الأعرج: ثقافة اشتباك واستشهاد متقن بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني جامعة الأزهر

الأعرج: ثقافة اشتباك واستشهاد متقن بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني جامعة الأزهر


03-18-2017, 09:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1489867857&rn=1


Post: #1
Title: الأعرج: ثقافة اشتباك واستشهاد متقن بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان كاتب وأكاديمي فلسطيني جامعة الأزهر
Author: أيوب عثمان
Date: 03-18-2017, 09:10 PM
Parent: #0

08:10 PM March, 18 2017

سودانيز اون لاين
أيوب عثمان-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر



"المقاوم قاطع طريق لمشروع سياسي" (باسل الأعرج)
"كن نيصاً وقاتل كالبرغوث" (باسل الأعرج)
"بدك تصير مثقف، بدك تصير مثقف مشتبك، ما بدك مشتبك، لا منك ولا من ثقافتك"
(باسل الأعرج)

وهو يتحدث أو يطلق الرصاص أو يكتب، اعتاد الفدائي المثقف، باسل الأعرج، أن يعيدنا إلى ماض جميل كان فيه للكلمات معانيها المباشرة وغاياتها العزيزة، وأن يسترجع للمقاومة وأساليبها وأدواتها قيمتها وألقها ومكانتها، ما يجعلنا نسترجع معه – وبوحي من صادق فعله – صورة الفدائي الذي كان يبتدع في الليل وفي النهار من الأدوات والأساليب ما يتناسب مع موازين القوى التي يتربع النفاق والدجل السياسي العالمي والظلم الإنساني فوق صدرها، إذ كان يرى، في معظم الأحيان، رجحان التحيز والنفاق العالمي والعربي ضد قضيته، فيقاتل بقوة وبأس وثبات مفعم بذكاء إبداعي يصيب العدو بالذهول ويوقع فيه أكبر خسارة ممكنة حين يعتمد أسلوباً مفاده: "اضرب عدوك وأوجعه، ثم اتركه يتلمس حواليه لتعود بعد بعض وقت إليه".
بحضور قوي لافت ومؤثر ومذهل، جسد باسل صورة الفدائي الجميل والسياسي غير المحزب و"المثقف المشتبك" الملتزم بقضية وطنه، والملتحم بهموم شعبه، والمعبر عن آلامه وآماله. لقد برز باسل على نحو متميز – بل ومائز – بين رموز الحراك الشبابي الثائر، وبين فرسان الانتفاضة الشبابية الحالية، فعرف كل قرى فلسطين وأمكنتها وكل دروبها وجبالها ووديانها وحبات رملها وأشجارها... عرف أدق تفاصيلها، فقد كان يجوب كل أنحائها في رحلات ميدانية متنوعة يصطحب فيها الشباب الذي اعتاد خلالها أن يحدثهم شارحاَ ومحاوراً، وناقداً، ومتلقياً حول أحداث ومعارك النضال الفلسطيني وكل ما ارتبط به من روايات المقاومة وحكايا الكفاح - الفردية منها والجمعية- منذ عام 1936 حيث الثورة الكبرى وحتى لحظه استشهاده فجر الاثنين، السادس من مارس، في مدينة رام الله التي تحتضن مقاطعة التنسيق الأمني العباسية وأزلامها.
ولأن باسلاً هو فدائي من نوع خاص، وباسل مثقف آمن بمنهج الاشتباك ونظَّر له، فقد اختار أن يرسم دربه على ذات النحو الذي نظَّر له وروَّج لإنجاحه وتعميمه. لم يوافق باسل على أن يوصف المقاتل كائناً من كان بـ"الأسطورة"، مبرراً ذلك بأن مقاومة الغاصب المحتل إنما هي فعل متاح لكل من أراد، غير أن العبرة إنما هي فقط في قوة الإرادة عند المقاوم ومضاء العزيمة فيه، وعلى ذلك فَحَرِيٌ بنا أن نتصور باسلاً – دون استغراب أو اندهاش – وهو يرفض وصفه بأنه "أسطورة"، تماماً كما كان يرفض أن يوصف بـ"الأسطورة" البطل يحيى عياش، الفدائي الشهيد الأكثر روعة والأكثر تألقاً وسحراً وتميزاً.
لم يكن باسل إلا فلسطينياً عادياً، لكنه كان ذا بطولة نادرة وثقافة مائزة. فعلى الرغم من رغبة الكثيرين الكثيرين أن يكونوه حتى العشق والأنانية، إلا أنه كان يرى قبل أن يرَوا هم وأكثر منهم وأعمق وأبعد، ما جعله على الدوام إلى صناعة الفعل أسبق، وفي إبداع المبادرة من العدم أعمق.
كان باسل، "المثقف المشتبك"، طليعياً نادراً في طليعيته، فكان يقول ويدعو وينظًّر في ذات الوقت الذي كان يفعل ما كان يقوله ويدعو له وينظّر، دون أن يتعالي على من سواه من القاعدين الساكتين الساكنين، أو من غير القادرين على أن يجاروه أو يحاكوه، أو أن يبلغوا في المقاومة والاشتباك مبلغه.
