*قبل سنوات لبيت دعوة سفير دولة غربية كبرى.. *ولست في حل من ذكر اسم دولة هذا الدبلوماسي لاعتبارات (دبلوماسية).. *وتطرق الحديث إلى حزب الأمة الذي كنت أنتمي إليه.. *ومما قاله السفير عن رئيس هذا الحزب إنه (كثير التردد).. *وتردده هذا هو الذي أضاع حزبه، وحكومته، والديمقراطية، والبلاد.. *والشيء ذاته ينطبق على رئيس أمريكا السابق أوباما.. *مع فارق مهم وهو أن أمريكا دولة مؤسسات ولا خوف عليها من (ضياع ديمقراطيتها).. *فالرئيس يذهب ويأتي غيره، وتبقى (الديمقراطية).. *ومساء الأول من أمس تابعت برنامجاً عن تردد أوباما على شاشة (الجزيرة).. *عن تردده وضعفه وليونته إزاء قضايا تتطلب (الحسم).. *وكمثال على ذلك (لحس) تهديده لنظام الأسد حال استعماله أسلحة كيماوية.. *فالأسد تجاوز خط أوباما الأحمر وهو لم يتجاوز خط تردده.. *وطفق- عوضاً عن ذلك- (يتكلم) و يعقد اجتماعاً إثر اجتماع والعالم كله ينتظر.. *حتى بوتين القوي- داعم الأسد- كان يضع يده على قلبه.. *ولكن أوباما لم يفعل سوى الذي فعله الصادق المهدي أواخر أيام حكمه الأخير.. *فقد وُضعت أمامه تقارير أمنية تفيد بقرب وقوع انقلاب.. *وأحد هذه التقارير من مبارك الفاضل بصفته وزيراً للداخلية وقتذاك.. *بل وأشارت التقارير إلى احتمال وقوع الانقلاب خلال أيام.. *وتماماً مثل أوباما لم يفعل المهدي شيئاً سوى أنه أخذ (يتكلم) ويعقد الاجتماعات.. *واليوم يحل المهدي على البلاد لحكمة لا يعلمها أحد.. *ومن قبل غادر البلاد لحكمة لا يعلمها أحد كذلك.. *وما بين هذه العودة- اليوم- وتلك التي أعقبت (تهتدون) سنوات من التردد.. *وسنوات من التآكل والتناقص والتشظي لحزب الأمة.. *وأكاد أجزم أنْ لو جرت انتخابات نزيهة- غير ذات (أصم)- لما فاز المهدي.. *وإن لم يفز المهدي فذلك يعني أن الحزب كله لن يفوز.. *ومما ألمح به إليّ السفير المذكور أن عدم وجود البديل (القوي) هو سبب (التردد).. *تردد (جهات) ربما تود لو أن نظام الإنقاذ ذهب وجاء آخر.. *أو ربما (أذهبته)- غصباً- ولم تترك أمر ذهابه رهناً لتصاريف الأقدار.. *وكل هذا لا يمنعنا من الإشادة بالرئيس (الشرعي) السابق.. *الإشادة بخلقه وأدبه وفهمه وعلمه وتواضعه وإيمانه المطلق بالديمقراطية.. *وأنا أشهد على ذلكم بحكم قربي منه سنين عددا.. *وأشهد له- كذلك- بجلده في تحمل أذى غمز ولمز وهمز يمس شخصه.. *وأوباما بقى رئيساً شرعياً- إلى نهاية فترته- رغم تردده.. *فالشعب هناك هو الذي يقرر.. *لا (البيان الأول !!!). assayha