المدينة والحاكم والكلاب 2 بقلم خالد دودة قمرالدين

المدينة والحاكم والكلاب 2 بقلم خالد دودة قمرالدين


06-22-2016, 11:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466633495&rn=0


Post: #1
Title: المدينة والحاكم والكلاب 2 بقلم خالد دودة قمرالدين
Author: خالد قمرالدين
Date: 06-22-2016, 11:11 PM

10:11 PM June, 23 2016

سودانيز اون لاين
خالد قمرالدين-
مكتبتى
رابط مختصر



تلك المدينة القديمة لم تتغير كثيرا ، تغير الحاكم ولكن لم تتغير الخطط والبرامج حتى الأكاذيب لم تتراجع وإنما زادت
حين كانت المدينة على موعد مع زيارة الحاكم كان كل شيئ يبدو كما هو الطرق متردية والكهرباء متذبذبة والمياه متقطعة
مواعيد زيارة الحاكم كل حين تجدد في الناس الأماني ولا جديد في حياة المدينة والناس وغالبا ما تذهب الأماني مع ذهاب آخر عربة في موكب الحاكم
أتى الحاكم في موكب مهيب لم يختلف عن سلفه كثيرا لم يستقبله الولدان بوجوه عليها غبرة لم تخرج المدينة ولم تهتم كثيرا كانت تمارس مد اللسان على إستحياء مشبوب بالأماني
كانت السارينا تشق عباب المدينة بينما كان هو يطوفها من أقصاها إلى أدناها متفقدا ومهنئا ومستقبلا التهاني
إستقر به الأمر في ساحة ضيقة كضيق صدره بالحريات والرأي الآخر ، لم يكن خطيبا مفوها يوما ، ولكن كان يلملم الكلم حيثما إجتمع يرمي به الناس ، كال للناس الثناء رغم أن أهل المدينة أنفسهم لايشكرون ، بالغ في الأوصاف حتى جعل من المدينة (النعيم) ولم يتنعم الناس حتى الآن في عهده بالخدمات الممكنة
هتف بعضهم له بالمجد والخلود وهم يعلمون انه لامحالة راحل ، أسرّ له بعضهم بالكياسة وحسن الخطاب وهم يعلمون انه جاهل ، كما كال هو للناس الوعود القديمة المتجددة مع زيارة أي حاكم للبلدة وزاد عليها بمقدار ، كال له مستقبليه المدح وبعد ذهابه أقبل بعضهم على بعض يتلاومون
بينما المدينة تنزعج كثيرا لنباح كلابها خاصة ما قبل زيارة الحاكم ، تختفي هذه العادة مع زيارة الحاكم وكلابه ومن ثم تعود (ريما لي قديما) بعدالرحيل
رحل الحاكم وصخب زيارته عادت المدينة إلى هدوءها ورمالها وكلابها وفتياتها وفتيانها وهمسها الذي يقول (مافيش فايدة) أنت لا تحمل بيسراك الهدايا ويمناك الجنة
عادت المدينة إلى ضلالها القديم .


أحدث المقالات

  • الاتجاهات العالمية، تقرير يستحق التأمل!!! بقلم د. محمود ابكر دقدق
  • في ذكري شيكان .. حينما ابتلعت الارض جيش الغزاة بقلم د. محمد المصطفي موسي
  • منتجات غزة تضاهي شركة بلاسون الإسرائيلية بقلم د. فايز أبو شمالة
  • صاحب الاقتراح وو .. أهو د. لوكا بيونق .. أم هو .. !! بقلم رندا عطية
  • إطلاق سراح طلابنا النبلاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سيادة القانون، في كلمات مختصرة بقلم د. محمود ابكر دقدق، استشاري قانوني وباحث
  • اشهر زول سوداني في تاريخ السودان!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الترابي وجدل المصداقية
  • حين تجثم البطالة على صدر الطبقة الساحقة في رمضان بقلم فكري ولد علي
  • شكراً.. وهناك ثغرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • معايير النقد الفني بقلم فيصل محمد صالح
  • استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني
  • بإمكان الملك أن ينقذ سلام السودان ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بين الكبريت الصابون! بقلم الطيب مصطفى
  • محمد على جادين: أيها الراحل في الليل وحيدا بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عن مصر بلا حصر بقلم مصطفى منيغ
  • مكمن الخلل والواقع المأزوم بقلم نورالدين مدني
  • التحالُف المُركَّب.. مخرج أزمة العمل المشترك للمعارضة؟ بقلم البراق النذير الوراق
  • فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ثابو أمبيكي.. كتف الوساطة المايل!! بقلم الصادق حمدين
  • التوقيع على خارطة الطريق خيانة عظمى و تقنين لمغانم الفاسدين! بقلم عثمان محمد حسن
  • لماذا كثر الكلام عن الجنجويد الان ؟ بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • أساليب نضالات الطبقة العاملة، في ظل النظام الرأسمالي المعولم.....4 بقلم محمد الحنفي