطي عينيها بسبب دخان الحطب , واما انتم الامهات الجدد , الواحدة فيكم , عندها خادمه , وغسالة , وما عاجبة , خمس دقائق بالفرن والغاز تعمل كل حاجة , اخجلنّ , وين امهات زمان , واكل امهات زمان , الله يرحم ) , فتشتعل غضباً , خصوصاً حينما تجتهد في احدى المرات , لتصنع وجبة لبنانية أو طاجن مغربي من الدجاج البرازيلي , شاهدته على الانترنت مباشرةً , أو تابعت صنعه عبر حلقات برنامج : منال العالم , لكن مظفر عثمان كالعادة , كان بعد كل وجبة جديدة وشيهه , يدخل في حالة طوباوية , يسرد فيها قائمة طويل للفوارق بينها وبين امه , مذكراً اياها ما كانت تفعل الامهات في عصر ما قبل انهيار الاخلاق , مثل الطبخ على الفحم , النار وهبابه , القدر والاحجار الثلاثة , الحطب والكبريت , صنع الكسرة والقراصة , على صاج من الصفيح , الشاي باللبن المُقنن , استيقاظ الامهات المبكر لاشعال النار , بينما ولده ايمن الذي استشهد في حرب الجنوب بعد ذلك وهو في الرابعة عشر من العمر , كان يلعب تحت قدامه , ويدافع عن امه , بطريقة ساذجة , ينتبه لها مظفر عثمان فجأة , فيقول مردداً في هدوء : ( ما تزعلي , لم يكبر ايمن , ويعرس , بالتأكيد ح يكون العالم اتطور اكثر , ف ح يقول لي امرأته , انت مثل امي , يعني كنت بطبخي بالبوتجاز بتاع الغاز , كنت بتسخني الاكل في المايكروف , كنت تكوي الملابس بمكوة الكهرباء اليدوية , انت استعملتي المكنسة الكهربائية , انت بتعرفي تعملي البيتزا , يا حليل امهات زمان ).
فكانت تجلس مستجيرة بحلم طويل , سيعوضها ايمن فيه لا محالة , فمظفر عثمان , مازال مصراً على تسفيه مهاراتها تلك , غير مقدر على الاطلاق تضحياتها الجبارة بسبب ذلك الطاجن المغربي , فقد جازفت مجازفة غير محمود العواقب بنضارة وجهها الذي تجتهد فيه لمدة اسبوعين , استعداداً لعيد ميلاد ابنتها الصغري براءه ذات العشرون ربيعاً , فبعد تجارب مريرة لخلطات نضارة الوجه , اخترعتها خبيرة الجمال الباريسية شاهنده الأمين , تلك الفتاة التي تعيش هنالك , ما بين باريس ومدينة دبي , منذ عقدين أو اكثر , احترفت صنعة الجمال ونضارة الوجه السمراوات , ويُقال أنها درست في معهد غير معروف الهوية , تابع لاحدى الجامعات الباريسية المتخصصة في الجمال , هكذا كُتب على لافته مضية وواسعة , تُزين مدخل مركزها الجمالي الواقع بضواحي مدينة دُبي بالامارات , مع أن السيدة زوجة احمد عباس الممرض بمستشفي سوبا التعليمي سابقاً , أقسمت برأس ابنها البكر , أن المنافسات لشاهنده , تآمرنّ عليه ودفعنّ رشاوي ضخمة , لموقع الويكبيديا حتى يسقطوا اسم المعهد الذي درست فيه شاهنده عمداً , من بين سجلات المعاهد العالمية , الا أن ابتهال مضوي , المناضلة الحرة , كان لها تفسير آخر , فقد اصرت على أن سلطات جهاز الامن تعمّدت أن تطمث اسمه من سجلات المعاهد العالمية المعترف بها دولياً , حتى أن ذلك العميد الأمنجي التافه , الحسن كامل , لعب دور خرافي في طمث هوية المعهد وسيرته الذاتية , لكن بالرغم من كل هذا القدر من المؤامرات والدسائس إلا أن البارعة شاهندة الامين , استطاعت الوصول إلى قلوب الامهات الجدد , عبر وسائل التواصل الاجتماعي , خلال مجموعات واتساب والفايبر , ومن خلال صفحتها الخاصة على الفيسبوك , ومشاركتها بالمجموعات النسائية التي تشرف عليها فتيات مبدعات وذوات ضمير , يتحرينّ الصدق والأمانة في اختبار ترشيحات العضوية داخل مجموعة تاجوج , حتى لا يتسلسل الذكور إلى الصفحة بذات الموقع , ويتطلعن على اسرار البنات المعقدة , وهذا الموقع تحديداً تحرص سهوة الأواب على متابعة صفحته بالفيسبوك من موبايلها السامسونج 6 اس الجديد , أثناء ممارستها الطبخ والاهتمامات المنزلية الاخرى , فهو موقع ممتاز حسب تقديرها الشخصي , خصوصاً وان العضوات فيه متعلمات ومثقفات وذوات توجهات بعضها ايدولوجي واخرى سياسي وبعضها انساني , فكانت تجد فيه ضالتها دائماً , فكانت عندما تملّ من متابعة المسلسلات التركية والمصرية على اليتويوب , تكون مجموعة تاجوج البديل الناجع لها , فالخلطة الأخيرة التي ابتدعتها الخبيرة شاهندة اتت أُكلها خلال ايام فقط , فعادت وجوه الامهات البائسات نضرة وبرّاقة تتقطر الانوثة حولهنّ , فالمحسنات الطبيعية التي استخدمتها شاهندة الامين , اشترتها من موقع اميريكي خاص لذات الغرض , ثم لأنها من اكثر علماء البسيطة , إلماماً بطبيعة وخصوصية البشرة السمراء منزوعة اللون , بكريمات التبيض الحارقة , نجحت في استخدام عدد من الفواكه المستوردة بالسوق المركزي الخرطوم , حددتها على التوالي , المانجو البنغلاديشي والليمون الصيني والجوافة اللبنانية وقشر البرتقال المصري , التي يجب أن تكون قد وصلت السوق المركزي على ابعد تقدير قبل يومين , وذلك لهبوط نسب مكوناتها الغذائية وخلوها من الراوئح الطيارة الزكية التي كانت تمييز منتاجتنا المحلية , قبل الانهيار المريع لبورصة الانتاج المحلي من الفواكه , لاسباب حكومية محضة لا داعي للخوض فيها , ثم أنها – اي شاهنده الامين – اختارت بعض الخضروات الطبيعية الطازجة , وهي بالترتيب , الفجل والبنجر والجذر , لكنها حذرت بشدة كل الاخوات من المنتجات المحلية مجهولة المصدر , وقالت على هامش تعليقها ووصفها للخضروات المستخدمة في الخلطة , أن هذه الخضروات لابد أن تكون ذات مواصفات خاصة ومحددة , فلابد من أن تكون الحبوب وتقاوي , فرنسية المنشأ , والمحسنات الغذائية لنباتات , بريطانية المصدر , ومبيدات الآفات والحشرات , استرالية المصنع , ثم انها شددت على أن سر نجاح الخلطة أن تكون مزروعة محلياً , وهذه النقطة تحديداً اثارت اعجاب ابتهال مضوي وسهوة الأواب وعدد آخر من الناشطات في مجال حقوق الانسان من المتابعات , بوطنية المبدعة شاهنده الامين , فبرغم من براعتها في جماليات النساء , لم تنسى ان تشجع على الانتاج المحلي أكثر من الحكومة والمعارضة معاً , ومن حسن الحظ , أن الجميع هذه الخضروات وغيرها ايضاً , اصبحت تحمل ذات المواصفات تقريباً , بل هي متوفره في سوق المركزي ايضاً والاسواق الشعبية الاخرى المبعثرة باطراف الاحياء الشعبية وسوق ستة بمايو تحديداً . فالخلطة رهيبة وفعّاله للوجه , خصوصاً وأن المذكوره اعلاه , نصحت جموع المتابعات لبثها المباشر على مجموعة تاجوج , ببعض المساحيق الكيمائية المستخلصة من صفار البيض وزيت الجرير ومسحوق القرنفل والصلصال التي تنتجها شركة مكسيكية متخصصة في منتجات التجميل , ثم انها قامت مشكورة , بتحديد