أدوات التغيير( 1): كيف تخسر دول كبرى معارك صغيره بقلم عثمان نواي

أدوات التغيير( 1): كيف تخسر دول كبرى معارك صغيره بقلم عثمان نواي


03-28-2016, 05:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1459140328&rn=0


Post: #1
Title: أدوات التغيير( 1): كيف تخسر دول كبرى معارك صغيره بقلم عثمان نواي
Author: عثمان نواي
Date: 03-28-2016, 05:45 AM

04:45 AM March, 28 2016

سودانيز اون لاين
عثمان نواي -
مكتبتى
رابط مختصر



الحروب بين أطراف غير متكافئة Asymmetrical wars: أن النزاعات الحديثة خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اتصفت بشكل غير معتاد بأنعدام التوازن بين الأطراف المتحاربة، في الوقت الذي يتحول فيه القتال من ساحات الحروب إلى ساحات أخرى مرتبطة أيضا بالسياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة وغيرها. و قد تولد هذا المصطلح الحروب الغير متكافئة أو غير متماثلة الأطراف، في مقال للكاتب ماك اندرو في السبعينيات، حيث كان يحلل كيفية انتصار المجموعات الصغيرة على الدول الكبرى، مشيرا إلى حرب فيتنام وهزيمة الولايات المتحدة فيها.

المقال الذي نشر في مجلة السياسية الدولية بعنوان " لماذا تخسر دول كبرى حروب صغري" تم تجاهله وقتها، لكن بعد هجمات 11سبتمبر ومنذ نهاية الثمانينات بدأ العالم ينظر إلى أدوات الصراع بين الدول وداخلها بصورة مختلفة. وبدأ المصطلح ياخذ مكانة أكاديمية من جديد. ان الحروب الغير متكافئة دائما ما تكون بين مجموعات مسلحة بين الدولة، مثل حالات التمردات الداخلية والحروب الأهلية. في الوقت الذي تكون فيه الحروب في أغلب الأوقات في تلك الحالات هي فعلا بين طرفين غير متكافئتين هما الدولة وبكل قوتها وجيشها، وبين مجموعة صغيرة العدد غالبا ولكنها مرنة وقادرة على التوائم بحسب حاجة الوضع الموجودة فيه.

التحليل النهائي لمارك أندرو فى نظرية الحروب الغير متكافئة، خلص الي أن الدول تخسر في الغالب لسبب رئيسي، الا وهو أن المجموعات المسلحة الصغيرة تلك تحارب لأنها لا خيار آخر لديها أي أنها تحارب من أجل البقاء، وبالتالي فهي تحمل داخلها روح معنوية عالية وقدرة كبيرة على المغامرة وتحمل آلام أكبر بكثير من تلك التي يكون الجيش الحكومي النظامي على استعداد لتحملها، لأنه بالنهاية هو لا يحارب لأجل البقاء بل من أجل السيطرة واثبات القوة والانتصار. وهنا تأتي نقطة القوة التي تتميز بها الحركات المسلحة الثورية.
ولكن أشار أيضا الباحثون في الحروب المعاصرة إلى أهمية الوسائل الأخرى للحرب التي تستخدمها المجموعات الصغيرة ضد الدولة، والتى تشمل الحرب أيضا على المستوى السياسي والإعلامي وفضح ممارسات الدولة المحاربة لوضعها في حالة احراج يقلل من دعم شعبها لها ودعم العالم لها. ولهذا فإن القوة العسكرية ليست وحدها ابدا القادرة على صنع الانتصارات والتغيير، بل أن وسائل الحرب الاستراتيجية الأخرى وصناعة قوة معنوية مرتبطة بالقدرة على الدفاع عن القضية المعينة في ساحات مختلفة عن ساحات المعارك العسكرية، هي من أهم وسائل الانتصار على الدول المتجبرة.

