إصلاح الدولة كمقدمة لحل الأزمة السياسية بقلم د. الصادق محمد سلمان

إصلاح الدولة كمقدمة لحل الأزمة السياسية بقلم د. الصادق محمد سلمان


01-23-2017, 05:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1485190418&rn=0


Post: #1
Title: إصلاح الدولة كمقدمة لحل الأزمة السياسية بقلم د. الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 01-23-2017, 05:53 PM

04:53 PM January, 23 2017

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم:


برنامج إصلاح الدولة الذي إبتدره النائب الأول لرئيس الجمهورية منذ فترة كان عملية سياسية مهمة لم تجد حظها من الإهتمام لأن البرنامج حُصر في القالب الإداري بالرغم من ما ينطوي عليه من مغزى سياسي ، وكان يمكن أن تشكل مدخلاً مناسباً لإحداث إختراق في الأزمة السياسية ، لكن للأسف إنحصر في جانب واحد حتى الآن وهو إصلاح الخدمة المدنية ، وعلة الخدمة المدنية التي أورثتها تدني الكفاءة معروفة وهي " التمكين " حيث أستبدلت الكفاءة والخبرة بالولاء الحزبي ، والمعضلة في كيفية معالجة هذا الداء الذي استشرى في جسد هذه المؤسسة القومية ، فأصحاب الولاء هؤلاء الذين أصبحوا يشكلون الغالبية في أجهزتها لا يتعاملون بمنهج قومي سواء بالنسبة لمرؤسيهم ، أو لإنجاز معاملات المواطنين ، فالترقيات والمشاركات الخارجية والبعثات التدريبىة والتأهيلية للعاملين وغيرها والتي يجب أن يكون الإختيار لها بناءا على الكفاءة والخبرة والأسبقية تتم وفقا لمعيار الولاء ، وبالنسبة لإنجاز معاملات المواطنين فهناك تمييز بين شخص وآخر فالذي من الجماعة يأتي بتزكية فتُنجز معاملته في وقتها أما الآخر ف ( تعال بكرة أوبعد أسبوع ) جاهزة . إذن معالجة إنهيار الخدمة المدنية يتمثل في إعادة تكوينها القومي وحيادها . لكن في الجانب الآخر ، هناك جزء مفقود ، إذ بالرغم من أن الهدف كما يجسده البرنامج هو الإصلاح في كل الدولة ، أي كل أجهزة ومؤسسات الدولة ، كان المفترض أن يشمل الإصلاح هياكل هذه المؤسسات والإختصاصات والأداء ، صحيح إن إصلاح الخدمة المدنية كبداية يمثل بداية مهمة للإنطلاق كأولوية لأنه يتعلق بتسيير دولاب الدولة ولإتصاله بمعاش المواطنين وحياتهم اليومية فيما يلي الخدمات و أمور المعاش ، لكن الخدمة المدنية أحد مؤسسات الدولة وليست هي بالطبع كل مؤسسات الدولة التي يجب أن تشملها عملية الإصلاح ، ومن الواضح أن العملية ( إصلاح الدولة ) غُيبت أهدافها السياسية . إن برنامج إصلاح الدولة إذا نظر إلية من منظور سياسي ، لا يقل أهمية عن الحوار الذي إنتهي منذ فترة قصيرة ولا يزال الجدل مستعراً حول تطبيق مخرجاته ، التي هي مكاسب تنحصر في المشاركة في السلطة ، وليس المهم من أجل ماذا . وهذا الإصلاح هو أمر يقع تطبيقه على كاهل الجهة التي وجهت به ، وهي رئاسة الجمهورية ، والمفترض أن يمثل القاعدة التي يعتمد عليها نجاح مرحلة ما بعد أية عملية سياسية لحل الأزمة السياسية ، وهو في حد ذاته رؤية ثاقبة إذا قُدر لها أن تتم وفقاً للمنظور السياسي الذي كانت تستشرفه ، فأية عملية سياسية تستهدف توافق سياسي - بما فيها الحوار - إن لم يسبقها إصلاح الدولة لن يكون لها أي أثر في الإنتقال لمرحلة جديدة حتى وإن شارك فيها كل أهل السودان ، لأن الحال سيظل كما هو عليه ، وينبغي أن يفهم هذا الإصلاح على أنه عملية سياسية وليست مجرد عملية إدارية القصد منها تنظيم وتفعيل الأداء في أجهزة ومؤسسات الدولة ، بل يجب أن يكون الهدف الأساسي من هذه العملية أن تعيد لكل مؤسسات وأجهزة الدولة قوميتها ونظامها المحايد ، لأنها هي التي تّكون هيكل ما يسمى بالدولة وبالتالي تكون هي الوحيدة وليس غيرها المكلفة بتنفيذ الإختصاصات والمهام التي حددها لها دستورالدولة .
فمن المعلوم أن الإنقاذ بدأت منذ الوهلة الأولي بثنائية تقوم على إنشاء أجهزة للحزب تكون موازية لأجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية ، وقد جاء تأسيس هذه المؤسسات والأجهزة بغرض تمكين النظام وليس الدولة ، ورغم أن بعض هذه الأجهزة الموازية أصبح للبعض منها شخصية إعتبارية ولها قوانين ، لكنها غير مذكورة في الدستور مما يطعن في شرعيتها ، الأجهزة التي كونها الحزب ليست قومية ولا محايدة إذ يتكون طاقمها من منسوبي الحزب الذين يدينون بالولاء للحزب ، وتحركاتها تديرها أجهزة الحزب وليس الدولة ، فالدستور حدد الجهات في الدولة التي تتولى تنفيذ المهام المحددة لكل منها ، مثل إدارة وتخطيط الإقتصاد ، والزراعة ، والطاقة ، والعمل الخارجي والدفاع وحفظ الأمن وغيرها . مؤسسات وأجهزة الدولة قومية ومحايدة وحسب ما هو محدد لها من مهام في الدستور فهي التي تعمل لتحقيق مصالح الدولة وبالتالي ينبغي أن يكون مفهوم إصلاح الدولة هو إزالة كل الأجهزة الموازية للأجهزة الرسمية للدولة التي تعمل بمثابة دولة داخل دولة .
تدخل هذه الأجهزة في عمل الأجهزة الرسمية شكا منه عدد من الوزراء ينتمون للحزب ، وكلنا يذكر ما قاله السيد علي كرتي وزير الخارجية السابق عندما أشار إلي أن هناك جهات تعرقل ما كانت تقوم به وزارته من عمل ، وعلى ما أذكر كان ذلك إبان زيارة وفد أمريكي للبلاد .
برنامج إصلاح الدولة رغم أهميته في التمهيد لأي عملية سياسية ، وإنجاحها بصورة مرتبة ومنظمة بإعتبارة أحد عوامل بناء الثقة وتهيئة المناخ ، لم يجد الزخم والتهليل السياسي لأنه إقتصر على الجانب الإداري فقط ، ولو كان طُبق الشق السياسي فيه فإن مكاسبه ستعم كل أهل السودان لأنه في الأساس سيمثل مقدمة لعملية الحل السياسي إضافة إعادة الإعتبار للدولة ، وأروع مافيه أنه يخلو من المكاسب لأي جهة سياسية بل هو مكسب للوطن وللمواطن السوداني أولا وأخيرا .







أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 23 يناير 2017

اخبار و بيانات

  • لجنة بالبرلمان: تجديد شكوى السودان بشأن حلايب أمر روتيني
  • إكتشاف هياكل بشرية غير طبيعية في السودان
  • حزب الأمة القومي يجمد عضوية عدد من قياداته
  • البرلمان يراجع عمل 10 سفارات سودانية بالخارج
  • عمر البشير: سنعمل مع ترامب لتطوير علاقتنا بأمريكا
  • عمر البشير: نتطلع لتعزيز المصالح والأمن الدولي مع أمريكا
  • اتحاد الهجن السوداني يدشن مضمار زايد الخير بمحلية شرق النيل
  • السفير الإماراتي بالخرطوم: نحن مع السودان في خندق واحد
  • وزير الإعلام يؤكد استئناف بث قناه أمدرمان الفضائية الأسبوع المقبل
  • الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر: لا نبحث عن محاصصة ووظائف لدى المؤتمر الوطني
  • دعا المعارضة للإلتحاق بالتوافق الوطني البشير: رفع الحظر سيكون مدخلاً لتطوير العلاقة مع أميركا
  • (300) مليون دولار حجم أرصدة السودان المجمدة بالخارج
  • توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة وحركة تحرير السودان الثورة الثانية اليوم بالدوحة
  • الجبهة الثورية السودانية تجدِّد الثقة في عقار رئيساً
  • السماح للشركات المنتجة للذهب بتصدير (70%) من الانتاج
  • وزير الدفاع بحكومة جنوب السودان: جنوب السودان لم يعد يأوي الحركات المتمردة السودانية
  • البرلمان السودانى يتقصِّى حول وجود أجانب بجبل عامر

    اراء و مقالات

  • لنشيع الصحافة الرياضية لعدم اعلانها الحداد على مؤسسها مبارك خوجلى بقلم النعمان حسن
  • مساحات شاغرة بقلم سابل سلاطين / واشنطن
  • ثقافة قانونية بقلم فيصل محمد صالح
  • مَعذرة.. أي مُستقبلٍ تقصد؟! بقلم عثمان ميرغني
  • كل الطرق ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ما هو المطلوب من المُرَحَلين إلى آستانة؟! بقلم موفق السباعي
  • أبهذا البرلمان نصل ضفة الأمان ؟؟؟. 3 من 10 بقلم مصطفى منيغ
  • الارض لمن عمرها: اسلوب اقتصادي ناجح بقلم حامد عبد الحسين الجبوري/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاس
  • المساعدات الإنسانية في النزاعات المسلحة بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات
  • غياب تاريخ ومفهوم الدولة عند العرب بقلم حكمت البخاتي/مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث
  • (الحَارِقْ رُزَّكُمْ شُنو)..؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • تنصير/ وترتيب البيت/ وجامعة النيلين بقلم إسحق فضل الله
  • سؤال محرج جداً.. !! بقلم عبدالباقي الظافر
  • نجوم وكواكب!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • أحمد هارون وصناعة التاريخ بقلم الطيب مصطفى
  • إسهال و إستسهال .. !! بقلم هيثم الفضل
  • عزم الترابي و مآلات الحقوق والحريات سباق النذر والبشائر في معركة التعديلات الدستورية

    المنبر العام

  • مسجد يتحول الي ثكنات عسكرية بجامعة الخرطوم
  • ماذا قصد ترامب بـ "محو الإسلام المتطرف من الأرض"؟ نقطة حوار BBC
  • سوريون في الخرطوم لتحسين النسل ..
  • بخصوص الاكاديمية العليا للدرسات الاستراتيجية والأمنية وأهميتها(صور)
  • عاجل: البشير هرب.. خزينة خاوية .. وازمة خبز الان في السودان
  • وسام الإنجاز للفريق أول مهندس محمد عطا...
  • أروّع ثلآثة أيام في ارِيزونا، دفء الإستقبال ...
  • الفكر الجمهوري وراسه محمود محمد طه !! بديل امريكا للاخوان المسلمين في السودان نفس الشرك والضلال !!
  • الشيوعي: تحركات امبيكي ستفتح افاقاً جديدة للنظام
  • .. لعلنــا ... قـد بالغنـا في (تقـديـس) السياسيـيـن ..
  • شجرةُ الشّمسِ
  • احزان كوستي وفاة كوشيب
  • الخليفه...
  • فضائح ركس تيلرسون وزير خارجية ترمب مع إدريس دبي .. ايادي ملوثة بدماء الابرياء