د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (2)

د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (2)


03-31-2016, 05:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459442874&rn=1


Post: #1
Title: د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة (2)
Author: عبدالله محمد سليمان
Date: 03-31-2016, 05:47 PM
Parent: #0

04:47 PM March, 31 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله محمد سليمان-
مكتبتى
رابط مختصر

د. محمد عثمان الجعلي :كلمات في حق إنسان متفرد أو محاولة الدخول لعوالم الجعلي المدهشة  (2)
( يا أيتها النفس المطمئنة ، إرجعي إلى ربك راضية مرضية ، فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم.
عاد الراحل الدكتور محمد عثمان الجعلي رحمه الله مظفرا من ليفربول للخرطوم وعدت وألتقينا وما زال يردد، حين السلام عليه بذات الحميمية التي تعودنا، عبارته الأثيرة (عبدالله....عبدالله ...ما تبكي)!عاد من البعثة الدراسية ليبدأ مشواره الأكاديمي كمحاضر في إدارة الأعمال بجامعة الخرطوم. وهناك في قسم إدارة الأعمال عمل مع نفر كريم من أساتذتنا الأجلاء وتوثقت صلاته بهم وبزملائه الأساتذة في كليات الجامعة المختلفة، وبطلابه الكثر الذين آلمهم فقده وما زالوا يذكرونه بخير كثير. وحين عدت لعملي في إدارة تمويل التعليم العالي أتاح لنا القرب الجغرافي أن نلتقي لنجدد الذكريات. عاد الجعلي رحمه الله لمراتع الطفولة والصبا والشباب، عاد لمدينة أحبها وغاص في تفاصيلها واستلهم سيرتها فيما كتب وما سيكتب في مقبل الأيام. "بحري" بموقعها بمرافقها ومصانعها، بديومها وحلّالها وأحيائها، برمزيتها ورموزها وبإنسانها، بعلاقتها العضوية وتواصلها الحميم مع موطن الأجداد في الشمال، في القرير وما حولها. بحري لعثمان الجعلي هي كل هذا وأكثر!
الفقيد محمد عثمان الجعلي عليه رحمة الله بثقافته الموسوعية وعلمه الغزير "إنسان" بكل ما تحمل الكلمة من معان وهو متفرد في هذه الصفة. وليتني أستطيع أن أنتقي الكلمات وأتخير التعابير لتبيان إنسانيته، وأنا أعلم يقينا أنه ما كان يسعى يوما لأن يُكتب هذا عنه. فإنسانية عثمان الجعلي تتبدى في بساطته وقدرته على التعامل مع كل من عرفه بمحبة وبتواضع جم، ولهذا فقد كسب ود الناس بكل فئاتهم وطبقاتهم ومستوياتهم وانتماءاتهم. وأجتهد لأقول أيضا إن البساطة التي تميز بها رحمه الله وقدرته على مزجها بالدعابة المحببة، وحرصه على التواصل المستمر ورعاية علاقاته مع الأصدقاء والأحباب شكلت الخصائص المميزة لشخصيته الفذة والتي يمكن التعرف عليها من خلال إحساسه الدائم بالآخرين وإحساس الآخرين به في إطار علاقاته الواسعة الممتدة بالناس، كل الناس.
هذه النزعة الانسانية عنده هي في جانب منها فطرة موروثة أصلها ونبعها رموز كبار أولهم والده الحاج أحمد الجعلي عليه رحمة الله. استقى منه ومنهم كثيرا من القيم الفاضلة والرؤى الملهمة، وما انفك يلتمس في سيرتهم ما أعانه في مقبل الأيام على الكتابة والإبداع وإخراج كنوزه المبهرة للناس. الذي ميز عثمان الجعلي عن كثير من الكتّاب والمثقفين قدرته على النظر في تفاصيل حياة الرموز ممن عايشهم في مراحل حياته المختلفة وإدراك ما قد يستعصي فهمه واستيعابه على الآخرين. كان كذلك يتوقف كثيرا ويحدق بعمق وحذق في تجارب الناس من حوله، وبعضهم من العامة، فيخرج من سيرهم وتجاربهم الدرر. هذا ملحوظ يوشي المتون والحواشي في كل ما كتب، وليس عسيرا التدليل عليه بنماذج مما أورده في مقالاته وإصداراته القيمة.
في إنسانية الجعلي إلى جانب الموروث ما هو مكتسب من بيئة عاش فيها وعايشها. ولئن كانت " الخرطوم بحري"، وقد عاد إليها بعد أن نهل العلم في المملكة المتحدة كما تقدم، وبكل دلالاتها ورمزيتها، هي بؤرة النشاط الإنساني الذي تفاعل معه بكل ضروبه، فإنها لم تكن إلا منطلقا لاهتمامه الواسع وعطائه الوافر الذي أمتد ليشمل الوطن كله بمشكلاته وقضاياه الكبرى. وفي هذا تعرف الجعلي رحمه الله خلال سنوات عمره المبارك على أصحاب العطاء من السودانيين في ميادين العلم والأدب والشعر والفن والثقافة والفكر. تعرف عليهم بشخوصهم واطلع على إسهاماتهم ودرسها بعمق واتخذها زادا أضافه لمعارفه الواسعة وقراءاته المتنوعة. وولج الدكتور محمد عثمان الجعلي رحمه الله باب السياسية من منظور وطني واسع ومتجرد. ونكذب إن ظننا نحن "قبيلة الأشقاء الاتحاديين" أنه كان لنا وحدنا، وإن كنا قد عرفنا عنه في مسيرتنا الحافلة معه، الوفاء والإخلاص والعطاء الذي لا تحده حدود.
اللهم يا حنان يا منان أرحم الصديق الوفي والأخ العزيز البروفسور محمد عثمان أحمد الجعلي "إبن نوره" رحمة واسعة وأجزل ثوابه وثقّل ميزانه وأشمله بمغفرتك وعفوك واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم تقبل دعاء كل من دعا له من الأهل والأحباب والأصدقاء والمعارف الذين أحزنهم فقده وأبكاهم رحيله، أولئك الذين اصطفوه أخا وصديقا وحبيبا لما حباه الله به من القبول وكريم السجايا، أولئك الذين يعلمون حقا وصدقا أنها مشيئة الله وقدره المقدور ولا يقولون إلا ما يرضي الله رب العالمين ( إنا لله وإنا إليه راجعون).


