*في نظر أهل الإنقاذ أنت علماني ما دمت معارضاً.. *ولن يشفع لك أنك قد تبزهم عشقاً لمبادئ الدين (الحق).. *وفي نظر أهل المعارضة أنت إنقاذي ما دمت لا تتبنّى أفكارهم (على طول).. *ولن يشفع لك أنك قد تبزهم عشقاً لمبادئ الديمقراطية (الحقة).. *وبسبب هذه السياسة الإقصائية الساذجة تظل الإنقاذ إنقاذاً والمعارضة معارضة.. *أو بعبارة أفصح : تظل الإنقاذ (خموماً) والمعارضة (كبوباً).. *وليس أدل على ضعف الإنقاذ إلا ضعف المعارضة.. *أو هي أشد منها ضعفاً وهواناً وكساحاً وتخبطاً ذات اليمين وذات الشمال.. *فالإنقاذ تتخبط في سياساتها ، داخلياً وخارجياً.. *والمعارضة تتخبط في تحالفاتها، ظاهراً وباطناً ومن وراء الظهور.. *ولن يهم الإنقاذ ضعفها ما دامت تستفيد من كونها تحكم .. *ولن يهم المعارضة ضعفها ما دامت تستفيد من كونها (تشبع).. *وهذه أغرب (حالة) سياسية تمر على بلادنا في تاريخها المعاصر.. *ومن ثم تولدت عنها أغرب (حالة) لشعبنا المسكين.. *فلا هو يرغب في إزاحة الإنقاذ خوفاً من مجهول قد يكون أشد سوءاً.. *ولا هو قادر على تحمل المزيد من (خرمجاتها).. *ولا نعني بعبارة (أشد سوءاً) المعارضة التقليدية وحدها بكل ذلها وضعفها وهوانها.. *وإنما الذين يتحالفون معها من (هواة الاقتتال).. *وبصريح العبارة نعني الحركات المسلحة التي تتكاثر وتتناسل وتتناحر بلا نهاية.. *وكل منها يريد أن (يشبع) من هبات الخارج ومغانم الداخل.. *وسوف تواصل فعل الشيء ذاته - كما حركات الجنوب - إن حدث انفصال ثانٍ.. *والحكمة تقتضي - بعيداً عن زيف العواطف - أن يحدث.. *نعم ؛ يُفترض أن يحدث تقليصاً لمساحة (حوش) ضرر كبره أكبر من نفعه.. *والذي (يُفترض) - في وطننا هذا - كثير لينصلح حاله.. *يُفترض على أهل الإنقاذ أن (يصدقوا) في شأن الحوار الوطني بلا (دغمسة).. *وعلى أهل المعارضة أن ينظروا إلى الوطن ، لا أنفسهم.. *وعلى قادة الحركات أن يتحسبوا لانفصال جديد - قد يندمون عليه - جراء (حركاتهم).. *وعلى مناضلي الحواسيب أن (يفرمتوا) ألسنتهم قبل حواسيبهم.. *وعلى كاتب هذه السطور أن يتوقع هجوماً من تلقاء كل هؤلاء الذين (ناصحهم).. *من الموالين والمعارضين والحركيين والمناضلين.. *و(توليفة) الهجوم هي : علماني ، إنقاذي ، انفصالي ، انتهازي.. *ولن يشفع له أي شيء ، في أي شيء ، عن أي شيء.. *ولو نطق به الذين استنطقهم شاعرنا الصاغ محمود أبو بكر.. *و يا ملائكة اشهدي !!! assayha