المتابع للاوضاع في السودان من خلال اجهزة الاعلام المكتوبة و المرئية و المسموعة لابد و ان يفاجئ بين الحين و الآخر و بشكل متلاحق بحملات منظمة لصناعة و تضخيم شخصيات. هذه الحملات تقوم باصطناع مجد لافراد في اغلبهم مؤهلهم الوحيد هو انهم وافدين من غرب افريقيا او من نسلهم و يتم وصفهم بكافة علامات النبوغ و الانجازات. حملات التلميع الاعلامية تتم في اطار عمل مؤسسي و تكون لاحقة بعد اصباغ اولائك الافراد بكل المتاح و الممكن من المؤهلات المهنية و الاكاديمية و الابتعاث او الاقامة في اوروبا و امريكا ضمن سياسة التمكين. فبلا اي حق يظهر في السودان المنهار ما يطلق عليهم العباقرة و الفطاحلة و المبدعين و العلماء و البروفسورات و الدكاترة و نجد منهم المثقفين و السياسيين و المهنيين و الفنانيين في اي كل مجال. لكن ادعاء العظمة يكون علي المستوي المحلي فقط و بغفلة ممن من المفترض ان يكونوا اقرانهم علي المستوي العالمي. رد الفعل الطبيعي لدي اي مواطن ضعيف و ساذج هو التصديق و الانبهار كما قال عادل امام (هو احنا حنعرف اكتر من الحكومة؟؟؟) و تلك الوسائل الاهلامية الاعلامية. و لكن بالتاكيد هذه المحاولات لا تخدع المواطن الناقد الذكي المؤهل الذي لا ياخذ الاقوال علي عواهنها بدون فحص و بحث و تمحيص و بقليل من التحري عن انجازات و مؤهلات فطاحلة الغفلة سينكشف لهم زيف تلك الشخصيات المصطنعة. و نجد ايضا مجموعة من الافراد من نفس الاصل الوافد من غرب افريقيا مدركة تماما لوجود و عمل تلك الخدع و اهميتها لهم و لذا برغم من علمهم بكذب ادعاءات المؤهلات و الانجازات بواسطة الاعلام المنحرف الا انهم من واجبهم يقوموا بالترويج و التاييد لها. يدعي هؤلاء الوافدين المنفوخين انهم ليسوا ذوي عقلية رعوية بل انهم رواد الحداثة و المدافعين عن الحضارة و الثقافة ووووو . و هم في ارتباكهم و ارباكهم المقصود قد يعاتبوا برقة المهدية التي اتوى بها و اتت بهم للسودان. و لكن المقصد الحقيقي من تنكرهم لحقيقة عقليتهم الرعوية و مجتمعهم المترحل هو الطعن في القبائل السودانية الرعوية و من تعتقد انها من اصول عربية و القاء اتهامات تخريب السودان عليهم. و كذلك يسعي هؤلاء المؤهلين المصنوعين لتحويل الانتباه و النقد عن الوافدين من غرب افريقيا و عن مشاريعهم و خططهم و اطماعهم في السودان. للاسف نجد هؤلاء الافراد الوافدين من غرب افريقيا و نسلهم مندسين و مدعين الانتماء لكافة القبائل السودانية. فنجد منهم المدعي انه نوبي او جعلي او شايقي او فوراوي او اي قبيلة اخري بنسب مختلفة و لكن البديرية بها نسبة كبيرة جدا منهم. يبدوا ان التطور السريع في مجالات التعليم و الهجرة و الاطلاع و الاتصالات و العلاقات الدولية لن يسمح بدقسة ثانية مثل دقسة الشعب السوداني مع المهدية. ان حقائق التاريخ لابد من مواجهتها و لا سبيل للسلام الا بثالوث (الحقيقة و المصالحة و جبر الاذي) فحتي العنف في هذا العصر اصبح غير ذي جدوي امام الحق.