أحدث المقالات

تصحيح المسار و النقد الثوري, ماهو الشمال ؟؟؟؟ بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • طوب علينا يارب ! بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصر
  • شرط جنوب السودان للوُحْدَةِ، ونُكوص المركز بعد قبُول! جزء ثانى (8) بقلم عبد العزيز عثمان سام
  • موت اليسار في أمريكا اللاتينية: الفساد والاستبداد بقلم : جورج جي. كاستنيدا * ترجمة: غانم سليمان غا
  • إعلان الجزيرة التشويقي..! بقلم عبد الله الشيخ
  • نظام الانقاذ مليء بالصراصير بقلم جبريل حسن احمد
  • اصحاب الخطاب الفظ، د. أمين حسن عمر، نموذجاً..! بقلم الطيب الزين
  • فصل الدين عن السياسة، يقتضي عدم استحضاره في الحياة العامة، باعتباره شأنا فرديا، وليس شأنا عاما
  • قوى المستقبل: الرماد كال حماد !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ناس «حي ود البنا» «البركة فيكم في.. «كباية» .. بقلم رندا عطية
  • تصريح أشتر ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • في دكان ود البصير بلندن..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الماسونية «5» ركام ما يجري بقلم الطيب مصطفى
  • رابع المستحيلات
  • خطة «داعش» لنقل الفوضى إلى أوروبا كتب المقال مارتن شولوف
  • حمقي ابريل بقلم سليم عثمان
  • السبب في مشاكل السودان .. هو سوء الفهم بقلم شوقي بدرى
  • لا.... لفرض الحلول العسكرية والأمنية لأزمات الوطن! بقلم فيصل الباقر
  • (الدكتور) أشرف الكاردينال بقلم بابكر فيصل بابكر
  • أنصار د. النعيم د. ياسر الشريف نموذجاً (4) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • الرئيس .... وزفة الحاخامات بقلم سميح خلف
  • سوق الكلام بقلم سيد أمين