*اكتشاف مذهل سيحدث هزة عنيفة في حياتنا.. *حياة كل من يغلق على أسراره بالضبة والمفتاح منا.. *من يحرص منا على ألا يطلع على مكنوناته الجن الأزرق نفسه.. *من ينزعج منا حتى من إطلاق عقله الباطن بعض (مكبوتاته) حلماً.. *اكتشاف سويسري عبارة عن جهاز يقرأ الأفكار.. *أو بالأحرى ما لا يود صاحبها أن تخرج إلى حيز التداول مع الناس منها.. *فهو يُثبَّت أمام العينين وتمتد توابعه إلى ما خلف الرأس.. *ثم عند تشغيله ترسم (إبرته) خطوطاً متعرجة يترجمها متخصص إلى لغة.. *وأول من جُرب هذا الجهاز فيهم مضيفات طيران متطوعات.. *وكانت حقائق صادمة تلك التي انتزعها الجهاز من غياهب عقولهن.. *ونعني التي اجتهدن في أن تبقى طي الكتمان أكثر من غيرها.. *فواحدة منهن فضح الجهاز (مواقعتها) مسافراً داخل مرحاض الطائرة.. *وقالت إنها ظلت تخفي الحادثة هذه حتى عن صديقاتها دعك من خطيبها.. *ولولا التعهد بعدم الكشف عن الأسماء لما قبلت بخوض التجربة أصلاً.. *وأخرى تمثلت فضيحتها في علاقة سرية (شاذة) بربان الطائرة.. *وثالثة فُضحت في عادة بصقها داخل كوب أي مشروب يطلبه راكب يضايقها.. *ورابعة فضحت رغبتها (المرضية) في تمني سقوط الطائرة عدة مرات.. *والآن تخيل أن لو أضحى الجهاز هذا في متناول الأيدي.. *وأن اجتياز امتحانه بنجاح صار شرطاً للتوظيف في مناصب حساسة.. *أو شرطاً لاختيار الوزراء قبل أداء القسم.. *أو شرطاً لإتمام الزواج بين اثنين يريد أحدهما معرفة أسرار الآخر.. *أو شرطاً لإبرام عقود المعاملات التجارية في المصارف.. *فكم منا سينجو من بين براثن مثل هذا الجهاز (الورطة)؟.. *وكم منا لديه من عظيم الأسرار ما يخجل من البوح به؟.. *وكم منا ما يود لو أن تُخسف به الأرض ولا يقف شريك حياته على سر له؟.. *وكم منا سيفقد أصدقاء كان يعتبرهم (كاتمي أسراره) أو يفقدونه هم؟.. *وكم منا سيكف عن الوعظ والإرشاد وادعاء الفضيلة؟.. *ولتكف أنت الآن - عزيزي القارئ- عن التخيل الذي طالبناك به.. *فالجهاز الذي نتحدث هو محض خيال من عندنا.. *ولكن الذي ليس بخيال هو الأسرار التي باحت بها المضيفات.. *بحن بها دونما اكراه في سياق دراسة جامعية عن الأسرار.. *ولكن بعد أن ضمنت كل منهن عدم ذكر اسمها.. *ولو كان يُوجد مثل هذا الجهاز فعلاً لارتعدت فرائص الكثيرين ببلادنا.. *و لارتاح الشعب من عنت المعيشة ورهقها وشقائها.. *بعد أن يرتاح من (الفساد !!!).