*بالأمس عندما ذهبت الى الصيدلية لشراء بعض علاجاتى الثابتة والتى ستلازمنى مدى الحياة وجدت اربعة ادوية منها قد بلغت زيادة اسعارها ضعفين ، ودواء السكر زاد سعره اربعة جنيهات ، وانا امام الدكتور الصيدلاني مأخوذاً بمايقول اذ بمواطن يقدم الروشتة لثلاثة ادوية عندما اعطاه القيمة البالغة ثمانمائة جنيه ، ترك روشتته وإنسل خارجاً وعلى صدره ثقل هموم الدنيا كلها ،ساقنى الفضول لألحق به وانا احمل له الروشتة التى تركها ، قال انه لاحاجة له بها ، فهو يعول خمسة اطفال ، والادوية تخصه وهو يعانى من مرض في القلب والضغط والسكر ، فان اشترى العلاج سيعجز عن توفير الطعام للاطفال ولن يستطيعوا الذهاب للمدرسة ، ولن يتمكن من توفير بخاخ الازمة لوالدته فالافضل ان يضحي هو لأجل الاخرين ، امسكت بيده لنهتف: الشعب يريد اسقاط النظام ، سحب يده وانطلق لحال سبيله وهو يردد يازول انت ماك نصيح ؟! الحكومة تريد دفن الشعب..
*الآن قرارات بدرالدين محمود تحولت من الأذن الى اللحم الحي فهاهي المواصلات قد بلغت ارقاما فوق احتمال المواطن ، و الادوية بلغت اسعارها الدرجة التي جعلت السادة الصيادلة يلجأون لاغلاق صيدلياتهم كمظهر من مظاهر الاحتجاج الذي يحدث لاول مرة في تاريخنا المعاصر و ذلك لانهم للمرة الاولي يجدون انفسهم امام تحدي انساني ليس له مثيل ؛ صيدلي يملك الدواء و يقف امامه مرضي لا يملكون قيمة الدواء فيبقي بين قيمة الانسان و قيمة المال و لامبالاة الحكومة . فان يتحرك الصيادله باتجاة المواطن مضحين بروؤس اموالهم و لا نقول فضول اموالهم ، فان هذا الموقف في هذا التوقيت يعتبر مكرمة كبري تحلي جباه الصيادلة في انحيازهم القوي للمواطن الذى تريد الحكومة دفنه..
*عموما ان المأساة التى يعيشها شعبنا في هذا المنعرج الحاد من مسيرة امتنا يقتضي بالضرورة ان تراجع الحكومة هذه القرارات الدامية ، لكن المجلس القومى للأدوية والسموم قد حدد الأول من يناير موعدا للعمل بتعديل اسعار الادوية المحلية والمستوردة . وهذا يعنى ان المجلس القومى ارتضى عن طيب خاطر ان يساند الحكومة على دفن الشعب .ونحن المرضى نمتنع عن شراء الدواء !! ونهتف الحكومة تريد دفن الشعب ، وسلام يااااااوطن..
سلام يا
ارقو المدينة النائمة على النيل والتى رفدت اهل السودان بحمزة الملك طمبل ،ومحي الدين فارس ، والتجانى سعيد ، وزكى عبدالكريم وادريس ابراهيم ،ومحمد نجيب محمد على وشيخ المناضلين على محمود حسنين ، ولأنها تترفع عن الإستجداء ، وترفض ان تكون عالة فانها تنادت لإنشاء اكبر مركز غسيل للكلى بالأمس بدأت الخطوة الأولى وفى انتظار ان تكون مسيرة ..مؤكد ستكون كونوا من السباقين !! وسلام يا