*انتهى الجانب السهل من الحوار وبدأ الصعب.. *فأسهل شيء عندنا نحن معشر السودانيين الكلام.. *بل هو الشيء الوحيد الذي لا نكل منه ولا نمل ولا نتعب.. *و(مخرجات) الحوار ما كانت تحتاج لكل الزمن هذا.. *فـ(99%) منه هي قضايا لا خلاف عليها أصلاً منذ البداية.. *هي متفق عليها كغايات عالمية بين كل شعوب العالم.. *طيب لماذا كل هذا اللت والعجن والخبز بشأنها؟.. *ومن هذه القضايا الهوية والسلام والتنمية والشفافية.. *و(تكلمنا) كثيراً نحن عن مشكلتنا مع (الكلام).. *وأتمنى أن يكون الكلام قد انتهى الآن وحانت ساعة العمل.. *وهذا هو المحك الذي يفضحنا دوماً.. *هو الاختبار الذي قل أن ننجح فيه ولو بدرجة مقبول.. *هو (النهايات) التي نتجنبها ونود البقاء بمحطة ما قبل (المخرجات).. *وتبقى نسبة الـ(1%) وهي أس المشكلة.. *والمفروض أن ينصرف (الكلام) إليها بدلاً من إضاعته في الـ(99%).. *وهي النسبة التي يهمنا ما يليها من (عمل).. *فهل تقتنع الإنقاذ بأهمية التحول السياسي أم هناك بقية من مراوغة؟.. *أم أن الفطام صعب عليها رغم الـ(27) عاماً؟.. *أم أن (طبع) الأنظمة العسكرية- في كل زمان ومكان- سيغلب (التطبع)؟.. *ويعجبني شعار يقول (حوارنا اكتمل، هيا إلى العمل).. *وهذا بالضبط ما نريده الآن؛ العمل ولا شيء سواه بعد أن شبعنا كلاماً.. *ولكنا نخشى خذلاناً كما خُذلنا كثيراً من قبل.. *فبعد كل نهاية كلام كثير نكتشف أننا (صرفنا) فقط فلوساً وزمناً وكلاماً.. *غير أن شعار (العمل) هو الذي نتفاءل به خيراً الآن.. *فالحزب الحاكم ملأ الفضاءات بشعار (حوارنا اكتمل، هيا للعمل).. *و(العمل) عند القذافي كان يعني شيئاً آخر.. *ففي أواخر أيامه صاح- أمام قلة من مواليه- بشعار قريب من هذا.. *وكان نص شعاره (هيا؛ لقد دقت ساعة العمل).. *وليس نوع العمل الذي هدفه تأمين (الكراسي) هو الذي نريد.. *وإنما الذي يهدف إلى تأمين (الوطن).. *وتأمين الوطن لا يعني أن يُؤتى بمبارك الفاضل رئيساً للوزراء.. *ولا يعني استبدال الميرغني لنجله بآخر.. *ولا يعني إعادة توزيع (الكراسي) بين المزيد من الطامعين فيها.. *وإنما الذي يعنيه هو تحول ديمقراطي حقيقي.. *تحول لا مناورة فيه ولا مراوغة ولا فهلوة ولا (مجمجة).. *وإلا فإن (العمل)- في الشعار- سيكون مثل عَلَمِه.. *فكل نسخ شعار (حوارنا اكتمل، هيا للعمل) ذات علم سودان معكوس.. *ومن لا يعرف (ع ل م) بلاده فلن يعرف الـ(ع م ل).. *ومعكوس مخرجات هو (رجَّات مخ!!!). assayha