أقلامنا هي أسلحتنا بقلم الطيب الزين

أقلامنا هي أسلحتنا بقلم الطيب الزين


01-19-2016, 02:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1453167680&rn=0


Post: #1
Title: أقلامنا هي أسلحتنا بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-19-2016, 02:41 AM

يبدو ان النظام لا يكفيه تغييبه للديمقراطية، لمدة تجاوزت الربع قرن، ومصادرته الحريات العامة، بمنعه الناس من حق التعبير عن آراءهم وأفكارهم، بجانب فشله التام في توفير فرص عمل تكفل لهم معاشهم. النظام عجزعن توفير لقمة العيش في بلد، يعلم الجميع، إنه يمتاز بثروات طبيعية طائلة، منها نهر النيل الذي يعتبر أطول نهر في العالم، وأرض زراعية خصبة، غير أننا نجد الشعب يعيش في مستوى متدن من المعيشة، بل وصل حال الأغلبية منه، دون مستوى الفقر، وهناك من، يعيش في بيوت القش والجالوص، والصفيح ، ويشرب المياه الملوثة، ويعيش على النفايات والمهن الهامشية، وتبطش به الجريمة والفساد.. إذا كان هذا هو واقع الحال في البلاد.. إذن لا مفر أمام الكتاب والمثقفيين، سوى التصدي لهذا الواقع الكئيب، والنظام البائس، الذي أوجده، والشرائح الفاسدة، التي دعمته وساندته. أنه بحق، وضع مرزي، جعل الأغلبية من الشعب ترزح تحت ضغط المعاناة والفقر والحاجة، والقهر اليومي المتزايد.. كل هذا يحدث في بلد حباه الله بموارد تملأ العين. ومع ذلك تعجز الأغلبية عن الحصول على لقمة اليوم، والأمن والآمان.. إذن ما معنى ان تكون هناك حكومة..؟ هل الحكومة مهمتها ان تجيد فن القهر والبطش والتنكيل والملاحقة والتخويف..؟ وتحويل الشعب الى كتلة صماء من الدهماء..؟ حيث لا فائدة ترتجى منها..؟ وعلى هذا يستمر النظام المتجبر في حكمه تحت رايات الدين المنافقة كل هذا الوقت..؟ معتمداً على قوته العسكرية والبوليسية والأمنية للرقابة على سلوك الناس، وتكميم أفواههم من خلال تقوية أجهزته الأمنية وجواسيسه حتى أصبح الوضع العام أشبه بالكابوس. لكن كل هذا لم يكسرعزيمة الشعب، أو يمنعه عن أن يعبر عن رفضه وكرهه للنظام وسياساته البائسة، بل واصلت جماهير الشعب تذمرها في العاصمة ومدن السودان الأخرى، ولعل آخرها مجزرة نيالا التي راح من جراءها العشرات بين قتيل وجريح، هذه التضحيات هي صفحات من كتاب الثورة الذي يؤرخ لنهاية النظام، لذا لا مفر للنظام والفاسدين والمجرمين أن يدركوا أن لا مجال للعودة بعقارب الساعة للوراء، إن عهد التخويف والإحتواء والتكويش والتدجيين قد ولى بلا رجعة.. وإن تباشير التغيير قد هبت، لاسيما في هذه المرحلة التي فقدت فيها الأغلبية أهم مستلزمات العيش المقبول. كل المؤشرات تقول: قد إنتهت مرحلة، وبدأت تتشكل ملامح مرحلة تاريخية جديدة مغايرة وتبدل أسلوب الثورة إلى نهج جديد مستفيداً من ثورة المعلومات ومراكز ،التواصل الإجتماعي- والإنترنيت، التي جعلت الكلمة حرة رصاصة حية في صدور الظالمين والمجرمين، والعلاقة المباشرة بين الكاتب والقاريء ليست قائمة على المصالح، أو الإستغلال، أو الغش والخداع، علاقة قائمة على التفاعل الحر، والتبادل الخلاق، لرسم معالم طريق جديد، غايته التزود والتمرد المعرفي والثوري، بحثاً عن الحرية والكرامة الإنسانية التي سحقها الظلم والظلام والظالمين، علاقة تتجلى وعياً ونوراً ونارا تحرق أردية الضلال والتضليل، وتفكيراً يجترح صياغات حياتية جديدة، إشتشرافاً لآفاق حرة خالية من التشوهات الفكرية والنفسية والذهنية وكل أشكال القباحات والتحيزات المناقضة لمسيرة الحياة الصحيحة، وهذا ما يشرف كل من يتعاطى الكلمة الحرة الصادقة، إنه الإشتغال والإشتعال اللذين يدفعا الكاتب والقاريء معاً لتبني خيارات خلاقة، تعزز إستعدادهما الدائم لخوض معارك الوعي والتحرر والخلاص من قيود القهر والظلم والخوف والتخويف، فالتفكير الجماعي بين الكاتب والقاريء، يضعهما دوماً أمام مسؤوليتهما ويملكهما الوعي اللازم للدفاع عن حقهما في الحياة حتى الموت. لذلك أقول: إننا ككتاب ومثقفين سنكتب وسنظل نكتب، إنطلاقاً من هذا الفهم، لنعري الظالمين الفاسدين السراق، الذين يسرقون حليب الأطفال في وضح النهار، وحياة الشباب التي يضيعونها في الحروب والحرائق العبثية التي تقضي على الأخضر واليابس، ويصادرون فرص الناس في الحياة، وحقهم في التعليم والعلاج والصحة والأمن والسلام والأستقرار والتطور والحرية.. فلو حبست ومنعت بعض أقلام الشرفاء، فلن تحبس كل الأقلام والأفكار، وستظل تقاتل الاقلام والعقول الحرة أينما كانت، حتى فجر الخلاص


