ترابي القوم بقلم عبدالله عبدالعزيز الاحمر

ترابي القوم بقلم عبدالله عبدالعزيز الاحمر


03-06-2016, 05:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1457281832&rn=0


Post: #1
Title: ترابي القوم بقلم عبدالله عبدالعزيز الاحمر
Author: عبدالله عبدالعزيز الاحمر
Date: 03-06-2016, 05:30 PM

04:30 PM March, 06 2016

سودانيز اون لاين
عبدالله عبدالعزيز الاحمر-
مكتبتى
رابط مختصر

في كل مرة يرحل فيها احد العظماء نبحث عن كلمات التي نشيعه بها، او كلمات نعزي بها وطن او انفسنا او كلمات نهزم بها القهر، قهر ان نصمت فيقتلنا الألم، او كل ذلك ثم لا نجد شيئا ...

كذلك هو اشتجار الكلمات في نفسي بين يدي رحيل عراب الفكرة الإسلامية و حاد ركبها الأمين..

لقد كان امينا ليس عاما لحزبه بل على حزبه وعلى فكرته.

لكننا أيضا ارتحلنا، نحن شعوب السودان، ارتحلنا في كل بلاد الله طلبا للرزق و طلبا للأمن وطلبا للخلاص. ومنا من يرتحل وهو قر يثوب عن نفسه و عن ذاته وعن أناه.

يثوب عن حرية ان يفكر ويثوب عن ان يبحث عن ذاته، بل يثوب عن فكرة التفكير ذاتها في سبيل ان يبقى في جسده!

فنحن لذلك نرتحل ألف مرة ومرة ثم نموت لنعود إلى أصلنا.

لقد فجأني بل دهمني بل حاصرني إحساس بأن أعمارنا هدر، وعيشنا هدر، وآمالنا وأعمالنا وغدنا هدر.. بين يدي الرحيل، ابحث عن كلمات، غير ان تزروني رياح الحنين للعودة، ابحث عن كلمات، دون ان اقول للظلام انك كئيب، ابحث عن كلمات تعزي الوطن في فقد سبعة وعشرين عاما عجاف..

اليوم مصيبتنا في كلمات نقولها بين يدي عزاء وطن في ربع قرن من شبابه، في ربع قرن من حقوله التي احترقت، في ربع قرن من جغرافيته وربع قرن من اهليه الذين انتزحوا جنوبا وربع اهله الذين غيبتهم الملاجئ غربا وغربا وغرب

والمخيمات والرحيل والجهاد..

ابحث عن كلمات للتاريخ

كي اقول انه كان امينا لجماعته، وكانهم كلهم في ضحكته وهزئه و هزيانه

وهم كانوه في سطوته علينا وجرأته علينا واعتياده علينا في ضياع اعمارنا و عمارنا..

ابحث عن كلمات ارفعها بين يدي وانا اقرأ على ضحايا وطن فاتحة الرحيل

نحن اليوم حزننا كبير، وفقدنا جلل

نحن تذكرنا لحظة ان دهمنا اللصوص

لحظة ان حاصرنا جيشنا الذي جهزناه وغنينا له بل و رقصنا له وحسبناه فخرنا، وحسبناه حامينا وحسبناه......

غنيناه " تجوا عايدين" ذلك كان قديما ونحن بعد نستشرف وعود المستقبل

ثم غنيناه "جنود الوطن لبوا النداء"...

لكنهم لحظة اختطاف البسمة من شفاهنا، لم يكونوا هم

و لحظة انفجار الدمع وابتلاع الغصة، يوم ان فرقتنا دماءنا، لم نكن نحن

اليوم نحن ايضا حزننا كبير وفقدنا جلل

ولا عزاء

فلتنصب في كل بيت و كل شارع وكل مدرسة وكل جامعة وكل مسرح وكل سوق وكل مزرعة و كل مصنع و كل مستشفى و كل سهل و وادي وفي كل قلوب الامهات... خيمة عزاء على الراحلين

رحل كلمينت إمبورو فكانت مصيبتنا الاولى

ورحل جون قرنق فكانت الثانية من جنس الاولى... جلل

ثم رحل عبدالله دينغ من " غرامه الأول"

و في بلادي ارتحل القضاة عن القضاء، و ارتحلت الخدمة العامة عن العامة

وارتحل الادباء والفنانون عن الفن

و ارتحل عن الارض السلام، وعن الناس المسرة

وارتحل الآبنوس

رغم اننا غنيناهم ايضا: ما في شمال بدون جنوب، لكنهم تركونا بلا جنوب ، تركونا بلا"نا"، بلا شمال...

و رحل صوت المغني حزين..

وفتر حنيني الكان زمان..

ومرت سنة..

والكان زمان..

الصحفي فيصل محمد صالح يقول لنا بين يدي رحيل الترابي: أن المقام مقام عزاء وليس مقام سياسة!