المراكز التي تبيع هذه المستحضرات المكسيكية الخاصة , بالخرطوم وامدرمان والخرطوم بحري , ولم تنسى واجبها الوطني اتجاه النسوة بالاقاليم , فكتبت ارقام تلفونات سائقي البصات الولائية اللذين يمكنهم مساعدت القاطنات بالنواحي البعيدة من العاصمة , للحصول على تلك المنتجات , لكنها قدمت اعتذار حقيقي وفضفاض بالألم والحسرة , لأخوات في دارفور وجنوب النيل الازرق , فايصال هذه المساعدات النسائية يصعب في الوقت الراهن , فالحكومة والمعارضة معاً لا يهتمون بمثل هذه القضايا الانسانية , فهما مشغولان في الوقت الحالي في اجتماعات تقسيم كعكة الحكم التي قال عنها الرئيس شخصياً انها صغيرة وغير قابلة لتقسيم , وعلى الاخوات في تلك المناطق محاولة ابتكار بعض البدائل الناجعة أو الضغط على طرفي النزاع على كراسي الحكم وتذكيرهم بأن الاساس في الموضوع رفاهية الشعب , وليس الحصول على كرسي الحكم , وخلاصة الامر دعت إلى ثورة نسائية جامحة تقوم على اضراب عام لاجل غير مسمى عن معاشرة الرجال إلى أن يتم السلام في البلد . لكن ابتهال مضوي حذرت في التعليقات على الفيديو شاهنده الامين المباشرة , محذرة نسوة المدينة من تخاذل الوزيرات والولائيات والتابعات للنظام الحكومي , اما سهوة الأواب الناشطة بين دوائر الحزب الحاكم , اعلنت عن تضامنها الرسمي وانحيازها الكامل لنساء الوطن , فحسرتها على ابنها ايمن , الذي ضاع في النصف المبتور من الوطن , مازالت دوامته هائجة , تعكر عليها صفو الكرسي الوزارة , فكلما رأت ابناء عبد الوهاب الولي يريحون امامها ويغدون , تهيج ذكرى ابنها الراحل , تتوجع لفقدانه , بعد أن ضاع الحلم الكبير , ولم تعد هناك دولة قوية , يدين لها القاصي والداني , أو حتى شرِيعة بائنة , تحاسب الفاسد والسارق , أو حتى سيادة موضوعية تساعدك على رفع رأسك بفخر لتقول : ( أنا سوداني ) , بعد أن ألقت تأشيرتها – هي – شخصياً , كممثلة عن نساء السودان في اجتماعات الامم المتحدة , بعد يومين من فوز دونالد ترم , حينها فقط تذكرت أن سعيها كان وراء السراب , حتى حلمها الخالد بالامومة راح مع ابنها , فتذكرت امهات غيرها , بمكان ما , من الوطن , يعشن نفس الحنين .
بعد عدة ايام , كانت بمقدمة ثورة الامهات الجدد التي خرجت فجأة , من فيديو ييشرح خلطة سحرية تعالج بشرة المرأة السمراء , فاعلن عن اضراب النسوة المفتوح , فخرجت معهن تحمل احدى اركان راية بيضاء كبيرة , انتتشرت بها ثقوب متعمدة تمرر الهواء , فتظل الراية منتصبه , عالية , واضحة امام وسائل الاعلام والحكومة والمعارضة , كتب عليها بخط حُر كبير ( السلام = المعاشرة الحسنة ) , حمل توقيع خريجات قسم الخط العربي بكلية الفنون , فهنّ اخترنّ اللون الاحمر الغاني الذي يُذكر العالم بدماء الابناء اللذين راحوا كضحايا لصراعات لعبة الكراسي الحكومية , عندما سألت المزيعة البي بي السي , سهوة الاواب عن سبب مشاركتها في ذلك الاضراب النسوي , وهي عضو فعّال في الحكومة , قالت بصوتها المبحوح : ( أسفى على هذه البلد أن ليس فيها رجل مثل قائد الجيش الغامبي عثمان بادجي ) ثم صمتت , بينما كانت جموع النسوة يهتفن بصوت عالي وحاد : ( اضراب مفتوح ... اضراب مفتوح , مافي سلام ... مافي نسوان ) .




