*صافحني بحرارة لا تتسق مع برودة من جانبي.. *أو لم تكن برودة بمعنى الكلمة وإنما ردة فعل للمفاجأة.. *فهو فاجأني بـ(أسماء في حياتي) رغم إني لم أعرفه.. *كان فتى يافعاً ذا ملاحة لا تخطئها العين.. *وعرفت مصدر هذه الملاحة فور أن عرَّفني بنفسه.. *فهي خليط بين (ملامح) أبيه، و(ملاحة) أمه، و(ملح) الأرض.. *أرض منطقتنا (الطيبة) حيث لأسرته منها نصيب (طيب).. *فجده لأمه كان صاحب (مترات)، وأرضٍ بالسواقي.. *فأبحرت كما (الملاَّح) عبر (ملامحه) إلى ذياك الزمان.. *الزمان الذي شهد أغرب قصتي حب وزواج من نوعهما في البلدة.. *فبسبب (توهج) هذا الحب (انطفأ) الأمل في تتويجه زواجاً.. *ولم يكن لهما ذنب في أن (تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر).. *فقد علم به حتى النيل والنخيل و(السبيل) ودكان (خليل).. *والسبيل والدكان كانا مكاني اللقيا العابرة بينهما ذات الهمس (المفضوح).. *ومما سُمع من ذاك التهامس (أنت والد ابني أحمد).. *فللبلدة أعين تخترق الحجب والسحب و(الضمائر).. *و(تُحجب) الفتاة حتى عن (عين) الشمس و(نظر) القمر و(مقلة) الطريق.. *ثم تفتح البلدة (أعينها) على صباح فيه بداية النهاية.. *أو هي نهاية البداية لحكاية لم تكد تبدأ بعد رغم وعثاء المسير الزمني.. *فقد أُعلن عن موعد عُرس الفتاة (قبراً) لكل شيء.. *قلبها، وقلبه، وقلب قصتهما، ومن قبل ذلك - وبعده - قلوب (القائلين).. *ودَهِش الجميع لتقبل الفتاة (العرض) بتسليم (عريض).. *ودهشوا أكثر لـ(إعراض)الفتى عن الحزن ببسمة (عرضها) المترات والأرض.. *بل وفوجئوا به يحضر حفل زفافها من وراء الزحام.. *ثم لا يبدو متمثلاً بمقطع (حان الزفاف وأنا حالي كيفن بوصفو).. *ولا مردداً لمقطع (في الليلة ديك والناس تشارك فرحتك).. *وأطفأوا نار دهشتهم بماء تفسير وحيد لا ثاني له.. *فهي لم تكن تعشقه (صدقاً) ، ولا هو كان يهواها (حقاً).. *وهو التفسير الذي نزل (برداً وسلاماً) على جوف العريس (المشتعل).. *و(تمر أيام ووراها ليالي) ليبلغ الزمن شهراً.. *وتفتح البلدة أعينها على صباح ثانٍ كان عنوانه الخبري (بداية ونهاية).. *فقد عادت الفتاة إلى بيت أبيها (كما خرجت منه).. *ومضى (القائلون) في البلدة بحديث ذي مسارات ثلاثة للفهم.. *منهم من أرجع السبب إلى (علة) في العريس.. *ومنهم من أرجعه إلى (تمنع) من تلقاء العروس.. *ومنهم من أرجعه إلى (تواثق) يشرح حالة (الرضا) المتبادل.. *انتبهت إلى الغلام المصافح وسألته: أنت أحمد؟ فصُعق.. *وكانت ابتسامتي (عرضها المترات والأرض!!).