نعم هو كذلك

مقام عزاء،

لكن دعنا نعزي انفسنا ايضا

في كل البشاشات القبيل

في كل المصايب والعقارب، في الجلابة والجراد وجلجلة الجلالات والجنجويد ايضا

في كل قلوب الامهات خيمات عزاء..

إلا المساجد

فقد خدعونا من منابرها، و خدعنا لهم..

إلا المنابر فقد ألفوها، و ألفوا خشوعنا.

إلا المساجد فهم اساطينها و نحن بسطاء، تخنقنا عبرة الأسى على كل شئ،

نحن نرحل كثيرا قبل ان نموت في صمت...

وحينذاك تعجزنا حتى الكلمات في رحيل مهيب يلفه الصمت والقهر والمضيعة والألم

ثم لا نذكر تواريخ البكاء

خيمة اخرى في قلبي انصبها، يا وطن " عز الشدايد"...

حبالنا الجوة .. ما تخنت

حبال السما الممدود

حبال الصوت وكت يرجع

يجيب الخاطر المردود

تعالي نشوف

غنواتنا البقت فى الدنيا ما بتشوف

تعالي نشوف

حروف البكا .. الجوّاها مافى حروف

تعالي نشوف .. تعالي نطوف

على المدن البِقت أشباح

على الجوع القعد مرتاح

علي الكلمة البِقت فى الجوف

تفتش سكة الأفراح

تعالي نشوف

منو البقدر يخاصم طفلة

صِبحت هازلة فوق مدّ الأسى .. الحرّاق

يا غنوتنا ما تفوتي

ويا كلمتنا ما تموتي

فتشي فوق ضمير الكلمة

عن وتراً رحل ... فرّاق

وعن ولداً رحل ... فرّاق

وعن بلداً رحل ... فرّاق

وعن عِلماً رحل ... فرّاق

غُنانا الفينا ما بشفع

حديثنا الجوّة ما بِنفع

تعالى نشوف .. تعالى نطوف

تعالى .. نعلم الشُفّع

يشعرني المداح الدراويش دوما بنشوة جوفاء نشوة وحشية عندما يقولون: مكاشفي القوم!

عبدالله عبدالعزيز الأحمر

6 مارس 2016

فروينوني- روما

أحدث المقالات

  • مات من قتل الالاف من الشعب السودانى مات من لطخ اسم السودان حسن الترابي بقلم محمد القاضي
  • وسقط سِحرُ الإخوان بقلم أحمد يوسف حمد النيل
  • صينية أولاد التنظيم ..! بقلم عبد الله الشيخ
  • نبكيه أم نبكي الوطن!! بقلم كمال الهِدي
  • خازوق مروي الدولي بقلم الطاهر ساتي
  • وداعا أيها الشيخ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هيئة المطيع (للاستثمار)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • العجز «5».. قلنا .. وقالت الايام بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • رحمك الله أيها العملاق بقلم الطيب مصطفى
  • كيف نعيش فى الزمن الحزن؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • آخر نكتة (أمريكي يطلب حق اللجوء للسودان)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • مفهوم القانون الدولي الإنساني تعريفه ومصادره واهدافه اعداد د. محمود ابكر دقدق/ استشاري قانونيي
  • ماهو وضع حقوق الانسان الايراني بعد الانتخابات ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • شهيد . . وفطيس . . بقلم أكرم محمد زكي
  • الدكتور حسن الترابي الفكرة و التأثير بقلم حسن عباس النور الخبر
  • هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (98) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • الحراك السوداني الإنساني في سدني بقلم نورالدين مدني