"باسل مضى إلى النهاية"، كما قال رفيق له "إلى حدود الإثبات بالدم لصحة سرديته النقدية لظاهرة نشطاء النخبة...باسل رأى مصيره منذ البداية، وأشرف على تجهيز فصله الختامي بنفسه". إن هذه لبطولة نادرة، حقاً.
لقد تميز باسل- بصفته "المثقف المشتبك"- عن المثقفين، ذلك أن ما لديه من ثقافة إنما هي تلك الثقافة التي تعين وعيه المقاوم فتزيد من رسوخه وثباته وتصعيده. لم يكن باسل ذلك الشاب الذي يقرأ فحسب، ولكنه كان قرَّاءً، بل كان ذلك القراء النهم الذي ينهال - بالقراءة العميقة والنقدية والواعية – على كل ما كان يرى فيه نفعاً ومراكمة وتوظيفاً واستثماراً لوعيه المقاوم.
"بدك تصير مثقف، بدك تصير مثقف مشتبك، ما بدك مشتبك، لا منك ولا من ثقافتك". هذه العبارة هي - في نظري - من أجمل وأفضل وأعدل ما كان يقوله الشهيد الفدائي المثقف المشتبك، باسل الأعرج- ابن قرية الولجة والمولود فيها منذ ثلاثة وثلاثين عاماً- الذي مارس ما آمن به فزاوج بكل التزام وعزيمة وقناعة ومضاء بين قوله وفعله، دون أن يؤجل فعلاً ربما حان الآن موعده حتى ولو ليوم أو بعض يوم، انتظاراً لتحسن قد لا يأتي- في ظروف موضوعية هي في الأصل صعبة وقاسية ومعقدة- سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو العربي أو الفلسطيني– الفلسطيني.
لقد ظلت الرصاصات القاتلة تبحث عن باسل في دياجير الليل وفي وضح النهار إلى أن اخترقت جسده وقتلته، فارتقى إلى الأعالي شهيداً من نوع خاص، تميز بصفاته النادرة وثقافته المشتبكة، ومكانته الشامخة في زمن رداءة فلسطينية غير مسبوقة، حيث الانقسام الفلسطيني– الفلسطيني والانقسام الفتحاوي- الفتحاوي، والفساد السلطوي، والانحراف الرئاسي الذي يسوق تارة لشعبنا وهماً، ثم يروج له، وأخرى يلقي في وجهه أزمة، وثالثة يشمل بحضوره السلطوي المتورم وبعنايته الرئاسية الزائفة ورعايته الأبوية الخداعة والمخادعة حفلاً غنائياً، بينما يأمر أزلامه وأمن مقاطعته بالانسحاب بغية إفساح الدروب أمام قوة خاصة من جيش الاحتلال الصهيوني لتسهيل مهمة اقتحامها وتأمين دخولها لتمكينها من قتل باسل، ثم تصديره تعليمات لأمن مقاطعته، آمراً بقمع مسيرات التحية والإعلاء والشموخ لاستشهاد باسل، والتي تم الاعتداء فيها على أبيه بدلاً من تكريمه وشد أزره وحمل هم الفقد معه.
لقد واصل أمن الاحتلال الصهيوني وأمن المقاطعة العباسية التعاون والمشاركة في البحث والتفتيش والتنقيب عن باسل بمقتضى قدسية التنسيق الأمني الصهيوعباسي، حيث كان من المفارقات العجيبة واللافتة أن والد الشهيد باسل، الذي كان الضابط الصهيوني قد أكد له أن ابنه (باسل) سيقتل لا محاله، هو ذاته والد الشهيد باسل الذي أهانه رجال عباس واعتدوا عليه بالضرب بينما كان ضمن وقفة شعبية أمام المحكمة تنديداً بها واستنكاراً لها واحتجاجاً على عقدها لمحاكمة باسل الذي كان قد انقضى على انضمامه إلى سجل الشهداء ستة أيام!
لقد مضى باسل – الذي قضى في اشتباك عنيد بينما رشاشه في يده – إلى استشهاد لم يختره هو، ولكنه أجاده وأتقنه ليعلمنا كيف نتقن الاختفاء عن أعين العدو لحساب الهدف الوطني. لقد قضى باسل إلى شهادة اختارته ولم يخترها فأجادها وأتقنها كما لم يجدها ويتقنها أحد آخر على هذا النحو من قبل، ما ينبغي له أن يدفعنا- وإن على الرغم منا- إلى أن نخجل من أنفسنا حين نرى كم هو البون شاسع بينه وبيننا، فبينما نحن نكتفي بامتداح بطولة باسل، وقوة شكيمته، وسعة دربته، وعمق وتنوع واشتباك ثقافته، ها نحن نراه ونقرأه ونستمع إليه شهيداً يرثي حالنا وهواننا المعمد بصمتنا وسكوتنا وسكوننا، بعد أن علّمنا- ولم نتعلم بعد- كيف يكون إبداع الاختفاء، وكيف يكون إتقان الاستشهاد الذي من شأنه أن يحيي شرايين الموت فيسترجع نبض الحياة فيمن كانوا حوله من جديد.
أما آخر الكلام، فإنني لا أجد أوقع أثراً من سؤال ينتصب في وجوهنا، استنكاراً لصمتنا وسكوتنا وسكوننا، واستحثاثاً لنا بغية استنهاض الهمة فينا: "أينهزم شعب فلسطين وفيه من يؤمن بثقافة الاشتباك، ويقطع الطريق لنصرة مشروع سياسي، ويبدع في اختفائه كالنيص لكي يجيد في قتاله كالبرغوث، ويتقن استشهاده مثل باسل؟!"






أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 مارس 2017

اخبار و بيانات

  • أبرز عناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم السبت التاريخ : 18-03-2017 - 09:40:00 صباحاً
  • مجلس التحرير رفض استقالته من نائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو :الخلافات مع عقار وعرمان تجا
  • بريطانيا تدعو الشعبية لقبول المقترح الأمريكي للمساعدات
  • كبار خلفاء الختمية والوزير أحمد سعد يصلون القاهرة للقاء الميرغني
  • الحزب الشيوعي السودانى : الوطني واهم نفسه بحزب الأغلبية
  • 48 من الطلاب السودانيين في ليبيا يعودون للجلوس لامتحانات الشهادة
  • الحلو: خلافاتنا تجاوزت المسائل الثانوية إلى المبادئ
  • في احتفال نداء السودان خطاب السلام يعلو فوق صوت البندقية
  • ولاية شمال كردفان تنظم غداً لمسة وفاء للشيخ الراحل دكتور الترابي
  • مساعد الرئيس: لا خوف على السودان في وجود الصوفية
  • هرج ومرج في اجتماع للاتحادي بالخرطوم واشتباك بالأيدي بـ «بورتسودان»
  • رئيس المجلس الوطني يعقد غدا بمقر المجلس مؤتمرا صحفيا يتناول نتائج زيارته الي أمريكا
  • حكومة جوبا تستنجد بالخرطوم لمجابهة المجاعة
  • تعطل المصعد الكهربائي قسم الجراحة مستشفى بحري
  • دعم عسكري مصري متقدم لجنوب السودان
  • توجيه تهمة الاغتصاب إلى معلم والاتهام يطالب بالقبض عليه
  • روسيا تسمح رسمياً باستيراد الخضروات والفواكه السودانية
  • مبعوث أوربي يستفسر البرلمان عن هدم كنائس بالخرطوم
  • الهيئة اعتبرتها زلزالاً متوسطاً تفاصيل جديدة عن الهزة الأرضية بشمال كردفان
  • الحلو يكشف تفاصيل خلافاته مع عرمان
  • الحكومة: الاتحاد الأوربي وأمريكا وافقا على انضام السودان للتجارة العالمية
  • بيان من تضامن دارفور بالمملكة المتحدة وايرلندا الشمالية
  • عبد الواحد محمد نور الوسيط ينظر لنا كمجانيين ويتم طردنا من الفنادق واي منبر تشاوري
  • ٤٨ طالبا وطالبة من مدرستي السودان بطرابلس وبنغازي يصلون غدا لاداء امتحانات الشهادة السودانية من ال