ولذا فإن القدرة على الدفاع عن القضايا على المستوى الثقافي والإبداعي، باستخدام وسائل التواصل البصري والصوتي وغيرها من المؤثرات الثقافية والفنية هي أيضا أسلحة هامة في التعبير عن القضايا وكسب التأييد وأحياء وتوريث الأفكار ونقلها إلى الاجيال الجديدة عبر وسائل تخاطب واقعهم وتمنع فكرهم المنفتح على العالم. ان أزمة التغيير في السودان على اختلاف أدواتها تحتاج إلى نظرة مغايرة لاكتشاف الذات وتحويل مسار الصراع وساحات المعارك لكي يتحقق انتصار حقيقي ليس فقط على النظام لكن على كل الازمات التاريخية التي تهدد حاضرنا ومستقبلنا

[email protected]

أحدث المقالات

  • الطريق الي أوربا ، طريق الي الموت والهلاك في أعماق البحر المتوسط !! بقلم محمد بحرالدين إدريس
  • غداً ذكرى مجزرة من مجازر الاحتلال اليمني بالجنوب الذكرى الرابعة لمحرقة مصنع 7 أكتوبر في أبين
  • السوريين مقابل الجنوبيين . أعادة هندسة الخريطة الديموغرافية للدولة السوداني بقلم المثني ابراهيم بح
  • عمي صباحاً دار فوز بقلم أمين محمد إبراهيم
  • مواطنو جنوب السودان .. بعيداً عن النزاعات بقلم نورالدين مدني
  • الرئيس .... من هو الرئيس...؟؟!! بقلم سميح خلف
  • لو سمحت يا سعادتك .. ؟ كيف سعادتك ؟! بقلم حسن عباس النور
  • أنصار د. النعيم د. ياسر الشريف نموذجاً (3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود
  • إلى.. طاغية القصر.. ثورة المظاليم قادمة.. وإن تأخر أوانها بقلم الصادق حمدين
  • ما معنى هذا، يا رِجال..!؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • منصور خالد وحقوق الإنسان (1/2) بقلم نبيل أديب عبدالله
  • ماذا أصاب ( بعض) كبار الهلال؟! بقلم كمال الهِدي
  • بأستثناء هادي .. حوار الموفنبيك والمبادرة الخليجية اجتمعوا أمس في مليونية السبعين
  • الإسلامي هو هو ولو قاد قوى المستقبل!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • طفل كبير !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • من قتل الترابي..؟ بقلم عبد الباقى الظافر
  • عقلك .. هو ما يهدم السودان «1» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • تواضعوا قليلاً يا هؤلاء بقلم الطيب مصطفى
  • سجين الحياة بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
  • برنامج الوزير المغضوب عليه.. فرصة للدعوة(للأحسن) بقلم البراق النذير الوراق
  • أهمية الرد كتابةً على احتيال أمبيكي وزوما بقلم د. عشاري أحمد محمود خليل
  • المقعد البائس بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
  • هل تسقى ايران كاس السم الاقليمي ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • المعاشيون في الأرض .. هلا عاملتموهم كما تعاملون يهودي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب؟
  • بسبب الحرب والفقر المدقع: إنتشار واسع لمرض الإيدز في دولة جنوب السودان... صلاح الدين مصطفى
  • طلاب التوجيهي في السودان... نزيه القسوس
  • ألبراطيش والغسول, أم ألبابا ألرسول بقلم بدوى تاجو
  • على مهلي - قرشي عوض.الصحافة السودانية.. مأساة وملهاة
  • سيف الدين احمد فرج الله النقرابى: بروز عالم سوداني لم تثنيه عن النجاح سياسة الفصل والتشريد في بلاده
  • مسافر الي الغني .. قصة قصيرة من كتاب امدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري
  • العدالة الامريكية الاستيلاء علي الاموال السودانية المساواة بين الجاني والضحية بقلم محمد فضل علي..ك
  • خارطة طريق مقفول بقلم نورالدين مدني
  • يا دول التحالف خيرت الله عليكم .. أهل الشمال شوفوهم أعدائنا واعدائكم بقلم أمين محمد الشعيبي