  • وداعا أيها الشيخ..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • هيئة المطيع (للاستثمار)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • العجز «5».. قلنا .. وقالت الايام بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • رحمك الله أيها العملاق بقلم الطيب مصطفى
  • كيف نعيش فى الزمن الحزن؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • آخر نكتة (أمريكي يطلب حق اللجوء للسودان)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • مفهوم القانون الدولي الإنساني تعريفه ومصادره واهدافه اعداد د. محمود ابكر دقدق/ استشاري قانونيي
  • ماهو وضع حقوق الانسان الايراني بعد الانتخابات ؟؟ بقلم صافي الياسري
  • شهيد . . وفطيس . . بقلم أكرم محمد زكي
  • الدكتور حسن الترابي الفكرة و التأثير بقلم حسن عباس النور الخبر
  • إبراهيم الشيخ .. رائدا و زعيما للتطبيق الديموقراطي الحزبي بقلم د. عمر بادي
  • خاطرة : الشرق كتابها الابيض مسؤولية اجتماعية بقلم عواطف عبداللطيف
  • العلاج بالصدمة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • العريس جنوبي..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • وما يحدث غداً هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • عيد ميلاد الإمام .. اجمل الأمنيات بقلم حيدر احمد خيرالله
  • نحو إستراتيجية مبتكرة في الغيرة على المصطفى صلى الله عليه وسلم (2-2) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الداعية السياسية و السلطة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • إلي الحبيب الإمام..بعد الثمانين نريد بناء مجتمع لينهض بالسياسة.. بقلم خليل محمد سليمان
  • دنيا عليك السلام .. عندما يتجرد الطب من الانسانية !! بقلم عوض فلسطيني
  • أحزان قلبي لا تزول .. كشك التوم وترعة مصطفي قرشي .. حينما يلتقي البحران
  • تراجي مصطفى وقعت في شباك المؤتمر الوطني العنكبوتية وعليها الاستعداد لاعيبهم القذرة
  • السودان… ربع قرن في مسرح العبث بقلم خالد الاعيسر*
  • سفير السودان السابق مهدي ابراهيم و الوضوء بقلم جبريل حسن احمد
  • يساريو الإسلام في السودان إلي أين؟ (1-2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • د. الترابي : درجة درجةوالف أف!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • قال البشير ان من يرفض الحوار في يوم 10/10/2015 انه سيحسمه بقلم جبريل حسن احمد
  • الترابي وبودلير .. الحسابات الصُّغرى وسيرة الفشل بقلم عمر الدقير
  • المهدي و قصاصات من دفتر المعارضة (3) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • صدقا هل الحضارة الإسلامية حضارة نقلية أم مبتدِّعة ؟ (2) بقلم محمد علي طه الملك
  • الدجال !! بقلم د. عمر القراي
  • معركة الرقم الوطني في عهد العميد عمر البشير بقلم جبريل حسن احمد
  • التعديل الوزاري في السودان… صراع الأجنحة بقلم خالد الإعيسر*
  • النخبة السودانية و غياب مشروع النهضة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • شكر و عرفان بقلم الطيب رحمه قريمان
  • مشاركة السودان في اليمن رهبة بقلم إسماعيل البشارى زين العابدين
  • ابو بكر القاضي مريض بمرض اسمه الزرقة بقلم جبريل حسن احمد
  • ده غضب الله بقلم الطاهر ساتى Taher Sati
  • مركز المستقبل يستشرف التحولات والمتغيرات السياسية في العراق لعام 2015 بقلم كربلاء / انتصار السعداوي
  • بلاهة أم موضوعية حارقة؟! بقلم كمال الهِدي
  • أمنية الترابي!! بقلم عثمان ميرغني
  • الإنقلاب ما بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ومبدأ القيم بقلم: الفريق أول ركن محمد بشير سليمان
  • برلمان السودان… انتكاسة التشريع بقلم خالد الاعيسر*
  • مشروع دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة2005 بقلم إسماعيل حسين فضل
  • السودان.. عندما يتذكر الرئيس البشير أن التاريخ لن يرحم بقلم خالد الاعيسر
  • البشير يمدد لنفسه بتمثيلية واضحة النتائج بقلم جبريل حسن احمد
  • التقاطعات السياسية و الفكرية بين الترابي و ياسر عرمان زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • حيرتونا ... يا اهل الاسلام السياسي في السودان حسين الزبير
  • هل للشيخ حسن عبد الله الترابي شياطين ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • Re: هل للشيخ حسن عبد الله الترابي شياطين ... !! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • أواصـر قـاتلة: حرية السيدة مريم أم حاكمـية المـلة؟ محمّـد النعمـان
  • سفر توثيقي بمناسبة مرور 50 عام علي الاستقلال
  • احذروا السم المدسوس في وعاء الوفاق الوطني
  • وثبة الاعتقالات الجماعية وعودة بيوت الأشباح – 2
  • وثبة الاعتقالات الجماعية وعودة بيوت الأشباح – (1)
  • سر تضارب تصريحات .. قيادات حزب المؤتمر الشعبي ...!! قريمانيات .. بقلم الطيب رحمه قريمان
  • لقاء الرئيس البشير و د الترابي يؤكد المهزلة , حيث وعد البشير الجيش انه لن يعود للترابي/محمد القاضي
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (16) د. عمر مصطفى شركيان
  • خـواطر صحفي بالمنفى – 3 خضرعطا المنان
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (14) د. عمر مصطفى شركيان
  • أكذوبة وجود خلاف بين أمريكا وروسيا حول سورية/موفق مصطفى السباع
  • بروتوكول جنوب كردفان والنِّيل الأزرق.. عثراته ومآلاته (12) د. عمر مصطفى شركيان
  • Re: فتوى د. النعيم وفتواه التطبيقية/خالد الحاج عبدالمحمود
  • Re: يظل دكتور الترابى والمؤتمر الشعبى هم الحركة الاسلامية
  • الحركة الإسلامية في ظل ثقافة الابتلاء
  • دارفور... وتهافت الحكومة والأحزاب السياسية على قصعتها!