*أشرت قبل يومين إلى سوء فهم لقرار العقوبات.. *سواء من جانب السياسيين أو الصحافيين أو المحللين.. *اثنان فقط من الزملاء فهما القرار الأمريكي على النحو الصحيح.. *وهو أن يسري مفعوله -عملياً -عقب فترة الأشهر الستة.. *وهذان الزميلان (الإسلاميان) هما عادل الباز وربيع عبد العاطي.. *والتصنيف السياسي هنا مهم كيلا يوصفا بأنهما (من الحاقدين).. *ولا أدري فيم الحقد أصلاً مادام الشعب هو المستفيد الأول من القرار؟.. *وغالب المعارضين هم من بين صفوف هذا الشعب المنهك.. *فليسوا جميعهم من الذين فروا برؤوس أموال مواقفهم للخارج (استثماراً) فيها.. *فالباز قالها صراحة عبر زاويته صبيحة القرار.. *أما ربيع فقال في إفادات خارجية أن سريان القرار عقب الفترة المذكورة.. *وخلالها سيتم التأكد من التزام الحكومة بمطلوبات القرار.. *ويقيني أن قادة الحكم يعرفون هذه الحقيقة كما الباز وربيع وكاتب هذه السطور.. *ولكن ربما كان هدفهم إشاعة أجواء فرح (عاجل) من جهة.. *وكبح جماح الدولار- في مواجهة الجنيه- بـ(أعجل) ما تيسر من جهة أخرى.. *وفي هذه الحالة فلا بأس من (تعجيل) تزفه الأماني.. *ولكن الخطورة أنه سيكون ذا أثر سلبي مع مرور الأيام والأسابيع والشهور.. *اللهم إلا أن يتم التحسب لهذا بمعالجات اقتصادية (عاجلة).. *فتأثير المخدر يمكن أن يتلاشى في أية لحظة و(يفيق) الناس، والسوق، والدولار.. *وكذلك لا بد أن (تفيق) جهات من وهم جلب (زجاجة السمن).. *فهنالك صراع - غير خافٍ- حول أيهم الذي كان له فضل استصدار القرار.. *حتى وزير الخارجية السابق- كرتي- أطل من بعد غيبة.. *أطل ليلمح إلى أن جهود رفع العقوبات بدأت منذ أيامه في وزارة الخارجية.. *بل حتى أعضاء وفد الحوار الشعبي لوحوا بعماماتهم.. *هل منكم من يذكر هذا الوفد الذي ذهب لواشنطن بصخب وعاد (من سكات)؟.. *فالقرار ما زال مجرد (زجاجة سمن) إلى غاية اللحظة.. *ولا يصح أن نتصارع عليها فنكسرها بعصي التباهي والتفاخر و(التوهم).. *كما لا يصح تذكير الإنقاذ بأيام (عصي) التهديد الأولى.. *أيام (دنا عذابها)، و(ما سائلين فيها)، و(لو رضيت عنا علينا مراجعة ديننا).. *فالسياسة الخارجية لا تعرف الثوابت على حساب المصالح.. *رغم إن أهل الإنقاذ شذوا- آنذاك -عن الحد الأدنى لأدبيات الخلاف بين الدول.. *ولكن أن تتعقل أخيراً خير من ألا تتعقل أصلاً.. *وأن يتعقل صناع القرار الاقتصادي- تخطيطاً- خير لهم من أحلام زجاجة السمن.. *فالسمن لن نجني عائده إلا بعد اجتيازنا (الامتحان !!). assayha