Post: #1 Title: في تذكر الدكتور الترابي . الترابي للنميري :دع عنك هذا العبث فكلنا من الأقاليم بقلم إبراهيم كرتكيلا Author: إبراهيم كرتكيلا Date: 03-06-2017, 03:14 PM
كل من إنتمى لفكر الحركة الإسلامية السودانية ، مدين للراحل الشيخ الترابي بهذا الإنتماء . قد يقول قائل ،إن فكر الحركة الإسلامية فكر مستور ، فنقول له ما هو الفكر الغير مستورد في السودان ؟ يميناً كان أم يساراً ، أو شعوبي ، مروراً بدولة سنار الذي نختلف فى أصله إلى اليوم ، والمهدوية الشيعة . لا بأس ، فالكل مستورد بلا خلاف ، وكل عمل على تطوير هذا المستورد بما يتناسب مع إقليمنا . جاحد من ينكر دور وفكر الشيخ الترابي فى نمو وكسب الحركة الإسلامية فى الطبقة المسنيرة فى المجتمع شيباً وشباباً من الجنسين ، بداء بالتربية إلى إتساع المواعين ، متطوراً من حركة الإخوان المسلمين ، إلى الميثاق الإسلامي ، ثم الجبهة الإسلامية ، فالدولة التي سرقتها فئة ضلت الطريق . رحم الله الشيخ المفكر ، المجدد ، نصير المظلومين ممن انتسبوا للحركة ، وعامة أهل السودان ، فهو الوحيد الذي كان لا يهاب قول الحق في وجهة جائر .في ثمانيات القرن الماضي عندما ضرب التصحر والجدب أقاليم السودان الطرفية ، هجر الناس مدنهم وقراهم إلى المدن الكبيرة ، وخصوصاً العاصمة ، وانتاب الرئيس النميري هوس الترحيل القصرى لهؤلاء إلى أقاليمهم ، ولقد أخذ هذا الترحيل القصري منحاً جهوياً ، طال أبناء الغرب الكبير " كردفان ودارفور " والجنوب الكبير الذى رحل بما حمل . فلم يجد هذا التصرف من يتصدى له غير الدكتور الترابي ، الذي كان حينها نائبا عاما ، مطالباً النميري بوقف هذا العبث ، مذكرا الرئيس النميري بأن جميع سكان العاصمة من الأقاليم بمن فيهم الرئيس نفسة بأن من منطقة ود نميري وليس ود نوباوي ، ولم ينس الدكتور حسن نفسه ، فقال أنا من الجزيرة من ود الترابي ، فيا له من موقف . عندما حلّت الطّامة بدارفور ، وأقرت الدولة باستباحة دماء و أعراض أهل دارفور بدعوة بسط هيبة الدولة ، لم تجد الدولة من يعارضها غير الدكتور الترابي ، وبالتالي كالوا له التهم بأنه يدعم الثوار الدارفوريين .وأخيراً ليحل الشيخ أزمة إجتماعية مستفحلة في مجتمعنا السوداني ، وهو أزمة مؤسسة الزواج ، وهي أزمة مصطنعة ، يتسبب فيها الأهواء والقبلية والجهوية ، فوضع لها علاجاً بما يسمي بزواج التراضي ، لنجد بعد قرن سوداناً متعافي من الجهوية والقبلية بحيث تختلط دماء السودانيين ببعضها ، إنبرى له بعض الأئمة بالفسق الزندقة ، وهو ميت فى قبره . فكل هذه المواقف تجعلنا نرفع الأكف تضرعاً للمولى عز وجل أن يتقبلة عنده من الصالحين وحسن أؤلئك رفيقا .