| 
 | Post: #1 Title: الطاحونة !! بقلم صلاح الدين عووضة
 Author: صلاح الدين عووضة
 Date: 04-03-2017, 02:00 PM
 
 
 01:00 PM April, 03 2017 سودانيز اون لاينصلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 *تحدث الناس عن (الانقلاب) المفاجئ..
 *وسرى الخبر بينهم سريان صوت الطاحونة عبر فضاءات البلدة..
 *ليست الطاحونة التي هي عنوان كلمتنا هذه..
 *وإنما الطاحونة الأخرى التي ما زال يديرها (كاجو) رغم بلوغه من الكبر عتيا..
 *أما التي نعنيها هنا فهي طاحونة (النصارى) المهجورة..
 *الطاحونة التي ارتبطت في أذهان الناس بأحداث عدة منذ توقفها عقب الفيضان..
 *منها حادثة (زينة) بنات البلدة (الزينة) مع المنبوذ..
 *وهي الحادثة التي وردت- بتفاصيلها الحزينة - في كُتيب لنا باسم (شذرات)..
 *ومنها حادثة سائق البص الخلوق (جنابو)..
 *فقد توقف عندها ليلاً - قبيل توجهه إلى أم درمان فجراً- وغاب داخل أطلالها..
 *توقف لسبب لا يزال مجهولاً لدى سكان البلدة..
 *ولكن وفقاً لروايات البعض فإنه شاهد (التي) تُشاهد هناك أحياناً في الليالي المقمرة..
 *ثم لم يجرؤ أحد على (الانجذاب) إليها سوى ثلاثة..
 *أحدهم (جُذب)، والثاني (جذبه المرض)، والثالث (انجذب) للمجهول واختفى..
 *أما جنابو فقد (تجاذبته) أيدي كل الذي كان يتجنبه سابقاً..
 *أيدي الموبقات التي كان يهرب منها بسرعة هروب بصه من (أيادي رمال الباجة)..
 *فكان أن هرب منه صاحب البص، وزوجته، و(سمعته)..
 *ثم هربت منه روحه في ذات ليلة مقمرة بجوار الطاحونة وهو شبه عارٍ..
 *ومنها حادثة (الانقلاب) موضوع كلمتنا اليوم..
 *فالعمدة كان يحيط نفسه بعصبة موالية تقابلها مجموعة معارضة بزعامة داؤود..
 *وداؤود هذا كان يطمع في العمودية منذ وفاة العمدة الكبير..
 *فما كان يجد لذلك سبيلاً بفعل عامل الوراثة، وعنصر المعايشة، وقوة السلطة..
 *وعنصر المعايشة نعني به الميل للتعايش مع الأمر الواقع..
 *فأهل البلدة ما كانوا يحبون التحولات الفجائية إلا عند (الشديد القوي)..
 *وظل داؤود يسعى لتحقيق هدفه- دون جدوى- سنين عددا..
 *فرغم قوة بأسه وناسه ودهائه إلا أن (عيون) العمدة كانت له دوماً بالمرصاد..
 *المكان الوحيد الذي لم ينتبه له (عسس) العمدة هو الطاحونة..
 *وفي (جوف) ليلة- غير مقمرة- احتوى داؤود وجماعته (جوف) طاحونة النصارى..
 *وحين أشرقت شمسها كان داؤود يجالس العمدة..
 *كان يصافحه، ويصالحه، ويضاحكه، ويعاهده على فتح صفحة جديدة معه..
 *و(شرب) العمدة المقلب مع (شربه) قهوته..
 *وفوجئ أهل البلدة بجماعة داؤود (من كل حدب ينسلون) ليلتفوا حول عمدتهم..
 *ثم منه ينتشرون إلى مكامن عزه وقوته وسطوته..
 *وآخر من بقي إلى جانب العمدة- من مواليه- كان ساعده الأيمن (شيخ البلدة)..
 *وبإحلال أحد رجال داؤود محله اكتمل الانقلاب (السلمي)..
 *و(طحنت) الطاحونة (حدثاً جديداً !!!).
 assayha
 | 
 |