*لم أسمع بحليمة بولند إلا قبل فترة.. *ولولا الضجة التي أثارها خبر ذو صلة بعنواننا هذا لما سمعت بها.. *فهي مذيعة كويتية اُختيرت ملكة جمال إعلاميات العرب.. *وخلال حفل تكريمها صعدت المسرح لاستلام جائزتها وهي في منتهى (الحشمة).. *فقابلها مذيع الحفل وفمه الممطوط يسبق ساعده الممدود نحوها.. *ولو إنها سمحت لفمه هذا بأن يستقر حيث أراد له صاحبه لما كان هنالك (خبر).. *فارتباط النجومية بالتقبيل صار أمراً عادياً في زماننا هذا.. *ولكن ما هو غير عادي أن يمتنع النجم عن أن (يبوس) ، أو (يتباس).. *فضجت وسائط التواصل الاجتماعي بعبارات الثناء.. *أو بالأصح انفجرت مدحاً في حليمة التي جمعت بين النجومية و(الأخلاق).. *ومن قبل ذلك امتنع نجم رياضي عن مصافحة نانسي عجرم.. *إنه محمد أبو تريكة الذي رفض التكريم إن كان من شروطه تلكم المصافحة.. *وهو يعلم ما معنى المصافحة عند صاحبات (بوس الواوا).. *فكان أعظم تكريم للاعب (المحتشم) رسائل الإشادة التي ضجت بها الأسافير.. *والمخرج سبيلبرج أحدث انقلاباً في مفاهيم النجاح السينمائي.. *فمنذ أول أفلامه (العربة)، وحتى آخرها (إبراهام لنكولن)، ما من مشهد (بوس).. *ورغم ذلك فأفلامه تحطم أرقاماً قياسية في الإيرادات.. *وورد اسمه من بين (النجوم) المئة - في المجالات كافة- الأكثر تأثيراً في العالم.. *ومن (تأثيراته) أن الإبداع ليس رهيناً بالتخلي عن (الحشمة).. *وهو يتربع الآن على قمة نجومية الإخراج (الهوليودي).. *ونجم شباب السينما المصرية هذه الأيام- محمد رمضان- رفض مشاهد (البوس).. *قيل له (يابني ، كده م تنفعش في السيما ، ومش ح تنجح).. *ولكنه (نفع) و(نجح) وبات النجم الشبابي السينمائي الأعلى أجراً الآن في مصر.. *وقدم درساً لمنتقديه عن فنون النجاح (المحتشم).. *وما نود قوله - والفضل لحليمة بولند- أن الإبداع يخاطب مستويين داخل الإنسان.. *المستوى السامي فيه ومكانه الجزء (العلوي) منه.. *والمستوى الشهواني ومحله الجزء (السفلي) بكل ما تضج فيه من غرائز.. *رغم إن هذين المستويين يُعبر عنهما بمفردة واحد هي (أوه).. *ولكن تبقى (أوه) الأولى مصحوبة دوماً بالاحترام.. *بينما الثانية تحفها مشاعر الاحتقار الخفي- أو العلني- تجاه (عدم الاحتشام).. *أو عدم الذوق والحياء والأخلاق والأدب و(التربية).. *وسواء تقبلت حليمة قبلة المذيع أو صدته - كما فعلت- لظلت نجمة كما هي.. *ولكن شتان ما بين نجومية ترتقي بصاحبها إلى مقام الثريا.. *وأخرى تهبط به إلى حيث (طين الثرى !!!). assayha