أحدث المقالات
  • الموَّال .. جذور دامية! بقلم محمد رفعت الدومي
  • قراءة متواضعة عن محمد دحلان بقلم سميح خلف
  • يا قمر دورين .. بيروت والفلسطينيين!! بقلم رندا عطية
  • محمود عبدالعزيز...شعلة حب حصنت الذاكرة من هتافات الموت (سمبلة ) بقلم محمد بدوي
  • بورتسودان تحي ذكري الشهداء ... والمجـازر تتواصـل بقلم د. ابومحمد ابوآمنة
  • هل يوجد بيننا عملاء لإسرائيل؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • الغواصات تطفو على السطح أحيانا- في حالات غير مقصودة! بقلم عثمان محمد حسن
  • عز المزار .. فى 17 ياناير بقلم طه أحمد أبوالقاسم
  • وانفتح نفاج لن ينسد بقلم سعيد شاهين
  • دراسة امنية حول الشهيد عاطف بسيسو والجاسوس عدنان ياسين بقلم سميح خلف
  • تقرير مظاهرة اتحاد أبناء دارفور بالمملكة المتحدة وايرلندا (دورة دارفور اولا) حول مجزرة الجنينة
  • قصة ولايتين ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • اخجلوا يا سادة ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • حديقة الشيطان!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • اللهم نعوذ بك من بعض الذكاء بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • متى نفيق ؟! (1) بقلم الطيب مصطفى
  • المؤتمر السوداني دروس في الديمقراطيةن بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • تمادى نظام الخرطوم ومليشياته فى جبن قادة الثورة المسلحة وترددهم.. الجنين بقلم ابوعبيدة الطيب ابراهيم
  • مركز راشد دياب واطفال الشوارع بقلم عواطف عبداللطيف
  • الحركة الشعبية القاسم المشترك بين التجمع والجبهة الثورية بقلم حسن البدرى حسن /المحامى
  • التقرير السياسي عن المؤتمر السوداني .,إقرأ.فكر . ناقش 6_6 بقلم منتصر ابراهيم الزين أبوماريل
  • السودان بين المطالب والمقالب بقلم الطيب الزين
  • النظام السوداني يرتعد خوفاً من الإعلام الإلكتروني.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • لا للأحكام الظالمة والتعميم المخل بقلم نورالدين مدني
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (81) جدوى سياسة كسر الظهر وقطع الحبل بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • مكتب عريقات والجاسوس بقلم سميح خلف