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 09 ابريل 2017

اخبار و بيانات

  • اعلان لندوة لأستاذ بدرالدين السيمت في ادمنتون كندا
  • المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً تطورات التمييز الديني ضد معتنقي الديانة المسيحية في السودان
  • الجبهة السودانية للتغيير تنعي الأستاذ المحامي طه إبراهيم جربوع
  • كاركاتير اليوم الموافق 09 ابريل 2017 للفنان عمر دفع الله عن زيارة شيخ الامين للمحكمة الجنائية بلاها
  • رئيس الجمهورية يحيى المملكة العربية السعودية لقيامها بواجبها تجاه الامتين العربية والاسلامية
  • الحلو ينتقد عقار ويتهمه بالتناقض وتجاوز التقاليد تلفون كوكو يهاجم الحلو ويصفه بالخائن والفاشل
  • عفاف تاور: (الحلو) ديكتاتور ومطالبه لاتمثل كردفان
  • المشاورات مع الشعبي تراوح مكانها أحمد بلال للثروة الحيوانية وبشارة أرو للإعلام والسيسي يتحفظ
  • المعادن تطالب قطاعات التعدين المستخدمة للسيانيد الالتزام بالضوابط
  • المالية تتوقع مزيداً من تدفقات الودائع الخليجية تصاعد في المعاملات المصرفية بين الخرطوم وواشنطن
  • رئيس الجمهورية يشيد بالقوات الجوية السودانية والسعودية
  • أكد توطين العلاج في الداخل بحلول 2020 حميدة: 70% من المرضى السودانيين يطلبون العلاج بالخارج
  • مبارك الفاضل: معالم الوفاق والتراضي الوطني أصبح قريبآ
  • التقى منصور خالد وفرح عقار والجزولي دفع الله أمبيكي يجري لقاءات مغلقة مع منظمات مجتمع مدني وقوى سيا
  • سلفاكير ميارديت: محاربة الجوع في جنوب السودان تتطلب تدخلاً فورياً
  • منبر السلام العادل ينتظم في حراك تنظيمي بمحليات الخرطوم
  • (6) آلاف مريض بالقلب يترددون على حوادث الخرطوم
  • سيدة أعمال تحرر شيكاً مرتداً بـ(14) مليار لوزارة الزراعة
  • اجتماعات غندور وشكري اليوم القاهرة تدعو الى ميثاق شرف إعلامي مع الخرطوم

    اراء و مقالات

  • انتهاء تاريخ صلاحية المواد الغذائية .. مفهوم خاطئ بقلم د. ابومحمد ابوآمنة-اخصائي طب الاطفال
  • إشكالية البيروقراطية في المرافق العامة بقلم د.آمل الكردفاني
  • المناضلون مكانهم ساحات النضال والمعارك والقتال وليس فنادق باريس يا عبد الواحدبقلم عبير المجمر (س
  • اقتصاد عم مرسي!! بقلم الطاهر ساتي
  • الإرهاب الإسرائيلي واغتيال القادة الثلاثة في بيروت بقلم د. غازي حسين
  • تغيير مفوضية الانتخابات: مشروع إصلاحي أم سياسي؟ بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • 1967 – 2017 الشفاء من الداء المصري بقلم إسحق فضل الله
  • رسائل التوماهوك! بقلم عبد الله الشيخ
  • ظلم الحسن والحسين والزبير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • دخرينة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • تواضع أيها المغرور أمام العلماء بقلم الطيب مصطفى
  • المؤتمر الشعبي و تغيير في الإستراتيجية السياسية! بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • لا مفاوضات ولا حوار مع نظام الخرطوم قبل عقد المؤتمر الإستثنائي وترتيب البيت الداخلي!! بقلم عبدالغني
  • فى القضية رقم 99 جبال النوبة....الحكم بعد المداولة..1.. بقلم نور تاور
  • التجارة مهارة و ليست شطاره ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • فتوى ضد النوبة
  • وها هي الأبيض تفقد أحد رجالاتها النادرين العم بدوي اسماعيل (ود القبة )
  • نجاة تواضروس الثاني من إنفجار الاسكندرية
  • انفجار كنيسة أخرى في الاسكندرية. كلاكيت رابع مرة
  • الموز روى ! قايم سوا ! لسع دقاق ما استوى ! قطعوا لو خط الإستواء! / انا بالنار جسمي انشوى .
  • إعلان تأسيسي : مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم
  • ليبيا .. حرب بنكهة ” سودانية ” !!
  • ردود افعال المصريين المسيئة بعد فرض السودان رسوم تاشيرة لدخول المصريين (توجد صور)
  • المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي تقرير صحفي+صور
  • تفجير كنيسة في طنطا. كلاكيت تالت مرة
  • يقيم رجل الأعمال محمد التازي ،العزاء في وفاة شقيقته الحاجة نفيسة التازي ، بالنادي السوداني ،ابوظبي،
  • أوقفوا هذه الفتنة أيها الإخوة! المصدر : http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
  • "على حَبلِ المسافةِ"
  • خاص سودانيز اون لاين ...لقاء خاص مع رمضان حسن نمر في افادات تاريخيه
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • المؤرخ ضرار صالح ضرار في ذمة الله
  • الأجلاف قساة القلوب ومرتكبي أبشع الجرائم الإرهابية .. لا يستمعون إلى الموسيقى والغناء
  • (الخبير) هاني رسلان : السودان لا يستقبل سوى الإخوان المسلمين والعمالة
  • علي الحاج .. أكثر سياسي مظلوم في السودان رغم إخلاصه ونزاهته ..
  • سوء الأحوال الجوية بالخرطوم وراء تأجيل زيارة سامح شكري إلى السودان
  • يا ناس الدويم : جبنتكم ( المضفرة ) دي غايتو بتشفع ليكم يوم القيامة ...