    اراء و مقالات

  • المبعوث الامريكي تسع قاتلات بقلم سميح خلف
  • الكهنوت يشترون الدنيا بالدين! بقلم عثمان محمد حسن
  • العنصرية والإبادة الجماعية في الفكر والممارسة الصهيونية بقلم د. غازي حسين
  • كسب المنجمون ولو خدعوا...!! بقلم توفيق الحاج
  • التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط والتوازنات الدولية بقلم د. أحمد عبد الأمير الأنباري
  • رد على الأستاذ سعيد محمد عدنان حول حرمة زواج المسلمة من النصراني بقلم محمد وقيع الله
  • الممالك الاسلامية في السودان قبل مملكة سنار بقلم أحمد الياس حسين
  • الضوء المظلم؛ الديمقراطية طعمة لاصطياد العبيد بذريعة الحرية والمساواة والعدالة!! بقلم إبراهيم إسماع
  • بعيداً عن وقاحة السياسة .. (بنات أمدرمان والأطرش). بقلم جمال السراج
  • ألسنة الإفك ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الخلايا النائمة ومخاطر ما بعد التحرير بقلم علي مراد العبادي/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتي
  • عنصريـة اليهودية و الصهيونيـة والكيان الصهيوني بقلم د. غازي حسين
  • الفرص الضائعة! بقلم عثمان ميرغني
  • هل غادَروا..؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • الحب بتوقيت أم درمان ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • أزمة (عقل) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • كيف نصحح الدعاء؟ بقلم الطيب مصطفى
  • لصوص البيئة وبيئة اللصوص!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لا حياة لمن ننادي...؟؟؟ بقلم الطيب محمد جاده
  • فلسطين بين الصندوقين القوميين الفلسطيني واليهودي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • العلمانية هي الحل في السودان بقلم فيصل محمد صالح_القاهرة

    المنبر العام

  • ترامب لا يمسك لسانه".. تصريحات الرئيس الأميركي تضع أعضاء إدارته في مشكلة، فهل يستغلها القضاء ضده
  • استجابة لدعوة السيسي.. بابا الفاتيكان يزور مصر نهاية الشهر المقبل
  • القيادي بالمؤتمر الوطني الحاكم الحاج عطا المنان يدمر البئية والولاية لا تحرك ساكن
  • صحف بريطانية تكشف العالم السرى للتمويل لجماعات المتطرفة عبر النت
  • هل اشترت الشيخة موزة ودولة قطر آثار السودان بـ 135 مليون دولار ؟؟
  • مع اقتراب ذكري رحيله..الرحيمابي يرثي حميد..شعر
  • عااااااجل ...الآن ... من كاودا.....
  • حفتر يستعد لدخول طرابلس
  • الأمير خالد الفيصل أمير مكة ومسشتشار الملك: الإسلام السياسي شوَّه صورة المسلمين وظلم الإسلام
  • لا لهذا الرسم يا عمر دفع الله
  • ا" المعارك تكسب قبل خوضها" ...حتى الإعلامية ... بيان الحركة الشعبية
  • تعازينا للدكتور مبارك استشاري الجراحة بمستشفى علوي التونسي بمكة المكرمة في وفاة زوجته وأبنته
  • أسامة الأشقر يكتب عن اهرامات السودان والتفاهة المصرية
  • في كل صباح نقولها الحرية للبطل بوشي الذي يعذب في سجون النظام
  • وفاء لمنبرنا سودانيزاونلاين , أهديكم مختاراتي من الكتب السودانية Pdf
  • دعم عسكرى مصرى متقدم للجيش الشعبى
  • اسباب إنفجار ح شعبية قطاع الشمال
  • أخـونـا صـلاح جـادات ... ايـن أنـت ... ؟؟!!!
  • فضائية ناشونال جغرافيك وحضارة السودان
  • مباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااشر ي جماهير شعبنا
  • أول عربية تفوز بالجونكور: ليلي سليماني‮.. ‬روائية المناطق المظلمة
  • الاخباري ليوم 18مارس 2017
  • هل بالفعل غادرعرمان و نص الاستقالة للحلو ووثائق الحركة صور
  • النوبي المصري "رامي يحي" : (أنا القرد صاحب أهرام مروي)!
  • من هو رئيس الحكومة المغربية الجديد؟!#-صورة له