مسقط ... أعلنت عليكِ العشق بقلم مجدي مكي المرضي

مسقط ... أعلنت عليكِ العشق بقلم مجدي مكي المرضي


01-10-2016, 08:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1452455568&rn=0


Post: #1
Title: مسقط ... أعلنت عليكِ العشق بقلم مجدي مكي المرضي
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 01-10-2016, 08:52 PM

07:52 PM Jan, 10 2016

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
مكتبتى
رابط مختصر





بينما كان العام 2015 يلملم أطرافه مودعاً، كنت أشد الرحال مع أسرتي الصغيرة ميمماً شطر وجهة لا أعرفها حتى أضع عني حمل عامٍ مضى ولكى أعبيء دواخلي بطاقاتٍ جديدة لعامٍ سيأتي نسأل الله لنا فيه التوفيق والنجاح وأن يسخر لأمتنا الإسلامية - عربية كانت أم أعجمية – سبل الفلاح وأن يلهم حكامنا وولاة أمورنا قول الحقيقة وطرق الهداية وأن يهيئ لشعوبنا المستضعفة الصبر على البلاء والثورة على ظلم الأعداء.

كانت وجهتي سلطنة عمان أو "مجان" أو "مزون" كما حكى التاريخ عنها، فحط بنا الرحال ذات مساء في حاضرتها "مسقط" فبتنا ليلتنا تلك لا ندري ماذا تخبىء لنا تلك المدينة عند بزوغ شمس أول يوم لنا فيها !

يجيء الصباح مبتسماً في "مسقط"...تشرق الشمس من خلف جبالها كطفلةٍ خجلى تحتمي بأبيها عندما ترى غرباء لأول مرة. تشعرك وأنت تتجول في طرقاتها التي تعلو تارة وتهبط تارة أخرى كأنك في مهد صبي غر تداعبه أمه ضاحكة مستبشرة حتى يداهمها النعاس معاً. تغسل عنك رهق الأمس وهم اليوم وأنت تجرجر أقدامك متسكعاً في شواطئها الممتدة بلا نهاية. تقرأ داخل مياه خليجها سر البقاء الأبدي والخلود عبر الزمان. ترسم وديانها المتعرجة لوحة طبيعية في مخيلتك، فتخالها ضفائر فتاة خرجت لتوها من النهر بعد أن غسلت شعرها فطاشت ضفائرها الطويلة وتبعثرت بلا ترتيب على طول جسدها البض.

يمتلئ برنامج الزيارة اليومي بالعديد من الأمكنة الساحرة والقلاع القديمة والحصون التاريخية ومنابع العين الساخنة والمتاحف المتنوعة والمساجد ذات البناء المعماري الفخيم وكذلك الكثير من المواقع الأثرية متبوئه بذلك مكاناً في قائمة التراث العالمي لما تحتويه من آثار وأماكن ضاربة في القدم. تنتقل أيضاً من العراقة إلى الحداثة في تناغم حنين كأنك تستمع إلى السيمفونيات العالمية من جهاز الفونوغراف القديم وأنت ممددٌ على أريكة خشبية ورأسك مسنودة على وسادة طرية. تصاب بالذهول والدهشة من سحر الإبداع والفخامة ما أن تطأ قدماك دار الأوبرا السلطانية ذات البلاط الإيطالى والخشب المغربي والبناء الإنجليزي والنفس العماني.

رأيت في "مسقط" سواحاً من جنسيات شتى لا يتحدث أغلبهم العربية فقلت في نفسي أن هؤلاء جاءوا من بلادهم البعيدة لسبر أغوار هذه البقعة وليستمتعوا بسحرها وفتنتها وهى قريبة منا، فعرفت أن شعوبنا العربية لا ترى بوضوح موطأ أقدامها لهذا تكثر عثراتنا وتمتلئ أجسادنا بالدمامل والجروح!

بحثت عن عمال النظافة في "مسقط" فلم أجدهم! لا أبالغ إن قلت أنه ليس هناك حاجة لهم فالنظافة يتنفسها الإنسان في "مسقط" كما الهواء! عرفت أن السلوك التلقائي هو النظافة وإلا لما كان ساحلها الطويل نظيفاً كصفحة صحن أبيض إلا من ذرات تراب عبثت به رياح الشتاء فتهاوى على بطنه منهكاً. ابتسمت طويلاً وأنا أطرد عن خيالي الآن أكوام النفايات المكدسة في شوارعنا وداخل أزقة حاراتنا وأمام أبواب بيوتنا !

سبعة أيامٍ وثمانية ليالٍ متتابعات مرت سريعاً كخاطرة جميلة، شكلت خير ختام لعامٍ ولى، وددت لو تطول في تلك المدينة التي تتنفس تاريخاً وتتجشأ تراثاً وحضارة!

أيتها المدينة الفاتنة...أعلنت عليكِ العشق...فقد سقط عني بعض مني في "مسقط"...فلتفتحي ذراعيك لي وأنا أرتمي في أحضانك كلما راودتني نفسي أن أجيئ إليك !

أحدث المقالات
  • الصادق ما غلطان غلطان الشعب السوداني بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • إلي شيماء الصباغ شهيدة الورود المصرية بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • احمد عساف والتغوط في السقوط بقلم سميح خلف
  • عارفين الناس ديل زي جوع بطونَّا! بقلم عثمان محمد حسن
  • أهو عجز .. أم تؤاطو..؟ بقلم الطيب الزين
  • السودان ستون عاماً من إستقلاله من المستعمر وإستغلاله من أبناء جلدته بقلم أبراهيم عبد الله أحمد ابكر
  • البروفسور عز الدين عمر موسي و وسام الجدارة بقلم جبريل حسن احمد
  • طاقية النفط فوق رأس المواطن..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • اثيوبيا :سيطرت الاحتكارات الغربيه علي اولويات التنمية بقلم د.الحاج حمد محمد خير
  • السودان : تراجع الآمال فى مؤتمر الحوار! بقلم على حمد ابراهيم
  • رحيل حكيم ...!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati
  • الخرطوم عاصمة أفلام الرعب بقلم عبد الباقى الظافر
  • بالله.. بالله.. من لا يفهم يموت بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • يناير شهر الأعياد والأحزان !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عودة العلاقات بين السودان والسعودية - دلالات وتحديات بقلم محمد بحرالدين ادريس
  • تبلغ باليسير فكل شيء ... من الدنيا يكون له انتهاء بقلم عبد الغفار المهدى
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (78) العقبي وملحم يضربان في العمق ببندقيةٍ ومهند بقلم د. مصطفى ي
  • قصص الموت . إفادة الناجي م.د ..بقلم جعفر وسكة
  • المارحة ... تقرعها السدارة! بقلم إبراهيم سليمان/ لندن
  • الأحزاب، والوجهات، والدول المؤدلجة للدين الإسلامي، وادعاء حماية الدين الإسلامي... بقلم محمد الحنفي
  • أبـــداَ مــا هــنت يا ســوداننا يومــا علينـــا !!