أسرد موضوعي هذا في الوقت الذي يعمل فيه السودانيين على إجراء حوار جامع لشتى قضاياهم المجتمعية والسياسية. والهدف ليس تغويض هذا الحوار الذي إكتسب زخماً كبيراً ، وإنما القصد هو مواجهة واقعنا بكافة أشكاله السيئ منه والحَسُن. وحتى نقف على حقائق تُبصٍّرنا بإتجاهاتنا التي نمضي إليها بخطى ثابتة أو متعثٍّرة. إني كرئيس لجمعية النهر الخالد أشعر بأن مسئوليتي كبيرة تجاه مجتمعي السوداني في الداخل وخارج السودان ، مع أن ما يجري من حوار بالسودان لم أجد نفسي فيه وأنا بالقاهرة لتغييبي عن قصد وعمْد ، لأن رأئي ربما يكون الموافقة على مبدأ الحوار نفسه أو رفضه تماماَ. ولندلف في الموضوع الذي يُمثل نهج النظام الحاكم في السودان وتفكيره إن كان عبر آلياته المؤسسية أو الأفراد الموالين له. كان يا ماكان بقاهرة المعز وقائع لسودانيين كانت الدولة السودانية هي المايسترو الذي يقوم بتوزيعها. وهي: * الفساد (السياسي والإداري). * تجارة البشر. الواقعة الأولى : ملف الفساد هنالك منظمات سودانية وجمعيات تقوم بأنشطة خدمية تستهدف المواطن السوداني ، منها منظمة بالخرطوم يديرها شخص يُدعى (تاج السر) ، يعمل على إستقطاب متطوعين من الهامش وإستغلال أوضاعهم المعيشية ليروِّجوا له بعواصم بعض الدول مثل القاهرة أدوية متعلقة بالكُلى والسرطان وهي عبارة عن منحة من دول أوربية. يتم توزيع هذه الأدوية في القاهرة عبر أفراد وقد إلتقيت بأحدهم وشاءت الظروف أن يُساكنني في الشقة التى أقيم بها بمحافظة الجيزة. وقد وجدت على وعاء الأدوية بأنه ممنوع تداولها لغير الأطباء ، كما علمت بأنها مختصّة بالدولة السودانية فقط. وفيما بعد استطعت مقابلة رأس الحية (تاج السر) بعد إتصاله بي تلفونيا ، وقابلته كرئيس منظمة النهر الخالد ، وطلب مني أن أساعده في ترويج هذه الأدوية عبر المنظمة. وجاء بنماذج منها فقمت بأخذها وتسليمها لآخرين لتُوزع للمحتاجين بالقاهرة من السودانيين. وعندما سألني عنها أخبرته بأنها صارت في خبر كان. فغضب غضباً شديدا. وعند عودته قام بتقديم شكوى أولى ضدي بوزارة الخارجية بالسودان ، إدارة القنصليات ، فأرسلوا بدورهم مُذكرة رسمية للسفارة السودانية بالقاهرة في عهد السفير كمال حسن على. وقد إتّصلت بي إدارة القنصلية بالسفارة وأخبرتهم بالتفاصيل ، ثم في عهد السفير عبد المحمود عبد الحليم جاءت مُذكّرة أخرى ضدي من الخارجية السودانية بنفس الفحوى. وتمّ إحالة الشكوى من السفير الى القنصل العام بالسفارة ليقوم باللازم. وقد إستدعاني من السفارة موظف إسمه أبو العِلا ويدٍّعي بأنه يحمل رتبة العقيد. وعند مجيئ للسفارة قابلت القنصل حينها خالد إبراهيم الشيخ ، وسَردّت مرة أخرى الموضوع من الفه لياءه ، وكونه تمّ عمل شكوى ضدي طالبت بالخطابات الواردة للسفارة لأطّلع على مضامين الشكاوى ، وقد أوصى القنصل بمنحي صورة من الشكوى المقدّمة ضدي (مرفق صورة لمُذكرة القنصل) ووجه الأمر لعناية السيدة إلهام كمال التي تدير عمل القنصلية الآن بالسفارة ، وقامت بالرد عليّ بإستخفاف بعدم وجود الشكوى بملفات السفارة ، وإنتهجت أسلوب لا يُليق بموقعها . وتدّخل أحد الموظفين يُدعى أزهري وهو المدير الإداري بأسلوب همجي عند إخباري له بأني ناشط وفنان موسيقي ورئيس جمعية النهر الخالد ومن أبناء جبال النوبة ، فقال متهكّما ماذا تعني جبال النوبة! وللأسف كان ذلك بحضور السفير المفوّض رشاد فرّاج الطيب ، فأخذني لأجلس معه وحاول تهدئة الأمر ، وهذا مما أدي فيما بعد الي إشتباكي لفظيّاً بالمواطن أبو العلا الذي يدِّعي بأنه عقيد ، بعد محاولته تبني الامربإستجوابه لي ، وسألت القنصل عن هويّة هذا الشخص. والغريب في الأمر أن مُزكرة القنصل تضمنت إستدعاء الدكتور سليمان قندول الذي يتعلق موضوعه بتجارة البشر وهذا سيُسرد في حلقة قادمة.
بقلم حسّان حسن كوكو
إستدعائي بواسطة المدعو أبو العلا (العقيد).
مذكرة القنصل خالد الشيخ الى السيدة إلهمام كمال بخصوص الشكاوى ضدي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة