ويل لنا من التقنيات الجديدة! بقلم الطيب مصطفى

ويل لنا من التقنيات الجديدة! بقلم الطيب مصطفى


06-24-2016, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466775761&rn=0


Post: #1
Title: ويل لنا من التقنيات الجديدة! بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 06-24-2016, 02:42 PM

01:42 PM June, 24 2016

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


أرجو أن تتمعنوا في المقال التالي المنقول والذي هزني بعنف، ذلك أنه لا يتحدث عن الخطر الحالي الذي نشهده اليوم عن كيف غيرت التقنية حياتنا وأوقاتنا وأعمارنا وعلاقاتنا بربنا وبالأقربين داخل بيوتنا، إنما يُنذر بخطر أكبر قادم لا يدرك أبعاده أحد.. قادم يتحرك نحونا بسرعة مذهلة.. قادم يوشك أن يغير جينات البشر بعد أن غير جينات الحيوان والنبات.
سرعة التغيير المدهشة يصنعها تسارع التقنية التي بلغت مراحل متقدمة يفضي بعضها إلى بعض في شتى مجالات الحياة، إذ ما عادت الهندسة هي ذات الهندسة التقليدية التي عهدناها إنما باتت تمتطي ظهر التقنية التي دخلت في كل أوجه حياتنا فما نمتطيه من سيارات ومركبات وطائرات وقاطرات لن يكون هو ما نتعامل معه وبه اليوم ووسائل العلوم الطبية التي نتعامل بها لن تعود كما كانت وكل شيء لن يصبح كما هو اليوم فهلا سرحنا ببصرنا وتأملنا في الكيفية التي سنتعامل بها مع القادم الجديد بعد أن عجزنا عن كبح التقنية التي باتت تسيطر اليوم على أوقاتنا وأعمارنا وعلاقاتنا؟!
أرجو أن تقرؤوا وتتأملوا :
في بعض الأحيان.. الندرة تجمع والكثرة تفرّق.. في زمن فائت، كانت العائلة تسكن في غرفة واحدة، تجلس على مائدة واحدة، تشاهد تلفزيوناً واحداً، لتتابع مسلسل السهرة الواحد، تطلق ضحكة واحدة، كما في البيت تلفون واحد، تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد، كانت الملامح مكشوفة للجميع، وصفحات الوجوه مقروءة بفواصلها ونقاطها بفقرات الفرح وهوامش الحزن.. كانت القلوب قريبة ومتراصة مثل قلادة التّين المجفّف..
الآن الوضع اختلف، البيت عبارة عن مطار.. الجميع يدخلون من نفس البوابة لكن كل يتوجه إلى “راحته” و”رحلته”، صالة الجلوس شبه فارغة.. كل فرد في غرفة منفصلة ينتظر إقلاع يومه المليء بالعزلة، طعام الغداء مثل تذاكر “المترو” أوقات متقاربة لكن ليست موحدة كي لا يحدث تصادم بالأطباق، الشاشة صارت شاشات.. ومسلسل السهرة لا يقبل القسمة على أحد، ما يضحكك لم يعد يضحك غيرك.. كلٌّ يمسك بهاتفه يفرغ حواسه جميعها فيه.. وبالضرورة لا تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد.. الملامح مغلقة، صفحات الوجوه عليها “باسوورد” لا تعرف ما الذي يسكن هذا المنشغل بقبيلة التطبيقات الذكية أشقيٌّ أم سعيد…
الاطمئنان عن الأخ صار بالتأكد خلال آخر ظهور على “الواتساب”، وبر الوالدين يقتصر على “الحالة” أو “البيج كوفر” ، التعبير عن الفرح مجرد “لايك”، والقيام بواجب العزاء صار من خلال “شير وكومنت” على الفيسبوك، ولقاء الأسرة اليومي من خلال “جروب” مغلق…
كلما قررت شركة الاتصالات بزيادة “الجيجا بايت” للمشتركين، وضعت يدي على قلبي خوفاً من انخفاض “اللقاء البيتي” للمشتركين.. وكلما قوي بث شبكة الواي فاي.. كلما ضعف بث شبكة “العاطفة” وأصبحت العلاقات الحميمة باي باي.. أخشى إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، من انعزالية طوعية للناس، أخشى أن يصبح اللقاء العائلي مثل اجتماع الهيئة العمومية للشركات المساهمة يعلن عنه في الصحف اليومية.. حيث يعقد مرة واحدة في السنة.. يتلى فيها ما جرى من أحداث خلال العام.. ثم ينتخب رب أسرة جديد في حال العجز أو المرض أو الوفاة أو يجدد للسابق بالأغلبية.
أغلقوا هواتفكم.. ضعوها في حقائبكم.. والتقوا بأرواحكم لا بأجسادكم …
فبطارية العمر توشك على النفاد !


assayha




أحدث المقالات


  • مشاكل اليوم ما بدها حل أمبارح الإستراتيجية والتكتيك في الحزب عرض محمدعلي خوجلي
  • محمد علي كلاي في السينما بقلم بدرالدين حسن علي
  • طهران وصناعة الجهل في العراق بقلم وائل حسن جعفر
  • العراق.. والجسر المثقوب بقلم عدنان الصالحي
  • أميركا فشلت في الشرق الأوسط بقلم ميثاق مناحي العيساوي
  • أصاب باقان.. أصابت جامعة الخرطوم وأخطأ الآخرون بقلم جبرالله عمر الامين
  • ملحق خارطةالوطن ألوطنية, أم خارطة الوساطة ألافريقية, ألاممية بقلم بدوى تاجو
  • تجوع الحرة ولا تأكل بتيرانها وصنافيرها بقلم جاك عطالله
  • دحلان ، خيارات اقليمية ودولية أم خيار وطني بقلم سميح خلف
  • هل دعوة الأخوان المسلمين هى الإسلام ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر
  • صناعة الطائفية والإنتهازية السياسية!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عباقرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • استلام مال مسروق ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • مسكين الوالي !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • 26 يونيو – اليوم الوطنى لتعذيب الإعلام السودانى ! بقلم فيصل الباقر
  • دولة المواطنة الحديثة.. هي دولة الاغلبية المهمشة بقلم الطيب الزين
  • دهر وملاعين قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي
  • تقارير المخابرات البريطانية عن السودان ١٨٩٢ــ ١٨٩٨م تقرير رقم (٢) مايو ١٨٩ بقلم عبدالرحيم محمد صالح
  • وماذا إذا لم يقبل ثامبو إمبيكي بملحق إضافي يا قوى نداء السودان؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • لحماية السلام الإنساني والنسيج المجتمعي بقلم نورالدين مدني
  • المدينة والحاكم والكلاب 2 بقلم خالد دودة قمرالدين