(منو البقنع الديك)!! بقلم عثمان ميرغني

(منو البقنع الديك)!! بقلم عثمان ميرغني


06-15-2016, 01:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465994455&rn=1


Post: #1
Title: (منو البقنع الديك)!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-15-2016, 01:40 PM
Parent: #0

12:40 PM June, 15 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حديث المدينة الأربعاء 15 يونيو 2016
10 رمضان 1437 هـ

هو مثل شعبي سوداني معروف.. وله قصة معروفة.. تحكي أن رجلاً مصاباً بالوسواس فيظن نفسه حبة ذرة.. وأصبح يخاف من رؤية الديك خشية أن يلتقطه بمنقاره..فأخذه أهله إلى المعالج النفسي.. وبعد أيام من جلسات العلاج قال الرجل للمعالج (خلاص أنا اقتنعت أني ما حبة ذرة.. لكن منو البيقنع الديك؟)!
أمس الأول؛ في برنامج (وطن اب) على شاشة قناة النيل الأزرق.. الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام نفى عن الحكومة (تهمة الفساد).. وأنا – كاتب هذه السطور- من عندي أثني.. وأؤيد أحمد بلال.. وأبصم بالعشرة وأقول بملء فمي (نعم الحكومة ما فيها فساد).. ولكني أضيف (بس منو البيقنع الديك)!
و"الديك" هنا هو الحكومة نفسها.. من يقنع الحكومة بأن الحكومة ليست فاسدة؟
أكبر مروج لحكاية أن الحكومة فاسدة، هي الحكومة نفسها.. بتكرار نفيها عن نفسها تهمة الفساد.. فهي الأكثر حاجة لمعالج نفسي يقنعها بأنها(حكومة) و ليست(حبة ذرة).. فلا داعي لأن تخاف من(الديك)!!
سادتي؛ معنى الفساد "الرسمي" هو أن يرتكب رجل أو امرأة مخالفة صريحة(صغيرة أو كبيرة) بحكم موقعه الرسمي.. كأن يسرق مالاً عاماً (عيني عينك) بلا أدنى غطاء.. أو يستغل نفوذه للحصول على مكاسب بغير وجه حق، أو يساعد آخرين في الحصول على مكاسب بغير وجه حق، وأشكالاً أخرى كثيرة كلها تندرج تحت عنوان (الفساد).. لكن؛ كل هذا الفساد لا يمكن أن ترتكبه (الحكومة)؛ لأن تعريف (الحكومة) أنها مجموعة القوانين والتشريعات والنظم التي تدير (الدولة).. بعبارة أخرى؛(الحكومة) هي مجرد كائن اعتباري (افتراضي) فهي لا ترتكب الفساد؛ لكن المفسد هو من يستغلها لتحقيق مغانم مهما كانت كبيرة أو صغيرة.
أهمية هذا التعريف في كونه يجعل مسؤولية الفساد على الشخص الطبيعي الذي يتولى المسؤولية الحكومية.. وطالما هم بشر فالنزوات الإنسانية طبيعية..(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه).. فليفسد من أراد كما يريد.. لكن عليه أن يدرك أنه هو المسؤول عن فساده.. وليست(الحكومة)!
لكن المشكلة العويصة.. أن(الحكومة) مصممة على أن الفساد(منسوب) للحكومة.. فما أن يتفوه أحد بكلمة (فساد) إلا وترفع (الحكومة) البطاقة الحمراء وتشير بصرامة بأصبعها إلى (خارج الملعب)!
ما أن تظهر في الأفق أحاديث عن فساد مسؤول.. حتى تقفز(الحكومة) بكلكلها تدافع عنه وتنفي التهمة كأني بها المتهمة وليس المفسد.. ولو تركت الحكومة كل مسؤول يواجه مصيره.. ويدافع عن نفسه لأراحت نفسها وأراحتنا.. لكن من يقنع (الديك)!
راجعوا كل الأخبار التي راجت عن فساد.. تكتشفوا الصورة المحيرة.. المسؤول المفسد مرتاح البال يردد مع أبي الطيب المتنبي :
أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جراها ويختصم.
يفسد المفسد؛ والحكومة تلهث وتنقطع أنفاسها وهي تدافع عنه لتبرئ ذمته.
من يقنع "الديك".. أن فساد المسؤول.. مسؤول عنه المسؤول..!!
وليس "الديك"..

altayar

أحدث المقالات

  • الإسلام .. السوداني ؟! بقلم د. عمر القراي
  • الحصاد المر للربيع العربي ( - 4 ) تحولات النخب وحراك اجتماعي جديد بقلم د. موريل أسبورغ، هايك
  • شهادة الترابي على العصر حلقة (8) بقلم مصعب المشرّف
  • دونالد ترامب، الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية بقلم عبد الصمد وسايح
  • في عشق وطني الثالث بقلم فادي قدري أبو بكر
  • بيرني ساندرز والمبادرة الفرنسيّة بقلم ألون بن مئير
  • أبناء آدم.. المصري أحمد عز وأولئك الازواج السودانيين.. بقلم رندا عطية
  • عمليا الشهادة السودانية فقدت قوميتها , ولكن هل تم التغيير بمحض الصدفة بقلم المثني ابراهيم بحر
  • شنطة الحاوي علي عثمان طه وإفطار 1000 شخصا في شارع عبيد بقلم جبريل حسن احمد
  • ((الإسلام مُتهم عند الأخوان لذلك يسعون لتحسين صورته)) بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي
  • ( سباق الأكشاك) بقلم الطاهر ساتي
  • (العقل) لا (العضل) لحراسة الجامعة!! بقلم عثمان ميرغني
  • حينما تستقوي الطائفة بالدولة !! بقلم عبد الباقى الظافر
  • (سلملي) على سعاد !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين غندور وابنعوف ودينق الور بقلم الطيب مصطفى
  • والانقاذ بلهاء ومستبدة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • جلسة إستماع بلاقرار !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كشكوليات (7) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ محمد محمد خير
  • مبعوثو السلام وظائف موروثة ومهامٌ معروفة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الاندهاش و الهبوط الناعم بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق