*عندما نؤكد أهمية إعمار العلاقات الخارجية مع العالم ومع دول الجوار ومع دولة جنوب السودان خاصة‘ لا ننطلق من مواقف إنسانية مجردة وإنما لأن إعمار العلاقات الخارجية يؤثر إيجاباً في تأمين السلام الداخلي. *قبل إجراء الاستقناء حول مصير جنوب السودان وبعد إعلان نتيجة الاستفتاء ظللنا ننبه إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات السودانية والجنوب سودانية بمنأى عن الصراعات المتداخلة في دولتي السودان. *باركنا كل خطوة تتم تجاه إعمار العلاقات السودانية السودانية وثمنا كل الجهود الإيجابية التي بذلت بالتنسيق مع دول الإيقاد لإصلاح ذات البين وسط الفرقاء في دولة جنوب السودان‘ لكن للاسف استمرت التداخلات السالبة تهدد كل مساعي الاتفاق والوفاق. *خسر شعب السودان في البلدين الكثير جراء استمرار الخلافات الفوقية حول انسياب البترول وكلفته‘ واستمرت المكايدات التي فاقمت الأزمة الاقتصادية فيهما‘ ومازالت النزاعات تهدد مستقبل السلام في البلدين وفي المنطقة. *استبشرنا خيراً بالقرارات التي أصدرتها الحكومة لتطبيع العلاقات مع دولة جنوب السودان خاصة قرار فتح الحدود بين البلدين لما فيه من خير للمواطنين هنا وهناك‘ لكن للأسف تعكرت العلاقات بينهما من جديد. *إننا ندرك الواقع الجديد الذي نجم عن استقلال دولة جنوب السودان‘ لكن كما قلنا أكثر من مرة أنه لا يمكن فصل الشعب السوداني بسكين قاطعة خاصة في ظل التداخل الإنساني والاجتماعي القائم والممتد. *كان قرار معاملة مواطني دولة جنوب السودان كمواطنين سودانيين قراراً حكيماً خاصة في ظروف تداعيات النزاعات المسلحة في جنوب السودان ونزوح اعداد كبيرة إلى السودان. *بعيداً عن السياسة وتعقيداتها ليس من مصلحة بلدي السودان تصعيد التوتر بينهما والعودة لإغلاق الحدود بين البلدين لأن ذلك يضر بمصالح أهل السودان الاجتماعية والاقتصادية هنا وهناك. *إن قرار معاملة مواطني جنوب السودان كأجانب يحتاج إلى دراسة وترو قبل تطبيقه خاصة وسط النازحين من جنوب السودان الذين يحتاجون أكثر لكل الخدمات الإنسانية الأساسية. *هذا يلقي على منظمات الامم المتحدة المعنية بتقديم المساعدات اللازمة لللاجئين مسئوليات إضافية لتأمين سلام واستقرار وحياة هؤلاء المواطنين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في النزاعات المسلحة المتداخلة في دولتي السودان.