الأبيض لا يستطيع أن يكون أسود لأن السواد هو الحكمة والجمال ، هذه المقولة قالها زمان الرئيس السنغالي ليو بولد سنغور ، فهل هي صحيحة ؟ ،معمر القذافي قال في ذات يوم " السود سيسودون العالم " لا اريد أن أدخل في جدل حول عنصرية اللون ، فأنا أكتب خواطر " مبعزقة مشتته لكنها بت ستين ألف كلب " ، واحدة من طرائف والدي – رحمة الله عليه – حبه الشديد للرئيس السنغالي ليو بولد سنغور ، لاحظ والدي إختلافي الكبير معه فيما يتعلق بسنغور ، فتعمد الإكثار من الحديث عنه معي ، ، ولأني أفهم والدي جيدا وعاشرته وصاحبته وعجنته تركته على سجيته ، وبادلته الشعور العاطفي للإبن تجاه والده ، لم يحدث أن كدرته حول عشقه وحبه لسنغور ، بل حدث ذات يوم من الأيام عندما تخلى سنغور عن السلطة في بلاده : قلت له : سنغور هذا رجل عظيم ! فرح فرحا طفوليا وأهداني مقالة باللغة الفرنسية عليها صورة سنغور ، أخذتها لإبن خالي محمد عثمان بابكر وكان يجيد اللغة الفرنسية وعمل يالخارجية السودانية كما عمل بالسفارة السودانية في الجزائر وفرنسا ، وكانو يلقبونه ب " إستالين " ، وهو مترجم جيد جدا كتب الكثيرجدا من النصوص الدرامية للإذاعة السودانية ، ولكنه كان مثل " المسدس كاتم الصوت " لا يثرثر مطلقا إلا معي ، وقد حكى لي سبب تسميته " ستالين " سأحكيها لكم لاحقا . المهم سنغور هذا كان على قناعة تامة بأن السودان بلد إفريقي ، والعرب دخلاء عليه ، وقد عبر عن ذلك في مقولته الشهيرة عندما إنضم السودان لجامعة الدول العربية فقال : كنا نظن السودان أحسن بلد إفريقي فاختار أن يكون أسوأ بلد عربي !!فغضب منه الأستاذ الراحل المقيم محجوب محمد احمد ، سنغور ينتمي للديانة الإسلامية " 94 % من السنغاليين يدينون بالإسلام " ولكن حسب قراءاتي عنه أظنه فرنسيا لحما ودما ، ويدين بالولاء لفرنسا حضارة ولغة وثقافة . مختصر القول رحل ليو بولد سنغور وخلفه " الطولو طول النخلة ... ها ها ها عبدو ضيوف ، وجاء من بعده أفارقة فطاحلة أمثال نيلسون مانديلا ، باتريس لوممبا ، ويلي سوينكا ، جينوا أشيبي وغيرهم . لا زلت أذكر المعركة التي نشبت بيني وبين الدكتور العراقي عبدالعزيزوطبان الذي وصف الفستق الذي يصدره السنغال بأنه فستق العبيد ، خبر صغير طالعته في النت عن تعيين السنغالية فاطمة سامورا في القريب العاجل أمينا عاما للفيفا ، فهل يا ترى تتحقق نبوءة والدي عندما قال لي " سنغور جاكم كان الله أداكم !!!!!