(ملحوقة)!! بقلم عثمان ميرغني

(ملحوقة)!! بقلم عثمان ميرغني


06-04-2016, 02:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1465046827&rn=0


Post: #1
Title: (ملحوقة)!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-04-2016, 02:27 PM

01:27 PM June, 04 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حديث المدينة السبت 4 يونيو 2016

أحد رجال الأعمال قال لي إنّ الذي يزور ميناء بورتسودان قد يدهشه أنّ الصادر الوحيد المُهم الذي يعبر بوابتنا نحو الخارج.. هو "البرسيم".. أو العلف الحيواني.
قال لي ذلك في سياق تفسيره لأزمة الجنيه السوداني أمام العُملة الصعبة.. والقفزات المُتوالية لأسعار التحويل مُقابل العُملة الأجنبية.. فطالما أنّ (الإنتاج) يتضعضع فليس بالإمكان حَل مُشكلة الجنيه..
وليست المُشكلة في أنّ المُواطن بات الآن يتقلّب في سعير نيران المعيشة الجافة فحسب.. بل في النظر إلى الضوء في آخر النفق.. فالمّلاحظ أنّ وزارة المالية توقّفت حتى عن التصريحات المُطمئنة.. ولم يعد في الأفق حتى وعود ولو للتخدير خلال عملية جراحية لإصلاح الحال الاقتصادي.
مثل هذه الأوضاع جد خطيرة من زاويتين.. الأولى أنّ مُتوالية تضعضع الإنتاج وتآكله قد تزداد سُرعتها مع غياب المشروعات والخُطط الكبيرة لمُعالجة الخلل. والثانية؛ وهي الأفجع..غياب الرؤية الجديدة التي تبني منصة انطلاق نحو حل الأزمة الاقتصادية.. فالواقع الذي بين أيدينا هو مجرد تعايش مع الأزمة.. ومُحاولة تخفيف وامتصاص النقمة لا أكثر.. وفي ذهني الأخبار التي نشرتها أخيراً وزارة المالية بولاية الخرطوم عن مراكز لبيع السلع المُخفضة.. وهو إجراءٌ يُذكِّرنا عهد الصفوف والبحث عن لقمة في عتمة ليالي الأزمات.. ويعني بالضرورة رفع الراية البيضاء والتعامل مع آثار الأزمة.. وليس جسم الأزمة نفسها..
الخلل أكثر من واضح.. البنية الاستثمارية انهارت.. نظرة واحدة لحجم الأموال السودانية المهاجرة باضطراد خارج الوطن (وخاصةً للجارة أثيوبيا) يكشف الحال المائل في الاستثمار.. وقبل يومين فُجعنا ونحن نشاهد ما حقّقته شركة (المراعي) السعودية الشهيرة التي جاءت إلى السودان بكامل إرادتها وحاولت الاستثمار في أرضينا الواسعة الشاسعة.. ولكنها عانت من (دس المحافير) واشتكت لطوب الأرض وأخيراً حملت بقايا (خفي حنين) ورحلت.. إلى أين؟؟ تصوّروا.. إلى آخر الكرة الأرضية.. كأنى بها (معزومة) على بطولة كأس العالم.. رحلت إلى دولة الأرجنتين.. وهناك أبدعت وأقامت مشروعاً يُثير الغيرة – لم أقل الفجيعة - قبل الدهشة..
السعودية الجارة الشقيقة بدلاً من أن نستقطب استثماراتها المُهاجرة.. إذا بنا نترك أكبر شركاتها تفر هَاربةً بجلدها إلى أقاصي الدنيا.. دون أن يستقيل موظف واحد أو حتى تنزل على خط الوطن دمعة حزن (أي دمعة حزن لا.. لا) على قول الفنان عبد الحليم حافظ.
نستطيع أن نتحمّل الفقر والضنك.. لكن إلى متى؟ ما أسوأ من قهر الفقر إلاّ غياب الأمل في انقشاعه.. فالحديث عن خطة اقتصادية ثلاثية أو خمسية ليس كافياً لنربطه – كالحجر- على بطوننا الخاوية.. لابد من (رؤية) واضحة لا تدور حول الأزمة بل تضع النقاط فوق الأحرف بكل جرأة.. هذه (الرؤية) لا يُمكن أن تنطلق إلاّ من منصة (الحل السياسي.. أولاً).. فالأزمة وإن كانت بعض نتائجها اقتصادية لكنها في الأصل سياسية بامتياز..
متى تحل الأزمة السياسية.. الله أعلم..!! فالحكومة تعتبرها (ملحوقة)!!

altayar

أحدث المقالات
  • تذكير ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • عجبي !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • دمعة على خد جاف..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • نيجيريا وثورة بهاري ضد الفساد بقلم الطيب مصطفى
  • سلام وشوق لي كسلا بقلم الفاضل إحيمر
  • كهرباء بقلم عمر عثمان
  • آخر نكتة (خم الرماد السوداني بالقلاب)!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • التشدد و الاعتدال في إيران وجهان لعملة واحدة! بقلم سلمى مجيد الخالدي
  • يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • فشل ذريع للدبلوماسية الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • الفكرة عند الأحزاب السودانية الأمة نموذجا بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • السودان يحذر السلطات المصرية من تسييس العدالة بقلم محمد فضل علي..كندا
  • تهنئة ورسالة وتوق بقلم نورالدين مدني
  • ثلاث مبادرات لميت يسمى حل الدولتين نظرة تحليلية بقلم سميح خلف
  • الحوار على مواقع التواصل الاجتماعي بقل ماهر إبراهيم جعوان